(1) المرايا
أتحاشى المرايا
أمرّ عليها بغير التفاتِ
أحاولُ ألا يكون لها أثرٌ في حياتي
ففيها أرى فعْلةَ الدهرِ بي،
مَثُلاتِ الزمانْ
أشاهد ما أحدثته الصروفُ بوجهي،
ما صار يملؤه من ندوبْ
وما مسّني من لغوبْ.
****
فلو كان في مُكْنتي أن أحطّمَ كلَّ المرايا..
فعلتُ..
وهَبْ أنني قد تمكّنتُ من أن أحطّم كلَّ المرايا
فماذا سأصنع بالأعينِ الراصداتْ؟
العيونِ التي كلما طالعتني
وحدّقتُ فيها
تمعّنتُ في داخل الحلقاتْ
تبيّنتُ في عمقها صورتي
فعادت تذكّرني من جديدْ
بما أحدث الدهرُ بي من ندوبْ
وما مسّني من لغوبْ.
(2) الوجوه
الوجوهُ التي طالما أرّقتني،
طالما حاصرتني،
إلى أن تمكّنتُ من محوها،
طمستُ معالمها داخلَ الذاكره
فما عاد في باطني صورةٌ واحده
وكانت تسدُّ عليّ المسالكَ،
كانت تحاصرني كالقضاءْ
لماذا تعودُ،
لتفجأني اليومَ،
تثقلُ قلبي بهذا الحضور الغريبْ؟
هذا الصباحَ أهلّتْ على خاطري كلُّها..
دفعةً واحدهْ..
أكان هباءً إذاً كلُّ هذا العناءْ؟
كلُّ ما قد تكبّدتُه من عَنَتْ
كلُّ ما قد تجشّمتُ حتى تمكّنتُ من محوها؟
****
فيا هذه الأوجهُ الشائهه
لماذا تُطلّين كاللعنة الجائحهْ؟
لماذا توالينني بالظهورْ،
إذا كان في داخلي منكِ هذا النفورْ؟
عبد المنعم عواد يوسف
No comments:
Post a Comment