Friday, 26 April 2013

بين ... جبران و مي



 رسائل الحب، بين جبران خليل جبران، ومي زيادة، هو حب فريد في عصره، كذلك نادرًا

في تاريخ الأدب العربي، والعالمي.

لقد استمرت علاقة الحب بينهم، عشرين عامًا، دون أن يلتقيا إلا في علم الفكر والروح،

والأدب!

وكيف يلتقيا؟ وبينهما سبعة آلاف ميل، تفصل أجسادهم عن بعض، ومع ذلك كانا أقرب

قريبين وأشغف حبيبين.

نما حبهم، عبر مراسلة أدبية طريفة، ومساجلات فكرية؛ وروحية، ألفت بين قلبي

الأدبيين. وعلى الرغم من كل ما كُتب عن علاقات "جبران" الغرامية بعدد من النساء

أمثال "ماري هاسكل" و"ميشلين"، فإن حبه لمي كان الحب الوحيد الذي ملك عليه قلبه

وخياله.

أما هي فمع خفرها وتحفظها فقد صرحت عن حبها لجبران في مطلع رسالة 21 أيار

1921 حيث قالت:

(أحبك قليلاً، كثيرًا، بحنو، بشغف، بجنون، لا أحبك)






9 شباط 1919

يكتب لها جبران:

حضرة الأديبة والفاضلة الآنسة ماري زيادة المحترمة..

سلام على روحك الطيبة.. لقد استلمت أعداد من مجلات المقتطف التي تفضلّت بإرسالها.. فقرأتها وأنا بين السرور والإعجاب الشديد، ولقد وجدت في مقالاتك؛ سربًا من تلك الميول، والمنازع، التي طالما حامت حول فكرتي وتتبعت أحلامي، ولكن هناك مبادئ ونظريات أخرى وددت لو كان البحث فيها شفهيًا، ولكن بما أن القاهرة في مشارق الأرض ونيويورك في مغاربها ليس من سبيل إلى الحديث الذي أوده وأتمناه.


إن مقالاتك تبيّن سحر مواهبك، وغزارة إطلاعك وملاحة ذوقك في الانتقاء، والانتخاب، والترتيب. وتبيّن اختباراتك النفسية الخاصة، فالاختبار، أو الاقتناع النفسي يفوق كل علم وكل عمل، وهذا ما يجعل بحوثك أفضل ما جاء في اللغة العربية.

ولكن لي سؤال أستأذنك بطرحه لديك وهو هذا: ألا يجيء يوم ياتُرى تنصرف فيه مواهبك السامية من البحث في مآتي الأيام إلى إظهار أسرار نفسك واختباراتها ومخآبها النبيلة؟ أفليس الابتداع أبقى من البحث في المبدعين؟ ألا ترين أن نظم قصيده أو نثرها أفضل من رسالة في الشعر والشعراء؟ إني كواحد من المعجبين بك أفضل أن أقرأ لك قصيده في ابتسامة، من أقرأ لكِ رسالة في تاريخ الفنون المصرية، وكيف تدرجها من عهد إلى عهد ومن دوله إلى دوله، لأن بنظمك قصيده تهبينني شيئًا نفسيًا ذاتيًا، أما بكتابتك في تاريخ الفنون المصرية تدلينني على شيء عمومي عقلي؟ والفن هو إظهار ما يطوف ويتمايل ويتجوهر في داخل الروح.
مي..
ليس ماتقدم سوى شكل من الاستعطاف باسم الفن، فأنا أستعطفك لأني أريد أن أستميلك إلى تلك الحقول السحرية حيث سافو (1) وايليزابيت براوننغ (2) وغيرهن من أخواتك اللواتي بنين سُلّمًا من الذهب والعاج بين الأرض والسماء.

