Tuesday, 28 June 2011

وصية مودع


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

انا لله وانا اليه راجعون 

{{ الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّـا إِلَيْهِ رَاجِعونَ * أُولَـئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَـئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ }} البقرة 156 - 157

وَلْيَخْشَ ٱلَّذِينَ لَوْ تَرَكُواْ مِنْ خَلْفِهِمْ ذُرِّيَّةً ضِعَافاً خَافُواْ عَلَيْهِمْ فَلْيَتَّقُواّ ٱللَّهَ وَلْيَقُولُواْ قَوْلاً سَدِيداً

أكتب اليكم وأنا ألقى نظرتى الأخيرة على المكان وأتاهب لأغلق بابى وتأسرنى مشاعر الفراق والوداع

وأستقوى واقف وامد يدى بالسلام

أما بعد ...

أتوجه بالشكر والامتنان لكل من تفضل وزار صفحتى وكل من أثنى عليها 

وأيضا كل من لم يثنى عليها وكل من عاب فيها

وأشكر كل من اهدى الى عيوبى

واطلب الصفح والسماح من كل من تسببت له باى ضيق دون تعمد او بطريق الخطأ

وأكاد اجزم أنى لم اقصد اى فرد باى سوء ... لأنى لااملك الحق او القوة أو الرغبة لفعل ذلك 

ويشهد الله على مافى قلبى وعلى عملى 

والله خير الحاكمين

وأستغفر الله لما أعلم واعوذ به مما لاأعلم

وأعترف أن اى كلمة كتبتها كانت لنفسى قبل ان تكون للغير

أتامرون الناس بالبر وتنسون انفسكم 

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ عَلَيْكُمْ أَنفُسَكُمْ لاَ يَضُرُّكُم مَّن ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ إِلَى اللّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعاً فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ المائدة105

وأقر وأعترف أنى بسيطة الفهم والعقل والعلم ومن هنا كانت أخطائى

البعض منا لايتذكر اليوم الاخر الا ونحن على مشارف النهاية

الآن وقد عصيت قبل وكنت من المفسدين

أشهد الا اله الا الله وحده لاشريك له واشهد أن محمدا عبده ورسوله

استغفر الله العظيم من كل ذنب أذنبتــــــــــه ... استغفر الله العظيم من كل فرض تركـــــتــه

استغفر الله العظيم من كل إنسان ظلـمـتــــه ... استغفر الله العظيم من كل صالح جـفــوتــــه

 اللهم انى أسألك الجنة بغير حساب ولاسابقة عذاب

اللهم أغننا بحلالك عن حرامك وأغننا بفضلك عن سواك
أنا لاأمتلك شيئا من حطام الدنيا  وكل ماأوصى به وأرغب فيه يوم لايكون لى القدرة على الطلب او الأمر او النهى ويكون أمرى بيد من حولى 

 أرجوكم .. أدفنونى مع أبى رحمه الله

من فضلكم ... أدعو لى

Friday, 24 June 2011

سلّة ليمون


سلّة ليمون !

تحت شعاع الشمس المسنون

و الولد ينادي بالصوت المحزون

" عشرون بقرش

" بالقرش الواحد عشرون ! "

***

سلّة ليمون ، غادرت القرية في الفجر

كانت حتّى هذا الوقت الملعون ،

خضراء ، منداة بالطلّ

سابحة في أمواج الظلّ

كانت في غفوتها الخضراء عروس الطير

أوّاه !

من روّعها ؟

أيّ يد جاعت ، قطفتها هذا الفجر !

حملتها في غبش الإصباح

لشوارع مختنقات ، مزدحمات ،

أقدام لا تتوقّف ، سيّارات ؟

تمشي بحريق البنزين !

مسكين !

لا أحد يشمّك يا ليمون !

و الشمس تجفف طلّك يا ليمون !

و الولد الأسمر يجري ، لا يلحق بالسيّارات

عشرون بقرش

" بالقرش الواحد عشرون ! "

***

سلّة ليمون !

تحت شعاع الشمس المسنون

و قعت فيها عيني ،

فتذكّرت القرية !

------

( أواخر 1957)
..................................

أحمد عبد المعطى حجازى

ميلاد الكلمات


كلمة !

اخضرت في قلب الظلمه

وأضاءت أرواح الشعراء

كلمه !

زرعتها شفتي ذات مساء

أحببت العالم ذات مساء ، مخنوق الأضواء

لما كان الشارع ليلا ، عرشا للحراس

وعلى البعد مدافن ، كانت تطوي خطو الناس

والكلب يفتش عن لقمه ،

وأنا أبحث تحت الشرفات عن البسمه !

لم يعثر ، وأنا لم أعثر ،

فرجعنا ! نبح الكلب ، وضمّتنا الطرقات

واجهنا الجدران الجهمه

واجهنا أسوارا .. أسلاكا ،

واجهنا أشواكا ،

ورأيت أسيرا ، قسماتي ، قسماتك في وجهه

قسمات الكل ارتسمت في وجهه

ومشت أحذية الحراس ،

كمطارق تملأ إحساسي

تدفعني في قلب الظلمه

تدفعني حتى انهرت ، ركعت

تحت النجمه

قبّلت الأرض ، وتمتمت حروفا

يا أرض استمعي لحروفي

حرفا ، حرفا .. زرعت شفتي الكلمه

ورواها دمعي ، فاخضرّت حرفا ، حرفا

ورأيت البرعم يبزغ مرتجفا

كتبت أوراق البرعم ما تمتمت بأذن الأرض

كلمة (( إنسان ))!

يا للروعه!

الكلمة تنمو بالدمعه

وأخذت الكلمة جنب القلب

قربت الكلمة من شوقي ،

شوق الإنسان إلى الخضرة والحب !

ونما حرف ، عانق حرفا ،

كتب (( الجنّه !))

***

الكلمة تنمو بالدمعه

فليسحقني الألم إذا الكلمة عطشت

كي أسقيها بدل الدمعة عشر دموع

وليزرعها كل شقي مثلي ، عرف الجوع ،

وعذابات الحب الخاسر

ولتمتد جذور الكلمة نحو قرانا ،

نحو قرانا ذات الدمع الوافر

كي تورق في القلب قرانا تلك الكلمات

وليقرأها الرجل الطيب

ولتنضج ، ولتصبح رايات

تتقدم خطوات الإنسان ،

ليقيم على الأرض الجنه !

---------

سبتمبر 1957
...............................................

أحمد عبد المعطى حجازى

إلى اللّقاء


( باسم الصديق رجاء النقّاش ..، أبريل 1956 )

-------------

1

يا أصدقاء !

لشدّ ما أخشى نهاية الطريق

وشدّ ما أخشى تحيّة المساء

" إلى اللّقاء "

أليمة " إلى اللّقاء " و " اصبحوا بخير ! "

و كلّ ألفاظ الوداع مرّه

و الموت مرّ

و كلّ شيء يسرق الإنسان من إنسان !

