Friday, 1 April 2011

وتستمر الانسانية



لقد انفصلنا..
وارتسمت على وجهى علامة انزعاج ، رغم ان صديقتى كانت هادئة الملامح كعادتها ، رقيقة عميقة الاحاسيس ، وبعد ان هدات نفسى لأستوعب الموقف رحت اردد : بعد ثلاثين عاما ؟ ثلاثين عاما من الزواج وابنى كبر وتزوج ، وناجح فى عمله ؟
لم يكره كلانا الاخر ، بل مازلت احبه ، ومازال يحبنى ، واذوب هلعا لو مسه سوء ، ولكن لابد من هذه النهاية ؟
كنت احبه بكل عقلى وكان يحبنى بجوارحه ، كنت احبه بكل عواطفى وكان يحبنى بغرائزه كلها ، كان حبى له عطاء ونكران لذاتى ، وكان حبه لى تملكا وانانية ، كان مفهومى للزواج رفقة فى درب الحياة ، وكان مفهومه تملكا لكل الحياة وانا جزء منها ، باختصار كان يريدنى له وحده بلا هوية وبلا مزاج شخصى ، كان يرفض أى شئ أحبه ولو كان ثوبا ارتديه أو هواية أستمتع بها ، وكنت صغيرة المدارك أتحمل واتفانى ، ويزيد هو فى تحكمه وأنانيته المغلفة بالكلمات الحلوة والتى فقدت معناها عندى مع السنين .
ورحت اثبت وجودى فى عملى الذى تقدمت فيه ، وكان يشتعل غضبا مكبوتا لأى نجاح أحصل عليه ، يقلل من قيمته ويستهين به ، وسارت السنون تهد كل يوم شيئا جميلا ، وصبرت وكان وجود ابنى هو الشئ الذى يجعل وجودى رائعا ، صبرت ليشب ابنى بين والديه حتى كبر وتزوج وعمل ونجح ، وبهذا انتهى الهدف المشترك ، ووجدنا نفسينا وجها لوجه ، وبدا صبرى يتضاءل وبدات اخطاؤه الصغيرة تبرز أمامى وتكبر وتتراكم ، وصار بعد كل غضبة منى يعتذر وأعفو وهكذا ، حتى ماتت فى داخلى أشياء كثيرة كان منها السماحة والقدرة على الغفران ، , وكان ماكان .
.. وهو .. ؟
كان يعتقد ان صمتى  وهدوئى انتصار له ، وفوجئ باننى كنت احتفظ له بجزء يسير فى اعماقى لم يصل اليه . هو الذى ثار ، ومع ذلك لم اقطع علاقتى الانسانية به ، ليس لانه والد ابنى ، ولكن لانه انسان قبل ان يكون زوجا ، ولكل انسان ايجابيات وسلبيات .

منقووووول
نفيسة الصريطى ,, مجلة العربى

No comments:

Post a Comment