الرسائل السماوية هى روح الله التى يبعثها لعباده والبشر وفى كل
الأديان ليسوا ملائكة وهكذا جاءت أحداث الفيلم الرومانى «خلف التلال»
لتكشف ما الذى يجرى فى الدير.
ما التلال؟ إنها ربما تلك التى تحجب الرؤية أو ما نعتقد أننا نخفيه بعيدا، ثم بعد ذلك نقترب لنكتشف الحقيقة.. الله داخل الدير ونرى أيضا القسيس والراهبات تتلبس بعضهم فى لحظات أرواح شيطانية.
المخرج «كريستيان مونجيو» الحائز على جائزة سعفة «كان» قبل خمس سنوات بفيلمه «4 شهور و3 أسابيع ويومان» عاد مجددا إلى المهرجان مستكملا الحالة الإبداعية التى يحرص على التقاطها ويمزج فيها بين الواقع والرؤية الدرامية والعمق الفكرى والفلسفى.
كيف نرسم ملامح العمل الفنى هل الواقع نحصل عليه كما هو أم نعيد تأمله؟ الواقعة حقيقية فتاة ذهبت للدير لكى تعيد صديقتها فقتلت هناك وصارت قضية رأى عام قبل سبع سنوات فى رومانيا، وقدمت عنها عشرات من الكتب ومئات من التحقيقات الصحفية.
شهدت مصر قبل نحو 20 عاما حادثة اغتصاب فتاة المعادى حركت الرأى العام وصدرت عنها عدة كتب وقدمت عن الواقعة ثلاثة أفلام تجارية، كل منها كان يحاول أن يسبق الآخر لينجَز فيلمٌ، محققا أعلى الإيرادات وغابت القضية!
هذه المرة المخرج هو الذى عايش كتابة السيناريو كل هذه السنوات السبع حرص على أن يكتب السيناريو عدة مرات واختصر من فيلمه بعد التصوير نحو 30 دقيقة.. الواقعة مادة خام، لكنها لا يمكن أن تضمن عملا سينمائيا متفردا هناك بالقطع شىء أبعد بكثير وأهم وهو زاوية الرؤية.
لا يمكن أن ننظر إلى الفيلم باعتباره ينتقد دينا أو طقوسا متعلقة بطائفة ولا الرهبنة فى الديانة المسيحية، ولكنه يتناول من يرددون كلمات الله وهم لا يحملون فى أعماقهم روح التسامح.. من قتل هذه الفتاة حتى ولو رأيت أنها خاطئة هم القساوسة والراهبات الذين نفذوا التعليمات القاسية بحبسها وتقييدها بالجنازير رغم أنهم كانوا يقرؤون عليها كلمات من الإنجيل يطلبون لها الهداية والتقوى والرحمة!
السيناريو يشير إلى علاقة مثلية جمعت فى الماضى بين فتاتين واحدة تذهب إلى الدير لكى تتطهر وتلحق بها الأخرى لكى تعيدها إلى حياتها السابقة.. الفتاة الأولى عرفت الطريق إلى الله وتتشبث بالإقامة فى الدير، وتلجأ كلما شعرت بالضعف البشرى إلى الصلاة وتدعو صديقتها للدخول أيضا إلى حياة الرهبنة وتبدأ رحلة المعاناة. القلوب التى ننتظر منها فيض الحب والرحمة تقسو ولا تعرف سوى أن الإنسان يجبر على الإيمان، وهكذا يتم حبس هذه الفتاة المتمردة فى غرفة داخل الدير وعندما تثور يوجّه لها قدْر لا يُحتمل من العنف والغلظة والذى يمارس ذلك هم مَن يناط بهم حماية أرواح الناس وهدايتهم.. وتذهب الفتاة إلى المستشفى على أثر التعذيب ولا يجدون أمامهم إلا أن نرى الراهبات بعد أن تحولن إلى قطيع سرت بهن روح العدوان وتخلين فى لحظة عن الإحساس البشرى وهن يصنعن وسائد خشبية تُثبت عليها مسامير ليزيد العذاب، والغريب أنهن يفعلن ذلك وهن يقرأن آيات من الإنجيل.. يوثقون يديها وقدميها بالجنازير ولا يتوقفون عن ترديد الآيات المقدسة.. تموت الفتاة من فرط التعذيب ويقدم القسيس والراهبات للتحقيق عما فعلوه باسم الدين.