2

شوارع المدينة الكبيره

قيعان نار

يجترّ في الظهيره

ما شربته في الضحى من اللّهيب

يا ويله من لم يصادف غير شمسها

غير البناء و السياج ، و البناء و السياج

غير الربّعات ، و المثلّثات ، و الزجاج

يا ويله من ليلة فضاء

و يوم عطلته

خال من اللّقاء

يا ويله من لم يحب

كلّ الزمان حول قلبه شتاء !

3

يا أصدقاء !

يا أيّها الأحياء تحت حائط أصمّ

يا جدوة في اللّيل لم تنم

لشدّ ما أخشى نهاية الطريق

أودّ ألاّ ينتهي ،

و لا يضيق

و يفرش الرؤى المخصّله السعيده

أمامنا .. في لا نهاية مديده

كأفق قرية في لحظة الشروق

و الأفق رحب في القرى حنون

و ناعم و قرمزي يحضن البيوت

و تسبح الأشجار فيه كالهوادج المسافره

يا ليتنا هناك !

نسير تحت صمته العميق

و نوره المضبّب الرقيق

جزيرة من الحياه

ينساب دفء زرعها على المياه

و لا تملّ سيرها .. يا أصدقاء !

4

اللّيل في المدينة الكبيره

عيد قصير

النور و الأنعام و الشباب

و السرعة الحمقاء و الشراب

عيد قصير

شيئا .. فشيئا .. يسكت النغم

و يهدأ الرقص و تتعب القدم

و تكنس الرياح كلّ مائدة

فتسقط الزهور

و ترفع الأحزان في أعماقنا رؤسها الصغيره

و ننثني إلى الطريق

صفّان من مسارج مضبّبه

كأنّها عندان قرية مخربه

تنام تحتها الظلال

وقد تمرّ مركبة

ترمي علينا بعض عطرها السجين

و ساعة الميدان من بعيد

دقاتها ترثي المساء

و تلتوي أمامنا مفارق ثلاثة ،

تمتدّ في بطن الظلام و السكون

و تهمسون :

" إلى اللّقاء ! "

***

اللّيل وحده يهون

وداعه يهون فالنهار ذو عيون ،

تجمّع العقد الذي انفرط

لكنّ دربنا طويل

و ربّما جزناه أشهرا و أشهرا معا

لكنّنا يوما سنرفع الشراع

كلّ إلى سبيل

فطهّروا بالحبّ ساعة الوداع !
...............................................

أحمد عبد المعطى حجازى

كان لي قلب !



على المرآة بعض غبار

و فوق المخدع البالي ، روائح نوم

و مصباح .. صغير النار

و كلّ ملامح الغرفة

كما كانت ، مساء القبلة الأولى

و حتّى الثوب ، حتّى الثوب

و كنت بحافّة المخدع

تردّين انبثاقة نهدك المترع

وراء الثوب

و كنت ترين في عيني حديثا .. كان مجهولا

و تبتسمين في طيبة

و كان وداع ،

جمعت اللّيل في سمتي ،

و لفّقت الوجوم الرحب في صمتي ،

و في صوتي ،

و قلت .. وداع !

و أقسم ، لم أكن صادق

و كان خداع !

و لكنّي قرأت رواية عن شاعر عاشق

أذلّته عشيقته ، فقال .. وداع !

و لكن أنت صدقت !

***

و جاء مساء

و كنت عل الطريق الملتوي أمشي

و قريتنا .. بحضن المغرب الشفقي ،

رؤى أفق

مخادع التلوين و النقش

تنام على مشارفها ظلال نخيل

و مئذنة .. تلوّي ظلّها في صفحة الترعه

رؤى مسحورة تمشي

و كنت أرى عناق الزهر للزهر

و أسمع غمغمات الطير للطير

و أصوات البهائم تختفي في مدخل القرية

و في روائح خصب ،

عبير عناق ،

و رغبة كائنين اثنين أن يلدا

و نازعني إليك حنين

و ناداني إلى عشّك ،

إلى عشّي ،

طريق ضمّ أقدامي ثلاث سنين

و مصباح ينوّر بابك المغلق

و صفصافه

على شبّاكك الحرّان هفهافه

و لكنّي ذكرت حكاية الأمس ،

سمعت الريح يجهشّ في ذرى الصفصاف ،

يقول .. وداع !

***

ملاكي ! طيري الغائب !

حزمت متاعي الخاوي إلى اللّقمة

وفت سنيني العشرين في دربك

و حنّ عليّ ملّاح ، و قال .. أركب !

فألقيت المتاع ، و نمت في المركب

و سبعة أبحر بيني و بين الدار

أواجه ليلي القاسي بلا حبّ ،

و أحسد من لهم أحباب ،

و أمضي .. في فراغ ، بارد ، مهجور

غريب في بلاد تأكل الغرباء

و ذات مساء ،

و عمر وداعنا عامان ،

طرقت نوادي الأصحاب ، لم أعثر على صاحب !

و عدت .. تدعني الأبواب ، و البوّاب ، و الحاجب !

يدحرجني امتداد طريق

طريق مقفر شاحب ،

لآخر مقفر شاحب ،

تقوم على يديه قصور

و كان الحائط العملاق يسحقني ،

و يخنقني

و في عيني ... سؤال طاف يستجدي

خيال صديق ،

تراب صديق

و يصرخ .. إنّني وحدي

و يا مصباح ! مثلك ساهر وحدي

و بعت صديقتي .. بوداع !

***

ملاكي ! طيري الغائب !

تعالي .. قد نجوع هنا ،

و لكنّا هنا اثنان !

و نعرى في الشتاء هنا ،

و لكنّا هنا اثنان

تعالي يا طعام العمر !

ودفء العمر !

تعالي لي !
..............................

أحمد عبد المعطى حجازى

أغنية للشتاء



ينبئني شتاء هذا العام

أنني أموت وحدي

ذاتَ شتاء مثله, ذات شتاء

يُنبئني هذا المساء أنني أموت وحدي

ذات مساء مثله, ذات مساء

و أن أعوامي التي مضت كانت هباء

و أنني أقيم في العراء

ينبئني شتاء هذا العام أن داخلي

مرتجف بردا

و أن قلبي ميت منذ الخريف

قد ذوى حين ذوت

أولُ أوراق الشجر

ثم هوى حين هوت

أول قطرة من المطر

و أن كل ليلة باردة تزيده بُعدا

في باطن الحجر

و أن دفء الصيف إن أتى ليوقظه

فلن يمد من خلال الثلج أذرعه

حاملة وردا

ينبئني شتاء هذا العام أن هيكلي مريض

و أن أنفاسيَ شوك

و أن كل خطوة في وسطها مغامرة

و قد أموت قبل أن تلحق رِجلٌ رِجلا

في زحمة المدينة المنهمرة

أموت لا يعرفني أحد

أموت لا يبكي أحد

و قد يُقال بين صحبي في مجامع المسامرة

مجلسه كان هنا, و قد عبر

فيمن عبر

يرحمُهُ الله

ينبئني شتاء هذا العام

أن ما ظننته شفاىَ كان سُمِّي

و أن هذا الشِعر حين هزَّني أسقطني

و لستُ أدري منذ كم من السنين قد جُرحت

لكنني من يومها ينزف رأسي

الشعر زلَّتي التي من أجلها هدمتُ ما بنيت

من أجلها خرجت

من أجلها صُلبت

و حينما عُلِّقتُ كان البرد و الظلمة و الرعدُ

ترجُّني خوفا

و حينما ناديته لم يستجب

عرفتُ أنني ضيَّعتُ ما أضعت

ينبئني شتاء هذا العام أننا لكي نعيش في الشتاء

لابد أن نخزُنَ من حرارة الصيف و ذكرياتهِ

دفئا

لكنني بعثرتُ في مطالع الخريف

كل غلالي

كل حنطتي, و حَبِّي

كان جزائى أن يقول لى الشتاء انني

ذات شتاء مثله

أموت وحدي

ذات شتاء مثله أموتُ وحدي .
..............................................