والله يحفظك للمخلص
جبران خليل جبران

ــــــــــــــــــ
(1) سافو شاعره اغريقيه لها تسع داووين من الشعر الغنائي والأناشيد
(2) ايليزابيت براوننغ شاعره بريطانية مبدعه تمتاز قصائدها بالعمق والرقة والنزعة الصوفية، وهي زوجة الشاعر الإنجليزي روبيرت براوننغ الذي أحبها من خلال قصائدها قبل أن يتعرف إليها وعندما زارها أحبته حبًا عارمًا جعلها تتغلب على مرض عضال كان قد أقعدها.



11 آذار 1925


.
.
.
من جبران إلى مي ..!!

لقد أعادت رسائلك إلى نفسي ذكرى ألف ربيع وألف خريف وأوقفتني ثانية أمام تلك الأشباح التي كنا نبتدعها ونسيرها مركبا إثر مركب .. تلك الأشباح التي ما ثار البركان في أوروبا حتى انزوت محتجة بالسكوت , وما أعمق ذلك السكوت وما أطوله ! .

هل تعلمين يا صديقتي بأني كنت أجد في حديثنا المتقطع التعزية والأنس والطمأنينة , وهل تعلمين بأني كنت أقول لذاتي , هناك في مشارق الأرض صبية ليست كالصبايا , قد دخلت الهيكل قبل ولادتها ووقفت في قدس الأقداس فعرفت السر العلوي الذي اتخذه جبابرة الصباح ثم اتخذت بلادي بلادا لها وقومي قوما لها .

هل تعلمين بأني كنت أهمس هذه الأنشودة في أذن خيالي كما وردت على رسالة منك ولو علمت لما انقطعت عن الكتابة إلي , وربما علمت فانقطعت وهذا لا يخلو من أصالة الرأي والحكمة .

جبران خليل جبران




من مي إلى جبران ...


صديقي جبران
لقد توزع في المساء بريد أوروبة وأمريكة , وهو الثاني من نوعه في هذا الأسبوع , وقد فشل أملي بأن تصلني فيه كلمة منك . نعم إني تلقيت منك في الأسبوع الماضي بطاقة عليها وجه القديسة حنة الجميل , ولكن هل تكفي الكلمة الواحدة على صورة تقوم مقام سكوت شهر كامل .

... لا أريد أن تكتب إلي إلا عندما تشعر بحاجة إلى ذلك أو عندما تنيلك الكتابة سرورا , ولكن أليس من الطبيعي أن أشرئب إلى أخبارك كلما دار موزع البريد على الصناديق يفرغ فيها جعبته ! .. أيمكن أن أرى الطوابع البريدية من مختلف البلدان على الرسائل , حتى طوابع الولايات المتحدة وعلى بعضها اسم نيويورك واضح , فلا أذكر صديقي ولا أصبو إلى مشاهدة خط يده ولمس قرطاسه .

... ولتحمل إليك رقعتي هذه عواطفي فتخفف من كآبتك إن كنت كئيبا , وتواسيك إن كنت في حاجة إلى المواساة , ولتقوك إذا كنت عاكفا على عمل ولتزد في رغدك وانشراحك إذا كنت منشرحا سعيدا .

مي زيادة


 من جبران إلى مي
نيويورك 26 شباط 1924

نحن اليوم رهن عاصفة ثلجية جليلة مهيبة، وأنت تعلمين يا ماري أنا أحب جميع العواصف وخاصة الثلجية، أحب الثلج، أحب بياضه، وأحب هبوطه، وأحب سكوته العميق. وأحب الثلج في الأودية البعيدة المجهول حتى يتساقط مرفرفاً، ثم يتلألأ بنور الشمس، ثم يذوب ويسير أغنيته المنخفضة.
أحب الثلج وأحب النار، وهما من مصدر واحد، ولكن لم يكن حبي لهما قط سوى شكل من الاستعداد لحب أقوى وأعلى وأوسع. ما ألطف من قال:

يا مي عيدك يوم
وأنت عيد الزمان

انظري يا محبوبتي العذبة إلى قدس أقداس الحياة، عندما بلغت هذه الكلمة ((رفيقة)) ارتعش قلبي في صدري، فقمت ومشيت ذهاباً في هذه الغرفة كمن يبحث عن رفيقه. ما أغرب ما تفعله بنا كلمة واحدة في بعض الأحايين! وما أشبه تلك الكلمة الواحدة برنين جرس الكنيسة عند الغروب! إنها تحول الذات الخفية فينا من الكلام إلى السكوت، ومن العمل إلى الصلاة.