هل الفيلم يتحدث عن دينٍ ما؟ لم أشعر بأنه ينتقد طقوس المسيحية بقدر ما كان الهدف أنه يتناول الأديان جميعها عندما يتصور البعض أنه يردد الكلمات ولا يدرك معناها، يخلص لمنطوق الكلمة ولا تمس قلبه معانيها!
أجراس الكنيسة تعنى إيقاظ الروح لكى تتواصل مع الله مثلما الأذان يحمل نفس الدعوة فى الديانة الإسلامية فهل حقا البشر وفى كل الأديان يتواصلون أم فقط يمارسون طقوسا.
رجال الدين كثيرا ما يقتنصون شيئا من القوة والسلطة التى يمنحها الناس لهم.. يختار المخرج اللحظة التى تأخذ الشرطة فيها القسيس وعددا من الراهبات للتحقيق وتتعثر العربة فى الطريق لتضع نهاية الفيلم لنستكمل نحن فى أعماقنا الفصل الأخير. إنها العلاقة الثلاثية أو الثالوث الدرامى رجل وامرأة وعشيق، ولكن هذه المرة كان حب الله هو الذى يستحوذ على البطلة بينما الفتاة الأخرى لم تدرك أن معركتها فى النهاية خاسرة.. استطاع المخرج أن يقدم الممثلتين الرئيسيتين كوسمينا ستارتان وكريستينا فلوتر فى حالة إبداعية تحمل ألقًا.. كما نجح فى رسم الجو العام للفيلم وقفز إلى عمق الفكرة فهو لا ينقد دينا، ولكنه يتناول الظاهر والباطن فى كل الأديان كيف تخلص وتحب الله، بينما فى داخلك كل تلك الشرور.. إنها حقا التلال التى تعمى القلوب!
ما التلال؟ إنها ربما تلك التى تحجب الرؤية أو ما نعتقد أننا نخفيه بعيدا، ثم بعد ذلك نقترب لنكتشف الحقيقة.. الله داخل الدير ونرى أيضا القسيس والراهبات تتلبس بعضهم فى لحظات أرواح شيطانية.
المخرج «كريستيان مونجيو» الحائز على جائزة سعفة «كان» قبل خمس سنوات بفيلمه «4 شهور و3 أسابيع ويومان» عاد مجددا إلى المهرجان مستكملا الحالة الإبداعية التى يحرص على التقاطها ويمزج فيها بين الواقع والرؤية الدرامية والعمق الفكرى والفلسفى.
كيف نرسم ملامح العمل الفنى هل الواقع نحصل عليه كما هو أم نعيد تأمله؟ الواقعة حقيقية فتاة ذهبت للدير لكى تعيد صديقتها فقتلت هناك وصارت قضية رأى عام قبل سبع سنوات فى رومانيا، وقدمت عنها عشرات من الكتب ومئات من التحقيقات الصحفية.
شهدت مصر قبل نحو 20 عاما حادثة اغتصاب فتاة المعادى حركت الرأى العام وصدرت عنها عدة كتب وقدمت عن الواقعة ثلاثة أفلام تجارية، كل منها كان يحاول أن يسبق الآخر لينجَز فيلمٌ، محققا أعلى الإيرادات وغابت القضية!
هذه المرة المخرج هو الذى عايش كتابة السيناريو كل هذه السنوات السبع حرص على أن يكتب السيناريو عدة مرات واختصر من فيلمه بعد التصوير نحو 30 دقيقة.. الواقعة مادة خام، لكنها لا يمكن أن تضمن عملا سينمائيا متفردا هناك بالقطع شىء أبعد بكثير وأهم وهو زاوية الرؤية.