صلاح عبد الصبور

رؤيا ..



في كل مساء،

حين تدق الساعة نصف الليل،

وتذوي الأصوات

أتداخل في جلدي أتشرب أنفاسي

و أنادم ظلي فوق الحائط

أتجول في تاريخي، أتنزه في تذكاراتي

أتحد بجسمي المتفتت في أجزاء اليوم الميت

تستيقظ أيامي المدفونة في جسمي المتفتت

أتشابك طفلاً وصبياً وحكيماً محزوناً

يتآلف ضحكي وبكائي مثل قرار وجواب

أجدل حبلا من زهوي وضياعي

لأعلقه في سقف الليل الأزرق

أتسلقه حتى أتمدد في وجه قباب المدن الصخرية

أتعانق و الدنيا في منتصف الليل.

حين تدق الساعة دقتها الأولى

تبدأ رحلتي الليلية

أتخير ركنا من أركان الأرض الستة

كي أنفذ منه غريباً مجهولاً

يتكشف وجهي، وتسيل غضون جبيني

تتماوج فيه عينان معذبتان مسامحتان

يتحول جسمي دخان ونداوه

ترقد أعضائي في ظل نجوم الليل الوهاجة و المنطفأة

تتآكلها الظلمة و الأنداء، لتنحل صفاء وهيولي

أتمزق ريحا طيبة تحمل حبات الخصب المختبئة

تخفيها تحت سراويل العشاق.

و في أذرعة الأغصان

أتفتت أحياناً موسيقى سحرية

هائمة في أنحاء الوديان

أتحول حين يتم تمامي -زمناً

تتنقل فيه نجوم الليل

تتجول دقات الساعات

كل صباح، يفتح باب الكون الشرقي

وتخرج منه الشمس اللهبية

وتذوّب أعضائي، ثم تجمدها

تلقي نوراً يكشف عريي

تتخلع عن عورتي النجمات

أتجمع فاراً ، أهوي من عليائي،

إذ تنقطع حبالي الليلة

يلقي بي في مخزن عاديات

كي أتأمل بعيون مرتبكة

من تحت الأرفف أقدام المارة في الطرقات.

.....................................................
صلاح عبد الصبور

أحلام الفارس القديم



لو أننا كنّا كغُصنيْ شجره

الشمسُ أرضعتْ عروقَنا معا

والفجرُ روّانا ندىً معا

ثم اصطبغنا خضرةً مزدهره

حين استطلنا فاعتنقنا أذرُعا

وفي الربيع نكتسي ثيابَنا الملوّنه

وفي الخريف، نخلعُ الثيابَ، نعرى بدَنَا

ونستحمُّ في الشتا، يدفئنا حُنوُّنا!

لو أننا كنا بشطّ البحر موجتينْ

صُفِّيتا من الرمال والمحارْ

تُوّجتا سبيكةً من النهار والزبدْ

أَسلمتا العِنانَ للتيّارْ

يدفعُنا من مهدنا للحْدِنا معا

في مشيةٍ راقصةٍ مدندنه

تشربُنا سحابةٌ رقيقه

تذوب تحت ثغر شمسٍ حلوة رفيقه

ثم نعودُ موجتين توأمينْ

أسلمتا العنان للتيّارْ

في دورة إلى الأبدْ

من البحار للسماءْ

من السماء للبحارْ !

لو أننا كنا بخَيْمتين جارتينْ

من شرفةٍ واحدةٍ مطلعُنا

في غيمةٍ واحدةٍ مضجعُنا

نضيء للعشّاق وحدهم وللمسافرينْ

نحو ديارِ العشقِ والمحبّه

وللحزانى الساهرين الحافظين مَوثقَ

الأحبّه

وحين يأفلُ الزمانُ يا حبيبتي

يدركُنا الأفولْ

وينطفي غرامُنا الطويل بانطفائنا

يبعثنا الإلهُ في مسارب الجِنان دُرّتينْ

بين حصىً كثيرْ

وقد يرانا مَلَكٌ إذ يعبر السبيلْ

فينحني، حين نشدّ عينَهُ إلى صفائنا

يلقطنا، يمسحنا في ريشه، يعجبُه بريقُنا

يرشقنا في المفرق الطهورْ !

لو أننا كنّا جناحيْ نورسٍ رقيقْ

وناعمٍ، لا يبرحُ المضيقْ

مُحلّقٍ على ذؤابات السُّفنْ

يبشّر الملاحَ بالوصولْ

ويوقظ الحنينَ للأحباب والوطنْ

منقاره يقتاتُ بالنسيمْ

ويرتوي من عَرَقِ الغيومْ

وحينما يُجنّ ليلُ البحرِ يطوينا معاً.. معا

ثم ينام فوق قِلْعِ مركبٍ قديمْ

يؤانس البحّارةَ الذين أُرهقوا بغربة الديارْ

ويؤنسون خوفَهُ وحيرتهْ

بالشدوِ والأشعارْ

والنفخ في المزمارْ !

لو أننا

لو أننا

لو أننا، وآهِ من قسوةِ «لو»

يا فتنتي، إذا افتتحنا بالـمُنى كلامَنا

لكنّنا..

وآهِ من قسوتها «لكننا»!

لأنها تقول في حروفها الملفوفةِ المشتبكه

بأننا نُنكرُ ما خلّفتِ الأيامُ في نفوسنا

نودُّ لو نخلعهُ

نودُّ لو ننساه

نودّ لو نُعيده لرحمِ الحياه

لكنني يا فتنتي مُجرِّبٌ قعيدْ

على رصيف عالمٍ يموج بالتخليطِ والقِمامه

كونٍ خلا من الوَسامه

أكسبني التعتيمَ والجهامه

حين سقطتُ فوقه في مطلع الصِّبا

قد كنتُ في ما فات من أيّامْ

يا فتنتي محارباً صلباً، وفارساً هُمامْ

من قبل أن تدوس في فؤاديَ الأقدامْ

من قبل أن تجلدني الشموسُ والصقيعْ

لكي تُذلَّ كبريائيَ الرفيعْ

كنتُ أعيش في ربيع خالدٍ، أيَّ ربيعْ

وكنتُ إنْ بكيتُ هزّني البكاءْ

وكنتُ عندما أحسُّ بالرثاءْ

للبؤساء الضعفاءْ

أودُّ لو أطعمتُهم من قلبيَ الوجيعْ

وكنتُ عندما أرى المحيَّرين الضائعينْ

التائهينَ في الظلامْ

أودُّ لو يُحرقني ضياعُهم، أودُّ لو أُضيءْ

وكنتُ إنْ ضحكتُ صافياً، كأنني غديرْ

يفترُّ عن ظلّ النجومِ وجههُ الوضيءْ

ماذا جرى للفارس الهمامْ؟

انخلع القلبُ، وولَّى هارباً بلا زِمامْ

وانكسرتْ قوادمُ الأحلامْ

يا من يدلُّ خطوتي على طريقِ الدمعةِ البريئه!

