طِفلَتهَا
نزار قبانى
"بعد عشرة أعوام من الحب المستحيل،
| |
تمرّّ بالشاعر طفلتها . فيأخذها بين
| |
ذراعيه ليضمّ فيها صورة أمها..."
| |
طَالَعني دَرْبي بها مَرَّةً
| |
تَرفُّ كالفَرَاشة الجامحَهْ
| |
طُفُولةٌ كم تَبُوحُ الرُبى
| |
ومَبْسَمٌ كأنَّهُ الفاتحَهْ ..
| |
وكنتُ شَيَّعْتُ زَمَانَ الهوى
| |
وانْطَفَأَتْ زوابعٌ نابِحَهْ ..
| |
يا طيبَها .. أعزَّ أنمودجٍ
| |
من بعد تلك الغُرْبة الفادحَهْ
| |
وكيفَ هذا كانَ ؟ قد أُورِثَتْ
| |
حتى رنينَ اللثْغَةِ الصادِحهْ
| |
حتى انثيالَ الشَعْر .. حتى
| |
الفمَ الملمُومَ .. حتى النظرةَ السارحهْ
| |
يا وَجْهَهَا الصغيرَ .. غبَّ النوى
| |
نَفَضْتَني .. جَارِحةً .. جارِحَهْ ..
| |
هل أَقْبَلَتْ طفلتُها بعدَها
| |
تفجَعُني بأُمِّها النازِحَهْ ..
| |
عَشْرَةُ أعوامٍ .. على حُبِّها
| |
كأنَّهُ في الليلة البارِحَهْ ..
| |
ولم تَزَلْ صُورَتُها في دمي
| |
غريقةً .. أنيقةً .. سابحَهْ
| |
***
| |
أَخَذْتُهَا مُقَبِّلاً باكياً
| |
أما بهَا من أُمِّها رائِحَهْ ؟
|
No comments:
Post a Comment