لا يمكن أن ننظر إلى الفيلم باعتباره ينتقد دينا أو طقوسا متعلقة بطائفة ولا الرهبنة فى الديانة المسيحية، ولكنه يتناول من يرددون كلمات الله وهم لا يحملون فى أعماقهم روح التسامح.. من قتل هذه الفتاة حتى ولو رأيت أنها خاطئة هم القساوسة والراهبات الذين نفذوا التعليمات القاسية بحبسها وتقييدها بالجنازير رغم أنهم كانوا يقرؤون عليها كلمات من الإنجيل يطلبون لها الهداية والتقوى والرحمة!
السيناريو يشير إلى علاقة مثلية جمعت فى الماضى بين فتاتين واحدة تذهب إلى الدير لكى تتطهر وتلحق بها الأخرى لكى تعيدها إلى حياتها السابقة.. الفتاة الأولى عرفت الطريق إلى الله وتتشبث بالإقامة فى الدير، وتلجأ كلما شعرت بالضعف البشرى إلى الصلاة وتدعو صديقتها للدخول أيضا إلى حياة الرهبنة وتبدأ رحلة المعاناة. القلوب التى ننتظر منها فيض الحب والرحمة تقسو ولا تعرف سوى أن الإنسان يجبر على الإيمان، وهكذا يتم حبس هذه الفتاة المتمردة فى غرفة داخل الدير وعندما تثور يوجّه لها قدْر لا يُحتمل من العنف والغلظة والذى يمارس ذلك هم مَن يناط بهم حماية أرواح الناس وهدايتهم.. وتذهب الفتاة إلى المستشفى على أثر التعذيب ولا يجدون أمامهم إلا أن نرى الراهبات بعد أن تحولن إلى قطيع سرت بهن روح العدوان وتخلين فى لحظة عن الإحساس البشرى وهن يصنعن وسائد خشبية تُثبت عليها مسامير ليزيد العذاب، والغريب أنهن يفعلن ذلك وهن يقرأن آيات من الإنجيل.. يوثقون يديها وقدميها بالجنازير ولا يتوقفون عن ترديد الآيات المقدسة.. تموت الفتاة من فرط التعذيب ويقدم القسيس والراهبات للتحقيق عما فعلوه باسم الدين.
هل الفيلم يتحدث عن دينٍ ما؟ لم أشعر بأنه ينتقد طقوس المسيحية بقدر ما كان الهدف أنه يتناول الأديان جميعها عندما يتصور البعض أنه يردد الكلمات ولا يدرك معناها، يخلص لمنطوق الكلمة ولا تمس قلبه معانيها!
أجراس الكنيسة تعنى إيقاظ الروح لكى تتواصل مع الله مثلما الأذان يحمل نفس الدعوة فى الديانة الإسلامية فهل حقا البشر وفى كل الأديان يتواصلون أم فقط يمارسون طقوسا.
رجال الدين كثيرا ما يقتنصون شيئا من القوة والسلطة التى يمنحها الناس لهم.. يختار المخرج اللحظة التى تأخذ الشرطة فيها القسيس وعددا من الراهبات للتحقيق وتتعثر العربة فى الطريق لتضع نهاية الفيلم لنستكمل نحن فى أعماقنا الفصل الأخير. إنها العلاقة الثلاثية أو الثالوث الدرامى رجل وامرأة وعشيق، ولكن هذه المرة كان حب الله هو الذى يستحوذ على البطلة بينما الفتاة الأخرى لم تدرك أن معركتها فى النهاية خاسرة.. استطاع المخرج أن يقدم الممثلتين الرئيسيتين كوسمينا ستارتان وكريستينا فلوتر فى حالة إبداعية تحمل ألقًا.. كما نجح فى رسم الجو العام للفيلم وقفز إلى عمق الفكرة فهو لا ينقد دينا، ولكنه يتناول الظاهر والباطن فى كل الأديان كيف تخلص وتحب الله، بينما فى داخلك كل تلك الشرور.. إنها حقا التلال التى تعمى القلوب!
http://www.youtube.com/watch?v=5uS5HjgZ3gI&feature=related