يا من يدلُّ خطوتي على طريقِ الضحكةِ البريئه!

لكَ السلامْ

لكَ السلامْ

أُعطيكَ ما أعطتنيَ الدنيا من التجريب والمهاره

لقاءَ يومٍ واحدٍ من البكاره

لا، ليس غيرَ «أنتِ» من يُعيدُني للفارسِ القديمْ

دونَ ثمنْ

دون حسابِ الربحِ والخساره

صافيةً أراكِ يا حبيبتي كأنما كبرتِ خارجَ الزمنْ

وحينما التقينا يا حبيبتي أيقنتُ أننا

مفترقانْ

وأنني سوف أظلُّ واقفاً بلا مكانْ

لو لم يُعدني حبُّكِ الرقيقُ للطهاره

فنعرفُ الحبَّ كغصنيْ شجره

كنجمتين جارتينْ

كموجتين توأمينْ

مثل جناحَيْ نورسٍ رقيقْ

عندئذٍ لا نفترقْ

يضمُّنا معاً طريقْ

يضمّنا معاً طريقْ .

..........................
صلاح عبد الصبور

مرثية رجل تافه


مرثية رجل تافه

مضت حياته...كما مضت

ذليلة موطَّأة

كأنها تراب مقبرة

و كان موته الغريب باهتا مباغتا

منتظَرا, مباغتا

الميتة المكررة

كان بلا أهل, بلا صِحاب

فلم يشارك صاحبا_حين الصبا_لهوَ الصبا

ليحفظ الوداد في الشباب

طان وحيدا نازفا كعابر السحاب

و شائعا كما الذباب

و كنتُ أعرفه

أراه كلما رسا بيَ الصباح في بحيرة العذاب

أجمع في الجراب

بضع لقيمات تناثرت على شطوطها التراب

ألقى بها الصبيان للدجاج و الكلاب

و كنت إن تركتُ لقمة أنفتُ أن ألمُّها

يلقطها, يمسحها في كمِّهِ

يبوسها

يأكلها

في عالم كالعالم الذي نعيش فيه

تعشى عيون التافهين عن وساخة الطعام و الشراب

و تسألونني: اكان صاحبي؟

و كيف صحبةٌ تقوم بين راحلَيْن؟

إذن لماذا حينما نعى الناعي إليَّ نعيَهُ

بكيتهُ

و زارني حزني الغريب ليلتين

ثم رثيتهُ ..!

.............................................
صلاح عبد الصبور

مسافر

قصيدة "مسافر.. مسافر" للشاعر أحمد فؤاد نجم التي كتبها سنة 1979 في رثاء الشهيد زكي مراد

مسافر ... مسافر
ودايما مسافر
ومهما الطريق كان بعيد أو صعيب
مسافر بعمرك وأمرك عجيب
كأنك بطبع العناد ... سـندبـاد
وعاشق... وعشقك بعيد البلاد
مسـافر.. تودي الوداد للرفاقة
مسافر.. تجيب الحليب للولاد

يدور الزمان بالمكان والوجود
يـقابـلك مسافـر ..
وتجري الحوادث وترجع تعود
وتفضل مسـافـر ...
ويوم ما اتقـابلـنا قابلتـك مسافـر
ويوم ما افترقنا فارقتك مسافـر

مسافر ..مسافر أيا سنـدبـاد
وداير تلف الزمان والبلاد
مسافـر لأنك لقيت الحقيقـة
مسافـر لأنك عرفت المعاد

وطال السفر .. يا صديقي الحبيب
وكان الأمل في اللقاء ..عن قريب
أشوفك وأبوس ابتسامتك وأضمك
أقولك همومي.. وأدوب جوه همك
ونضحك .. ونحلم في عز النهار
وتضوي ابتسامتك.. ويحلا الهزار
وأسافر طريقي.. وأنا في انتظار
أقابلك مسافر .. في نفس المسار

وطير يا حمام بالوداد والسلام
وإرمي التحية على السندبـاد
وقوله إن صاحبك في عز انتظاره
بيكتب ويحسب ليوم الميعاد

وبات الأمل سنـدباد في الخواطر
وعاش الأمل في الجوانح مسافر
وترمح خيول الزمان بالحوافر
ويتعب طريق الصديق المسافر

مسافـر ... مسافـر
ينام ع الطريق
ونوم الرفيـق
نهاية حكاية عن السـندبـاد
بداية حكاية لناس ع الطريق

[video]en-4513818[/video]

مسافر بلا حقائب

من لا مكان

لا وجه، لا تاريخ لي، من لا مكان

تحت السماء، وفي عويل الريح أسمعها تناديني:

"تعال" !

لا وجه، لا تاريخ.. أسمعها تناديني: "تعال"!

عبر التلال

مستنقع التاريخ يعبره رجال

عدد الرمال

والأرض مازالت ، وما زال الرجال

يلهو بهم عبث الظلال

مستنقع التاريخ والأرض الحزينة والرجال

عبر التلال

ولعل قد مرت علي.. على آلاف الليال

وأنا - سدى - في الريح أسمعها تناديني "تعال"

عبر التلال

وأنا وآلاف السنين

متثائب، ضجر، حزين

من لا مكان

تحت السماءْ

في داخلي نفسي تموت، بلا رجاء

وأنا آلاف السنين

متثائب ، ضجر، حزين

سأكون! لا جدوى، سأبقى دائماً من لا مكان

لا وجه، لا تاريخ لي، من لا مكان

الضوء يصدمني، وضوضاء المدينة من بعيد

نَفْسُ الحياة يعيد رصف طريقها، سأم جديد

أقوى من الموت العنيد

سأم جديد

وأسير لا ألوي على شيء، وآلاف السنين

لا شيء ينتظر المسافر غير حاضره الحزين

وحل وطين

وعيون آلاف الجنادب والسنين

وتلوح أسوار المدينة، أي نفع أرتجيه؟

من عالم ما زال والأمس الكريه

يحيا، وليس يقول: "إيه"

يحيا على جيف معطرة الجباه

نفس الحياة يعيد رصف طريقها، سأم جديد

أقوى من الموت العنيد

تحت السماء

بلا رجاء

في داخلي نفسي تموت

كالعنكبوت

نفسي تموت

وعلى الجدار

ضوء النهار

يمتص أعوامي، ويبصقها دما، ضوء النهار

أبداً لأجلي، لم يكن هذا النهار

الباب أغلق الهم يكن هذا النهار

أبدا لأجلي لم يكن هذا النهار

سأكون! لا جدوى، سأبقى دائماً من لا مكان

لا وجه، لا تاريخ لي، من لا مكان

،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،عبد الوهاب البياتى

Thursday, 23 June 2011

معى دائما

معي دائماً...



