Friday, 8 April 2011

أيها البعيد كمنارة

أيها البعيد كمنارة


أيها البعيد كمنارة

أيها القريب كوشم في صدري

أيها البعيد كذكرى الطفولة

أيها القريب كأنفاسي وأفكاري

أحبك

أح ب ك

وأصرخ بملء صمتي :

أحبك

وأنت وحدك ستسمعني

من خلف كل تلك الأسوار

أصرخ وأناديك بملء صمتي ...

فالمساء حين لا أسمع صوتك :

مجزرة

الليل حين لا تعلق في شبكة أحلامي :

شهقة احتضار واحدة ...

المساء

وأنت بعيد هكذا

وأنا أقف على عتبة القلق

والمسافة بيني وبين لقائك

جسر من الليل

لم يعد بوسعي

أن أطوي الليالي بدونك

لم يعد بوسعي

أن أتابع تحريض الزمن البارد

لم يبق أمامي إلا الزلزال

وحده الزلزال

قد يمزج بقايانا ورمادنا

بعد أن حرمتنا الحياة

فرحة لقاء لا متناه

في السماء

يقرع شوقي اليك طبوله

داخل رأسي دونما توقف

يهب صوتك في حقولي

كالموسيقى النائية القادمة مع الريح

نسمعها ولا نسمعها

يهب صوتك في حقولي

واتمسك بكلماتك ووعودك

مثل طفل

يتمسك بطائرته الورقية المحلقة

إلى أين ستقذفني رياحك ؟

إلى أي شاطئ مجهول ؟

لكنني كالطفل

لن أفلت الخيط

وسأظل أركض بطائرة الحلم الورقية

وسأظل ألاحق ظلال كلماتك !..

.

.

أيها الغريب !

حين أفكر بكل ما كان بيننا

أحار

هل علي أن أشكرك ؟

أم أن أغفر لك ؟ ..
.....................................................................
غادة السمان

2 comments:

  1. لا تكتب لي رسائل حب بعد اليوم لأنني لن أنشرها! لا

    تفتتني بحامض قلم ينسكب من السطور على طرف قلبي. لا تقلْ

    لي إنك تحبني، فأنت أداة القدر في مؤامرة محكمة لإذلالنا معاً.

    أحببتك بين ضحكة وأخرى من ضحكاتي، ونسيتك بين ميتة

    وأخرى من ميتاتي...

    ولن أعيد إليك رسائلك.

    فالبحر لا يعيد دوماً إلى البر غرقاه.

    غادة السمان

    ReplyDelete
  2. ألعن تلك اللحظة المباركة

    حين اصطدم مركبي بجزيرتك

    و تحطم

    و أسعده حطامه

    و عشق شطآنك .....!!

    ***

    ألعن تلك اللحظة المباركة

    و أنا أهرول كعادتي

    في دروب مدينة ليست لي

    لأحلم برجل ليس لي ....!

    غادة السمان

    ReplyDelete