قارئ الروايات
شعر : البهاء حسين
جريدة الاهرام - الثلاثاء 14 سبتمبر 2010
أنا قارئ الروايات
أسترسل فى مصير غيرى
كل مرة
ولى أكثر من نهاية
أختار منها مايناسب سحنتى
أو حالة الطقس
أحيانا أقعد فى انتظار مؤلف
واحيانا اجتر نفسى
لست اكثر من ريشة
أو فاصل بين صفحتين
ومن حسن حظى أن الرواية تسع الجميع
الرجل وظله
القضاء والقدر
لكن احدا لايشاركنى الحزن
كلما انتهيت من القراءة .
سألقى نظرة اخيرة
على صياد هيمنجواى العجوز
الذى اختصر البحر فى سمكة
على سانتياجو كويلهو
لابأس بالارواح المفبركة الخفيفة
سأترك جرنوى يقطر أرواح الجميلات فى زجاجة
كم من مرة قلت
لو كانت لى يدان قادرتان
على اطلاق منديل
لكن يدى كانت عادية
تسلمه الروايات واحدة الى الأخرى
ومع الوقت اكتشفت انى لاشخصية
لست منديلا فأطير
لاأحرف الموت
لست الا قارئا
لم تحك لى امى شيئا
كنا مشغولين بالبيع
لكنى عرفت كيف أذهب
الى حيث تقودنى امى
الروائيون محظوظون
فالحياة بها الكثير من الثغرات
فى الحبكة
مع كل رواية أؤلف نسخة من نفسى
ثم أفقدها
متعللا بالبحث عن زجاجة
أصون فيها رماد ابطالى
كى لايتسؤبوا منى
لابد ان احدهم كان يتقمصنى
حين ذهبت لخطبة شاهيناز
فى السابعة صباحا
لابد ان احداهن استعارت شخصية امها
حين ظنت أننى الزبال
لابد ان احدهم أجبرنى
على ان اردم المستقبل
هل تفهموننى
أو لعلها امى روايتى المفضلة
التى خرجت منها للتو
فى الفصل الرابع
دون ان اكمل القصة
صرت كهلا فجأة
دون أن آتى أمى بالمستقبل
من ذيله كما وعدتها
مجرد كهل يستقبل يومه من غير ود
يخاف ان يتسرب الشيب
الى منطقة حساسة فى جسمه
لايصدق ان قبرا واحدا
سيتسع له
ولهذا يفكر فى بناء قبر لأبطاله
لاأريد سوى قبرين
لاكتشف نفسى
من كل صوب .
ياأمى
انا فى قبرين
كى لاأختلط عليك
اقرأ لزملائى من الموتى
اقرأ لهم ببطء
كى لاتنتهى الرواية
No comments:
Post a Comment