يا قارئي الذي يكتب لي مكسور الخاطر بلا مبالاتي،

لا تصدّق ورقتي البيضاء إلا من الرصانة.

فوق أوراقي غابات حزن وغموض ودوامات ألم وجنون

ومدن مسافرة داخل ذاكرة ترقص في شوارعها مهرجانات

الحرية.

فوق أوراقي وجوه لا تغادر دورتي الدموية لأمواتٍ ما زالوا

أحياءً عندي، وأمطار وقطارات ومطارات وانتحاب سري في

غرف فنادق أجهل أسماءها.

وكلما رميت بورقتي في سلة المهملات دُهشت، كيف يتسع

قشها لذلك الكون من الأحزان كله؟

أمدُّ أصابعي الضبابية عبر القارات لأشعل شمعة في ليل

غربتك...

فهل تراها ؟
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
غادة السمان

Monday, 20 June 2011

محمد علي جناح




محمد علي جناح (25 ديسمبر 1876 - 11 سبتمبر 1948) هو مؤسس باكستان عام 1949. يلقبه الباكستانيون بقائدي أعظم (بالعربية القائد العظيم أو الكبير). رفض التعاون مع غاندي، وتزعم الرابطة الإسلامية.

درس القانون في بريطانيا وبسبب الدراسة ترك عمله.

ويعد "محمد علي جناح" الملقب بالقائد الأعظم هو مؤسس دولة باكستان بجناحيها، وإن شاركه في هذه الفكرة دعاة آخرون يأتي في مقدمتهم الشاعر الكبير "محمد إقبال" الذي كان يحلم بإنشاء وطن للمسلمين في شبه القارة الهندية، ولكنه لم يعش حتى يرى ما كان يتمناه ويحلم به حقيقة؛ إذ توفي سنة (1357هـ= 1938) قبل أن تظهر دولة باكستان لتحفظ للمسلمين عقائدهم وحضارتهم في شبه القارة الهندية ذات الأغلبية الهندوسية.

وكانت بداية باكستان المستقلة شاقة جدًا فلم يحفظ لها التقسيم حقا عادلا؛ فقد استأثرت الهند بمعظم الموارد المالية والكفاءات الإدارية، ولم ترث حكومة مركزية تقوم بتدبير شئون الحكم على أحسن وجه، ولا مرافق أو مؤسسات مدنية ذات شأن، وكانت القاعدة الاجتماعية والإدارية هزيلة وتعوزها الأجهزة والمعدات اللازمة التي احتفظت بها الهند، وزاد الأمرَ تعقيدا تدفق تسعة ملايين مسلم من الهند إلى باكستان، ونزوح الهندوس من باكستان إلى الهند، وكانوا يزاولون معظم الأعمال الاقتصادية؛ الأمر الذي أدى إلى اهتزاز الاقتصاد الباكستاني.. يضاف إلى ذلك كله استيلاء الهند على إقليم كشمير ذي الأغلبية المسلمة، وظل هذا الإقليم منطقة نزاع بين الدولتين، وخاضت باكستان من أجل تحريره من الهند أكثر من معركة بعد ذلك، ولكنها لم تنجح بعدُ.


وعندما وقف "محمد على جناح" ليعلن انضمامه للرابطة الإسلامية عام 1913م كان هذا بيانًا لتحويل الرابطة من هيئة سياسية محدودة النشاط، غير قادرة على تفوق المؤتمر الهندي بزعامة غاندي وجناح - قبل انضمامه للرابطة- إلى حركة شعبية ثورية عامة قاومت الإنجليز والهندوس، وأقامت دولة اقتطعتها من الهند لتصبح دولة للمسلمين اسمها باكستان، ومؤسسها "محمد على جناح". وعندما وقف يضع الخطوط الفاصلة مع الهندوس كان ذلك بكلمات تحمل من الرؤية أكثر ما تحمل من مجرد الشعارات… يقول: "نحن من الجنس الآري وهم درا فدا… ونحن من أهل الكتاب، وهم وثنيون يعبدون البقرة ويقدسون الحيوانات، وسنظل إلى آخر الدهر نذبح المعبود ونأكله، وسيظلون هم إلى آخر الدهر يقدسونه ويعبدونه، هم يتكلمون الهندوستانية ولا يريدون عنها بديلاً. أبطال تاريخنا أعداؤهم، لأنهم دحروهم وهزموهم، وأبطال تاريخهم أعداؤنا، لأنهم دحرونا وهزمونا، ويوم يحتفل أحد الفريقين بذكرى أبطاله يبكي الآخر حزنا وحسرة، ولا يمكن أن تزول الخلافات بيننا وبينهم، ولم نثق في وعودهم، فقد حاولنا دأبنا ومنينا أكثر من مرة، وحكومة المؤتمر دليل على صدق قولي، وفظائعها معنا شهيدة على ذلك، فلن نقبل بعد الآن أن يحكمنا الهندوس وهم كثرة ونحن قلة. كثيرون خالفوه فيما ذهب إليه من رأي ، ورأوا -وما زالوا حتى اليوم- أنه "الفتى الطائر" الذي حلق في سماء الحلم القومي بإخلاص، وقاوم الاحتلال الإنجليزي بصدق، لكنه حط في المكان الغلط، واستعجل قيام باكستان ليضيع على المسلمين فرصة الحكم في الهند الموحدة، وهو الذي كان داعيًا للوحدة بين الطوائف المختلفة.

ورغم أنه ولد في مدينة كراتشي عام 1876م وتلقى تعليمه في بومباي إلا أنه حتى وفاته في عام 1948م ظل معتزًا بكونه رجل قانون، درسه في كلية "لنكولن إن" في إنجلترا وتخرج منها محاميًا عام 1896م، هذا التكوين القانوني مع الروح الوطنية القومية هي التي دفعته عام 1929م بعد أن أصبح زعيمًا للرابطة الإسلامية أن يصدر بيانه الذي تضمن أربع عشرة نقطة، وطالب فيه بتخصيص ثلث مقاعد المجلس التشريعي المركزي للمسلمين، ووضع تشريع دستوري يتضمن حماية دينهم ولغتهم وثقافتهم. ولما أعلن فريق من زعماء الهند المسلمين استياءهم من سياسته التي وضعت المسلمين في موقف الأقلية المطالبة بحقوقها بعد أن كانوا جزءاً معتبراً من النسيج الوطني للشعب الهندي، فضّل "جناح" الهجرة إلى إنجلترا عام 1930م، لكنه ما لبث أن عاد إلى الهند في عام 1934م، وطالب في اجتماع الرابطة الذي عقد عام 1937م بالاستقلال التام للمسلمين ضمن اتحاد فيدرالي هندي إسلامي، ثم صعّد مطالبه فنادى بتقسيم شبه القارة الهندية في اجتمع الرابطة بلاهور عام 1940م، وبقيام دولة إسلامية مستقلة اسمها باكستان تضم كل مسلمي الهند، وبالطبع كانت فرصة للاحتلال البريطاني ليفرق الأمة الواحدة، فوافقت الحكومة البريطانية على مبدأ التقسيم في عام 1946م، وبعدها بعام واحد كان جناح يعلن في 14 أغسطس قيام دولة باكستان الإسلامية.

