في الانتظار
محمود درويش
محمود درويش
في الانتظار، يُصيبُني هوس برصد الاحتمالات الكثيرة:
| |
ربما نسيت حقيبتها الصغيرة في القطار،
| |
فضاع عنواني وضاع الهاتف المحمول،
| |
فانقطعت شهيتها وقالت: لا نصيب له من المطر الخفيف
| |
وربما انشغلت بأمر طارئٍ أو رحلةٍ نحو الجنوب كي تزور الشمس، واتصلت ولكن لم
| |
تجدني في الصباح، فقد خرجت لاشتري غاردينيا لمسائنا وزجاجتين من النبيذ
| |
وربما اختلفت مع الزوج القديم على شئون الذكريات، فأقسمت ألا ترى رجلاً
| |
يُهددُها بصُنع الذكريات
| |
وربما اصطدمت بتاكسي في الطريق إلي، فانطفأت كواكب في مجرتها.
| |
وما زالت تُعالج بالمهدئ والنعاس
| |
وربما نظرت الى المرآة قبل خروجها من نفسها، وتحسست أجاصتين كبيرتين تُموجان
| |
حريرها، فتنهدت وترددت: هل يستحق أنوثتي أحد سواي
| |
وربما عبرت، مصادفة، بِحُب سابق لم تشف منه، فرافقته إلى العشاء
| |
وربما ماتت،
| |
فان الموت يعشق فجأة، مثلي،
| |
وإن الموت، مثلي، لا يحب الانتظار
|
No comments:
Post a Comment