عنوان القصيدة : وطني الذي ينام
للشاعر :بيان الصفدي
القسم : سوريا
تستطيع مشاهدة القصيدة ى العنوان التالي : http://www.adab.com/modules.php?name=Sh3er&doWhat=shqas&qid=80243
للشاعر :بيان الصفدي
القسم : سوريا
تستطيع مشاهدة القصيدة ى العنوان التالي : http://www.adab.com/modules.php?name=Sh3er&doWhat=shqas&qid=80243
من ظلمة السجن أنظر يا حبيبتي
قطعة من السماء تلمع من كوة الزنزانة
قطعة من السماء
لا تكفي لرؤية الشمس
وغيوم الصيف الهاربة
قطعة من السماء تلوّح لي وتبكي
وأنا ألوّح لها وأبكي
دموعي تتدحرج
وتسيل على الجدران
تمحو وتكتب في الظلمة
وهكذا يا حبيبتي
ركلة السجان
وجدائل أمي المعلقة على الجدار
وصيحات القتلة
ترسم ظلنا الكبير
ظل مقبرة تسمى الوطن
الوطن الذي نحبه كما نحب القبلات
الوطن الذي نكرهه ونلعنه
ونطلب منه المغفرة
الوطن المجنون منفوش الشعر
والمملوء بالوحل والجثث والسياط
ومكبرات الصوت
الوطن الهادىء كعيني فلاح
البسيط كالأطفال
المشوَّه كالأشلاء
النائم كالثور
والمتيقـِّظ كالعقاب
الوطن المرسوم في الجرائد
نسنده كالكسيح
الوطن الذي نبكيه ويبكينا
وهو يسير متعثـِّراً كالشيخ
ممسكاً بعكازه.. مقوس الظهر
تحت المطر والعمارات ودواليب الحظ
الوطن الكريم كالشجرة
والبخيل كالجبل الأجرد
الوطن الكبير كالحلم
والضيق كصرخة في سرداب
الوطن الجميل كالأراجيح
القبيح كوجوه القتلة
الوطن النظيف كالحقيقة
والقذر كثوب القصاب
وطني الذي أنحني أمامه
كما أنحني أمام أمي
وأدير له ظهري وأكيل له الشتائم
وطني الذي أفر منه
وأجده بين أوراقي
يشير إلي بعينيه الدامعتين
يفتح ذراعيه ويقول لي:
يا ولدي!
وأفتح ذراعيّ وأقول له:
يا وطني!
ودائماً دائماً
بعد الحب والكراهية
بعد الشتائم والمدائح
نلتقي ونتعانق
كأننا قبلُ لم نلتق ِ
أيكي ويبكي
يمسح دموعه بمعطفي
وأمسح دموعي بأشجاره
ثم يتكوّم كاليتيم في زاوية..
تحت درج
في مركب مهجور
في زنزانة ضيقة
على ركبة فتاة
على صدر رجل
يجمع في صُرّته الدموع والصرخات
رسائل الحب والغضب
وبعيداً..
بعيداً..
بعيداً..
عني وعنكم
يتكوَّم كاليتيم في زاوية
وينام!
.
1982
قطعة من السماء تلمع من كوة الزنزانة
قطعة من السماء
لا تكفي لرؤية الشمس
وغيوم الصيف الهاربة
قطعة من السماء تلوّح لي وتبكي
وأنا ألوّح لها وأبكي
دموعي تتدحرج
وتسيل على الجدران
تمحو وتكتب في الظلمة
وهكذا يا حبيبتي
ركلة السجان
وجدائل أمي المعلقة على الجدار
وصيحات القتلة
ترسم ظلنا الكبير
ظل مقبرة تسمى الوطن
الوطن الذي نحبه كما نحب القبلات
الوطن الذي نكرهه ونلعنه
ونطلب منه المغفرة
الوطن المجنون منفوش الشعر
والمملوء بالوحل والجثث والسياط
ومكبرات الصوت
الوطن الهادىء كعيني فلاح
البسيط كالأطفال
المشوَّه كالأشلاء
النائم كالثور
والمتيقـِّظ كالعقاب
الوطن المرسوم في الجرائد
نسنده كالكسيح
الوطن الذي نبكيه ويبكينا
وهو يسير متعثـِّراً كالشيخ
ممسكاً بعكازه.. مقوس الظهر
تحت المطر والعمارات ودواليب الحظ
الوطن الكريم كالشجرة
والبخيل كالجبل الأجرد
الوطن الكبير كالحلم
والضيق كصرخة في سرداب
الوطن الجميل كالأراجيح
القبيح كوجوه القتلة
الوطن النظيف كالحقيقة
والقذر كثوب القصاب
وطني الذي أنحني أمامه
كما أنحني أمام أمي
وأدير له ظهري وأكيل له الشتائم
وطني الذي أفر منه
وأجده بين أوراقي
يشير إلي بعينيه الدامعتين
يفتح ذراعيه ويقول لي:
يا ولدي!
وأفتح ذراعيّ وأقول له:
يا وطني!
ودائماً دائماً
بعد الحب والكراهية
بعد الشتائم والمدائح
نلتقي ونتعانق
كأننا قبلُ لم نلتق ِ
أيكي ويبكي
يمسح دموعه بمعطفي
وأمسح دموعي بأشجاره
ثم يتكوّم كاليتيم في زاوية..
تحت درج
في مركب مهجور
في زنزانة ضيقة
على ركبة فتاة
على صدر رجل
يجمع في صُرّته الدموع والصرخات
رسائل الحب والغضب
وبعيداً..
بعيداً..
بعيداً..
عني وعنكم
يتكوَّم كاليتيم في زاوية
وينام!
.
1982
No comments:
Post a Comment