هاجم جناح الإنجليز عندما انقضوا على الثوار الهنود في 1919م لقتل الحركة الهندية التحررية، لكنه أيضا انتقد غاندي عندما اتبع سياسة "الساتياجراها" أي المقاومة السلبية بالمقاطعة والعصيان المدني، وكانت وجهة نظر جناح هي أن المقاطعة السلبية تضر بالشعب الفقير أكثر مما تضر بالإنجليز، والتجاء غاندي للمغزل ليس سوى رجعة إلى الماضي، والأفضل هو إنشاء المصانع كي تستطيع الهند أن تقف بقوة أمام مصنوعات بريطانيا.

ولم يتردد جناح في انتقاد صديقه ورفيق كفاحه غاندي عندما اتخذ لنفسه لقب "المهاتما" وهو لقب هندوسي واضح ينحو بحركة التحرر الهندية، التي يتقاسم قيادتها ودفعها المسلمون والهندوس نحو بعد طائفي هندوسي يغمط المسلمين حقوقهم. ورغم صراحة جناح واستقامة مواقفه يرى منتقدوه انه فشل في رؤية الآثار الخطيرة التي يترتب عليها اقتطاع باكستان من الهند لتكون دولة للمسلمين، فنتج عن ذلك تراجع الدور الاقتصادي الكبير للمسلمين في الهند بعد أن كانوا قوة لا يستهان بها في هذا المجال، كذلك تعددت المشكلات السياسية والقومية والطائفية داخل باكستان نفسها، التي انقسمت أيضا بدورها إلى باكستان ثم بنجلاديش (1971م) التي كانت باكستان الشرقية قبل ذلك، ولم يهدأ نذير الحرب بين الهند وباكستان حتى اليوم ونحن في نهاية عام 1999م، بل تفجرت مشكلة كشمير وجامو بينهما غرب جبال الهيملايا ونشأ سباق للتسليح النووي والتقليدي بين البلدين، وبالطبع قامت عدة حروب بين الهند وباكستان في أعوام 48-1949م، ثم عام 1965م، وعام 1971… ومع هذا ظل جناح وطنيًا مخلصًا، ورمزًا قوميًا هنديًا مسلمًا، ربما اجتهد فأخطأ وربما أصاب!

استقلال باكستان

تولى محمد علي جناح الحكم في باكستان عقب قرار تقسيم الهند في (28 رمضان 1366 هـ/15 أغسطس 1947) وبلاده تعاني ظروفًا سيئة، وتحيط بها روح عداء الهند الهندوسية على الرغم من قبولها قرار التقسيم بينهما، ثم لم يلبث أن توفي جناح في (8 ذي القعدة 1367 هـ = 11 سبتمبر 1948) وخلفه "الخوجا نظام الدين" حاكما عاما على باكستان، وتولّى "لياقت علي خان" رئاسة الوزراء، وأخذت الأمور تتحسن تدريجيًا، وبدأت الدولة تشارك في الأحداث الدولية، غير أن رئيس الوزراء تعرض لحادث اغتيال في (16 محرم 1371هـ = 16 أكتوبر 1951) فعين "غلام محمد" حاكما عاما على باكستان، وكُلّف الحاكم السابق "الخوجا نظام الدين" بتشكيل الوزارة.


Friday, 17 June 2011

منقوووووووول


 حتى تنجح :
من الأفضل تغيير عقل الآخر بدلا من قتله بسبب ضعفنا فى شرح قضيتنا
من فضلك .. استعمل عقلك اولا

الكل يشخبط
الكل ينزف
والبعض نزفه فى الداخل يكتمه بالبن وتراب الفرن
وان سال نزفه فهو خطيئة تستحق الرجم
لو بطلنا نكتب نموت
الكل زائف .. حتى الشمس لها وجهها الآخر
فى عالم الأصنام : احترس أن تضبط متلبسا بالاحساس
 

·          

قطرة ماء
أنا قطرة ماء فى البحر ، هل تراها ؟
أطفو .. أسبح .. أو حتى أغرق .. اتبخر أو أسقط مطرا
أحمل الفلك وأحتوى الأحياء وتشتاق لى الأرض الجدباء
الا اننى مازلت قطرة فى بحر ، هل ترانى ؟
مالفرق ؟ أنا قطرة ماء فى بحر
منى يكون البحر وفيه أتلاشى
 

  هذا مكان فائدته الوحيدة هى فى الصراحة سواء كانت فى الحق او الباطل
الكل يكشف عن وجه لايظهر الا فى الظلام
وجه مضيئ
او وجه مرعب
فمع من تكون ؟

  احرص أن تعبر فوق المأساة لاأن يجرفك الطوفان

  أنت لاترانى !!! ليس لأنى لست موجودا !!! ولكن لأنك ... لاتهتم .

 ليكن سمك دواءا .. ولايكن دواؤك سما

  الآن اعترف لك
وانت تقف أمامى على الشط المقابل لى
اعترف انى تآمرت عليك .. أن تغرق فى الحب

  أحلى ايد هى الايد اللى بتتمد لغريق وأحلى سما هى السما بعد المطر وأحلى صديق هو اللى تلاقيه جنبك من غير ماتطلبه

  ربما تكون الدموع علاجا لبعض الداء

وأقول لمن حاصرته الهموم :
جرب ان تفتح نافذتك عند الفجر الجديد
وأتلو وردك اليومى وردد تسابيحك
وأملأ صدرك بأول نسمة للصباح الجديد
وأحضن الكون
وأبدأ يوما جديدا بلا دموع

 on planet earth,
angles or monsters even heaven and hell , are hand made
....... our hands

We create monsters
angles are burried
people : watch , blame , claim , shout even cry whithout regret

my best wishes for me and you to : be human
We are not Gods
We fail to be

We need help to be human
We need to help each other
I need to breathe

 أؤمن أن مازرعته سوف يثمر .. و .. سوف أراه
يجب ان أتعلم الصبر والانتظار

 أنا راضى.. اذن انا سعيد

انا أؤمن .. اذن انا أحيا

 هل جربت أن  تنام فى حضن شجرة
أن تحضنك الشجرة
أن تغمض عينيك وتستسلم للراحة بعد عناء
أن ترى السماء أرحب واللون ازرق
ان تلمس الأفق بناظريك وساعديك
أن تتهادى فى مروج خضراء والهواء يلفح وجنتيك ويتسلل داخل صدرك كاكسير الحياة
أن تنظر فى عينى الآخر فترى نفسك  وتراها أجمل وأرقى
هل جربت ان تسمع همسا وتحلق نسرا
هل جربت ان .. تحب  !!؟؟

 هناك الكثير الذى من الممكن ان تفعله قبل ان تكتب كلمة النهاية

Thursday, 16 June 2011

غاندى



مهاتما غاندي ,,, الزعيــم الروحي الهندي وكفـــاحه السلمي 

تستطيع تعذيب جسدي .. تهشيم عظامي .. نعم قتلي .. 
وستحصل على جسمي الميت.. ولكنك لن تستطيع إخضاعي ..

