Friday, 1 April 2011

حكايات شهرزاد

بلغنى ايها الملك السعيد ذو الرأى الرشيد والعمر المديد
ان
قصة الآلهة كما تصورها اليونان القدماء
هى ان اقدمهم اثنان ( اورانوس ) السماء وزوجته (جى ) الارض واكبر ابنائهما (تيتان ) ثم (ساتورن ) ثم (كرونوس ) وكانت الست جى تفضل ابنها التانى ساتورن على اخيه تيتان بحبة ملاغية وشوية حبشتكنات فأخذت تتملق تيتان الاهبل ليرضى بالتنازل عن العرش لأخيه ..ولكن تيتان اشترط لقبول التنازل ان يتعهد اخيه ساتورن بأن يبتلع كل طفل ينجبه حتى لايكون له نسل
ووافق ساتون - كله يهون من اجل العرش - وقبل ان يدفع الثمن غاليا
الا ان الست ( ريا ) زوجة ساتورن هالها ان يقتل زوجها ابناءها وهم فى المهد ففكرت فى حيلة تنقذهم
وعندما جلس ساتورن على مائدة العشاء وهتف طالبا ابناءه الثلاثة ( زيوس ) و (نيتون ) و ( بلوتو)ليبتلعهم اتت اليه بثلاثة صخور كبيرة ملفوفة فابتلعها وهو يحسب انه ابتلع صغاره - كان واضح انه غبى جدا - فى حين ارسلت هى الصغار الثلاثة الى بعض اصدقائها لاخفائهم
وعلم تيتان بما جرى وكان فأعلن الحرب على اخيه ساتورن وزوجته ريا وطردهما الا ان (زيوس ) اكبر ابناء ساتورن استطاع بعد ذلك ان يحارب عمه تيتان ؛ وابناءه العمالقة ثم استولى على عرش اولمب واصبح اقوى الالهة يحكم السموات والارض ؛ وجعل اخاه نيتون الها على البحار وبلوتو ملكا على العالم السفلى

ومن هنا تبدأ حكايتنا

=======================================

وذات يوم احس زيوس العظيم بالزهق فنادى تابعه المخلص اله العجايب والغرايب تخاريفوش العظيم
وقال له : حدثنى يا تخفو عن بلاد عجيبة واحوال غريبة واحداث مهولة فيها عبر وحكم وفيها تسلية وعزاء
قال تخفو : ليس اعجب من (بلاد الحاكم الميت ) يا مولاى ..منذ اصبحت على خريطة الارض وهى تتعرض للسلب والنهب والذل والقهر ومع ذلك لا يتبدد خيرها ولا يمل شعبها ..محكومة ابدا بالهوان ما رأت من خير ولا اشتكت من جور
قال زيوس : وما العجيب فى ذلك ؟ فقد يتم السلب والنهب بطريقة عبيطة ومبتذلة ولعله لو تم بحرفية واقتدار وتسلط عليها محترف جبار لانتهت وهلكت وضاعت وتبددت
رد تخفو -وهذا اسم الدلع- : لا يا مولاى فان لصا واحدا ممن استولى عليها لينهب الارض كلها فى لمح البصر وقد يتعاقب عليها الطغاة فتزيد شهوتهم الى المظالم وقريحتهم الى الفجور حتى لتحسب ان سرا فيها يجعل الطاغية الصغير من كبار المناشير وبقدر ما تجبر فيهم وشطح جاء امام اعداءه وانبطح
ولربما اتعب كل آلهة الاحصاء ان يعرفوا من الاظلم و الاطغى بين الانام حتى خلصوا ان يعطوا لهم رقما مسلسلا وفقا للتواريخ والايام

قال زيوس وهو يهز رأسه : ولما تسمونها بهذا الاسم الغريب ايحكمها الموتى ؟
ضحك تخفو وقال : لا يامولاى فذلك ان حكامها يجلسون عليها فلا يخلو مقعدهم الا بالموت ثم يأتى حاكم جديد فلا يتزحزح الا بموت جديد
عندهم كتاب اسمه كتاب الموتى ومواد فى دستورهم لا يحسمها ال الموتُ
قال زيوس وهو يشعل سيجارة:حدثنى عنها بحديث اذكرها به
تنهد تخاريفوش وسرح الى الامام بعيدا وقال : يشقها نهر من اولها الى آخرها منذ فجر التاريخ فتقل مع الايام مساحة الارض المنزرعة
ولا تنتج خبزها مع ترامى ارضها وانبساط مساحتها وخصوبة تربتها ..ورغم الصحراء الممتدة يسكن اهلها المقابر مع الدواب ويعيشون فى عشش تعاف سكناها الكلاب ...باعت مواردها الى الاعداء و وهنت علاقتها مع الاشقاء.. وتسولت من امريكا قوتها وباعت للغرباء ارضها ..وانتجت اللبان والبخور وانشغل اهلها بتوافه الامور..اذا سرق فيهم الشريف ارتقى الى منصب الوزارة واذا لم يسرق فيهم الضعيف زجوا به الى السجون والتعذيب والقذارة...فيها قناة كبيرة وآثار كثيرة.. وبحيرات مهولة وبحار مأهولة ..وكلما زادت المساجد والجامعات انتشر فيها الجهل والخرافات ...قلة تكوش على كل الموارد بالقهر المشروع وكثرة تكدح طول العمر وتموت من الجوع ...اسقطوا من تاريخهم اى مجد وسطوع و درّسوا لابنائهم عهود الذل والخنوع...يموت اهلها بلا ثمن ويقبرون بلا هدف
تقيد حوادثها ضد مجنون او منتحر او مجهول ويعيش اهلها دائما فى رعب وفزع وذهول
دعاتها يلتمسون العذر لابليس ..ويدسون على الانبياء كل منكر وخبيث
قال زيوس العظيم : ياساتر استر علينا وعلى ولايانا ..سديت نفسى الله يقرفك قوم غور من ادامى
وشغل لنا اغنية وردة بكرة ياحبيبى يحلو السهر
ولا اقولك خليها صباح سلمولى على مصر سلمولى
.....
محرم صلاح الدين
مصر
‏الجمعة، 30 أبريل 2010 في 08:21

No comments:

Post a Comment