المهاتما غاندي

مهندس كرمشاند غاندي (بالغوجاراتية: મોહનદાસ કરમચંદ ગાંધી؛ 2 أكتوبر 1869 - 30 يناير 1948) كان البارز السياسي والزعيم الروحي للهند خلال حركة استقلال الهند. كان رائداً للساتياغراها -وهي المقاومة للاستبداد من خلال العصيان المدني الشامل، التي تأسست بقوة عقب أهمسا أو لاعنف الكامل- والتي أدت إلى استقلال الهند وألهمت الكثير من الحركات للحقوق المدنية والحرية في جميع أنحاء العالم. غاندي معروف في جميع أنحاء العالم باسم المهاتما غاندي (بالسنسكريتية : महात्मा المهاتما أو 'الروح العظيمة'، وهو تشريف تم تطبيقه عليه من قبل رابندراناث طاغور، [1] وأيضاً في الهند باسم بابو (بالغوجاراتية : બાપુ بابو أو 'الأب'). تم تشريفه رسمياً في الهند باعتباره أبو الأمة؛ حيث أن عيد ميلاده، 2 أكتوبر ،يتم الاحتفال به هناك كـ غاندي جايانتى، وهو عطلة وطنية ،وعالمياً هو اليوم الدولي لللاعنف.

قام غاندي باستعمال العصيان المدني اللاعنفي حينما كان محامياً مغترباً في جنوب أفريقيا، في الفترة التي كان خلالها المجتمع الهندي يناضل من أجل الحقوق المدنية. بعد عودته إلى الهند في عام 1915، قام بتنظيم احتجاجات من قبل الفلاحين والمزارعين والعمال في المناطق الحضرية ضد ضرائب الأراضي المفرطة والتمييز في المعاملة. بعد توليه قيادة المؤتمر الوطني الهندي في عام 1921، قاد غاندي حملات وطنية لتخفيف حدة الفقر، وزيادة حقوق المرأة، وبناء وئام ديني ووطني، ووضع حد للنبذ، وزيادة الاعتماد على الذات اقتصادياً. قبل كل شيء، كان يهدف الى تحقيق سواراج أو استقلال الهند من السيطرة الأجنبية. غاندي قاد أتباعه في حركة عدم التعاون التي احتجت على فرض بريطانيا ضريبة على الملح في مسيرة ملح داندي عام 1930، والتي كانت مسافتها 400 كيلومتراً. تظاهر ضد بريطانيا لاحقاً للخروج من الهند. قضى غاندي عدة سنوات في السجن في كل من جنوب أفريقيا والهند.
وكممارساً للأهمسا، أقسم أن يتكلم الحقيقة، ودعا إلى أن يفعل الآخرون الشيء ذاته. عاش غاندي متواضعا في مجتمع يعيش على الإكتفاء الذاتي وارتدى الدهوتي التقليدي الهندي والشال، والتي نسجها يدوياً بالغزل على الشاركا. كان يأكل أكلاً نباتياً بسيطاً، وقام بالصيام فترات طويلة كوسيلة لكلاً من التنقية الذاتية والاحتجاج الاجتماعي
بداية حياته


غاندي صغيراً، عام 1886.
ولد المهاتما غاندي في بور بندر بمقاطعة غوجارات الهندية من عائلة محافظة لها باع طويل في العمل السياسي، حيث شغل جده ومن بعده والده منصب رئيس وزراء إمارة بور بندر، كما كان للعائلة مشاريعها التجارية المشهورة. وقضى طفولة عادية ثم تزوج وهو في الثالثة عشرة من عمره بحسب التقاليد الهندية المحلية ورزق من زواجه هذا بأربعة أولاد.
دراسته
سافر غاندي إلى بريطانيا عام 1882 لدراسة القانون، وعاش في الشهور الأولى من إقامته في لندن في حال من الضياع، وعدم التوازن، والرغبة في أن يكون رجلاً انكليزياً نبيلاً. غير أنه سرعان ما أدرك أنه لا سبيل أمامه سوى العمل الجاد، خاصةً أن وضعه المالي والاجتماعي لم يكونا يسمحان له باللهو وضياع الوقت. وسرعان ما عاد غاندي إلى تدينه والتزامه وسعيه إلى الحقيقة والأخلاق. فأخذ يتعلم القانون، ويعمل على تفسير النصوص بطريقة تناسب عقلية شعبه، ويقبل ما يشبع العقل، ويوحِّد عقله مع دينه، ويطابقه بما يملي عليه ضميره.
بدأت ملامح شخصية غاندي تتضح؛ وكانت نباتيته مصدراً دائماً لإحراجه، فهذه النباتية موروث ثقافي تحول عنده إلى قناعة وإيمان، فأنشأ نادياً نباتياً، رأسه الدكتور أولدفيلد محرِّر مجلة "النباتي"، وصار السيد ادوين آرنولد نائباً للرئيس، وغاندي أميناً للسر. ويبدو أن حياة غاندي في انكلترا، وتجاربه فيها، كانتا تتقيدان بوجهة نظره الاقتصادية وومفهومه للصحة.
عاد غاندي إلى الهند في تموز عام 1890، بعد حصوله على الإجازة الجامعية التي تخوله ممارسة مهنة المحاماة. إلا أنه واجه مصاعب كثيرة، بدأت بفقدانه والدته التي غيبها الموت، واكتشافه أن المحاماة ليست طريقاً مضمونةً للنجاح. وقد أعاده الإخفاق من بومباي إلى راجكوت، فعمل فيها كاتباً للعرائض، خاضعاً لصلف المسؤولين البريطانيين. ولهذا السبب لم يتردد في قبول عرض للتعاقد معه لمدة عام، قدَّمته له مؤسسة هندية في ناتال بجنوب إفريقيا. وبدأت مع سفره إلى جنوب إفريقيا مرحلة كفاحه السلمي في مواجهة تحديات التفرقة العنصرية.
الانتماء الفكري

مقال تفصيلي :لاعنف

أسس غاندي ما عرف في عالم السياسية بـ"المقاومة السلمية" أو فلسفة اللاعنف (الساتياراها)، وهي مجموعة من المبادئ تقوم على أسس دينية وسياسية واقتصادية في آن واحد ملخصها الشجاعة والحقيقة واللاعنف، وتهدف إلى إلحاق الهزيمة بالمحتل عن طريق الوعي الكامل والعميق بالخطر المحدق وتكوين قوة قادرة على مواجهة هذا الخطر باللاعنف أولا ثم بالعنف إذا لم يوجد خيار آخر.

أساليب اللاعنف

وتتخذ سياسة اللاعنف عدة أساليب لتحقيق أغراضها منها الصيام والمقاطعة والاعتصام والعصيان المدني والقبول بالسجن وعدم الخوف من أن تقود هذه الأساليب حتى النهاية إلى الموت.

شروط نجاح اللاعنف

يشترط غاندي لنجاح هذه السياسة تمتع الخصم ببقية من ضمير وحرية تمكنه في النهاية من فتح حوار موضوعي مع الطرف الآخر.
وبعد الاعتصام قام غاندي بالاعتصام وزيادة عمل نسبة الكلكلي في الهند لان الكلكي هو من أحد الاثار التربوية في الهند ويعتمد استيراد الهند على الكلكلي
كتب أثرت في غاندي

وقد تأثر غاندي بعدد من المؤلفات كان لها دور كبير في بلورة فلسفته ومواقفه السياسية منها "نشيد الطوباوي" وهي عبارة عن ملحمة شعرية هندوسية كتبت في القرن الثالث قبل الميلاد واعتبرها غاندي بمثابة قاموسه الروحي ومرجعا أساسيا يستلهم منه أفكاره. إضافة إلى "موعظة الجبل" في الإنجيل، وكتاب "حتى الرجل الأخير" للفيلسوف الإنجليزي جون راسكين الذي مجد فيه الروح الجماعية والعمل بكافة أشكاله، وكتاب الأديب الروسيتولستوي "الخلاص في أنفسكم" الذي زاده قناعة بمحاربة المبشرين المسيحيين، وأخيرا كتاب الشاعر الأميركي هنري ديفد تورو "العصيان المدني". ويبدو كذلك تأثر غاندي بالبراهمانية التي هي عبارة عن ممارسة يومية ودائمة تهدف إلى جعل الإنسان يتحكم بكل أهوائه وحواسه بواسطة الزهد والتنسك وعن طريق الطعام واللباس والصيام والطهارة والصلاة والخشوع والتزام الصمت يوم الاثنين من كل أسبوع. وعبر هذه الممارسة يتوصل الإنسان إلى تحرير ذاته قبل أن يستحق تحرير الآخرين.

غاندي عن الإسلام :
«أردت أن أعرف صفات الرجل الذي يملك بدون نزاع قلوب ملايين البشر. 
لقد أصبحت مقتنعا كل الإقتناع أن السيف لم يكن الوسيلة التي من خلالها إكتسب الإسلام مكانته, بل كان ذالك من خلال بساطة الرسول مع دقته وصدقه في الوعود، وتفانيه وإخلاصه لأصدقائه وأتباعه, وشجاعته مع ثقته المطلقة في ربه وفي رسالته.هذه الصفات هي التي مهدت الطريق. وتخطت المصاعب وليس السيف»
قال أيضا:
«بعد انتهائي من قراءة الجزء الثاني من حياة الرسول محمد أجد نفسي بحاجة أكثر إلى التعرف على حياته العظيمة»

 ومن أشهر أقواله:
عليك أن تكون أنت التغيير الذي تريده للعالم.

ليس هناك طريق إلى السلام، فالسلام هو الطريق.

بما أنني رميت سيفي فإن كأس الحب هو كل ماأستطيع أن أهديه لمن يتعرض لي.

الإختلاف في الرأي ينبغي ألا يؤدي إلى العداء , وإلا لكنت أنا وزوجتي من ألد الأعداء


The Story of My Experiments with Truth

is the autobiography of Mohandas Karamchand Gandhi, covering his life from early childhood through to 1920. It was initiated at the insistence of Swami Anand and other close co-workers of Gandhi, for him to explain the background of his public campaigns. In 1999, the book was designated as one of the "100 Most Important Spiritual Books of the 20th Century" by HarperCollinspublishers.

 ،،،،،،،،،،،،،،،،،، منقول




Wednesday, 15 June 2011

حتى أنت




وتبقى تناشدني كي أبوح

لماذا بعينيّ يغفو الوجود

وذاك الشرود

تراه ارتعاشة حبّ كبير؟

وينتحر اللحن في أضلعي

وأبكي

وتبكي القوافي معي

وأبقى أمامك دون دموع

أفتشُّ عن فارس ليس يأتي

...

ويعصف بي الصمت في شفتيك

وذاك البرود

يمزّق أعصابي المنهكة

فيا أسفي يا صديقي الأخير

ظللت بعيداً عن المعركة

ولم تغف يوماً بجفن الضياع

ولم تغتسل مرّة يا صديقي

بطوفان نوح

فماذا عساي أبوح؟
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،- ،،،،،،،،،،،،،،،
أحلام مستغانمى

Tuesday, 14 June 2011

بطاقات معايدة.. إليك




- غيرة
أغــار من الأشياء التي
يصنع حضوركَ عيدها كلّ يوم
لأنها على بساطتها
تملك حقّ مُقاربتك
وعلى قرابتي بك
لا أملك سوى حقّ اشتياقك
ما نفع عيد..
لا ينفضح فيه الحبُّ بكَ؟
أخاف وشاية فتنتك
بجبن أُنثى لن أُعايدك
أُفضّل مكر الاحتفاء بأشيائك
ككل عيد سأكتفي بمعايدة مكتبك..
مقعد سيارتك
طاولة سفرتك
مناشف حمّامك
شفرة حلاقتك
شراشف نومك
أريكة صالونك
منفضة تركت عليها رماد غليونك
ربطة عنق خلعتها لتوّك
قميص معلّق على مشجب تردّدك
صابونة مازالت عليها رغوة استحمامك
فنجان ارتشفت فيه
قهوتك الصباحيّة
جرائد مثنية صفحاتها.. حسب اهتمامك
ثياب رياضية علِق بها عرقك
حذاء انتعلته منذ ثلاث سنوات
لعشائنا الأوّل..
***
- طلب
لا أتوقّع منك بطاقة
مثلك لا يكتب لي.. بل يكتبني
ابعث لي إذن عباءتك
لتعايدني عنك..
ابعث لي صوتك.. خبث ابتسامتك
مكيدة رائحتك.. لتنوب عنك.
***
- بهجة الآخرين
انتهى العام مرتين
الثانية.. لأنك لن تحضر
ناب عنك حزن يُبالغ في الفرح
غياب يُزايد ضوءاً على الحاضرين
كلّ نهاية سنة
يعقد الفرح قرانه على الشتاء
يختبرني العيد بغيابك
أمازلت داخلي تنهطل
كلّما لحظة ميلاد السنة
تراشق عشّاق العالم
بالأوراق الملوّنة.. والقُبل
وانشغلت شفتاك عني بالْمُجاملات..
لمرّة تعال..
تفادياً لآثام نِفاق آخر ليلة..
في السنة!
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
أحلام مستغانمى