تقولين لي أنك تخافين الحب.
لماذا تخفين يا صغيرتي؟
أتخافين نور الشمس؟
أتخافين مد البحر؟
أتخافين مجيء الربيع؟
لماذا يا ترى تخافين الحب؟

أنا أعلم أن القليل من الحب لا يرضيك، كما أعلم أن القليل في الحب لا يرضيني، أنت وأنا لا ولن نرضى بالقليل. نحن نريد الكثير. نحن نريد كل شيء. نحن نريد الكمال. أقول يا ماري إن في الإرادة الحصول، فإذا كانت إرادتنا ظلاً من أظلال الله، فسوف نحصل بدون شك على نور من أنوار الله.

لا تخافي الحب يا ماري، لا تخافي الحب يا رفيقة قلبي، علينا أن نستسلم إليه رغم ما فيه من الألم والحنين والوحشة، ورغم ما فيه من الالتباس والحيرة.
اسمعي يا ماري: أنا اليوم في سجن من الرغائب، ولقد ولدت هذه الرغائب عندما ولدت. وأنا اليوم مقيد بقيود فكرة قديمة، قديمة كفصول السنة، فهل تستطيعين الوقوف معي في سجني حتى نخرج إلى نور النهار وهل تقفين إلى جانبي حتى تنكسر هذه القيود فنسير حرين طليقين نحو قمة جبالنا؟

والآن قربي جبهتك. قربي جبهتك الحلوة – ………………والله يباركك ويحرسك يا رفيقة قلبي الحبيبة.

جبران

لا بأس – على أنني أخشى بلوغ النهاية قبل الحصول على هذا الشرف وهذا الثواب.

لنعد هنيهة إلى ((عيدك)) أريد أن أعرف في أي يوم من أيام السنة قد ولدت صغيرتي المحبوبة. أريد أن أعرف لأني أميل إلى الأعياد وإلى التعييد.
وسيكون لعيد ماري الأهمية الكبرى عندي. ستقولين لي ((كل يوم يوم مولدي يا جبران))
وسأجيبك قائلاً: ((نعم، وأنا أعيّد لك كل يوم، وكان لا بد من عيد خصوصي مرة كل سنة)).




رسالة مي وجدانية صافية:

فبعد أن انتظرت دون جدوى، حضور جبران إلى القاهرة

وكانت قد تجاوزت الخامسة والثلاثين من العمر، لملمت كل

شجاعتها، وكتبت له أجمل رسالة حب:

التصريح بالحب

(...جبران! لقد كتبت كل هذه الصفحات لأتحايد كلمة الحب.

إن الذين لا يتاجرون بمظهر الحب ودعواه في المراقص

والاجتماعات، ينمي الحب في أعماقهم قوة ديناميكية قد

يغبطون الذين يوزعون عواطفهم في اللألأ السطحي لأنهم

لا يقاسون ضغط العواطف التي لم تنفجر، ولكنهم يغبطون

الآخرين على راحتهم دون أن يتمنوها لنفوسهم،

ويفضلون وحدتهم، ويفضلون السكوت، ويفضلون تضليل

القلوب عن ودائعها، والتلهي بما لا علاقة له بالعاطفة.

ويفضلون أي غربة وأي شقاء (وهل من شقاءٍ في غير

وحدة القلب؟) على الاكتفاء بالقطرات الشحيحة.

ما معنى هذا الذي أكتبه؟ إني لا أعرف ماذا أعني به،

ولكني أعرف أنك محبوبي، وأني أخاف الحب. أقول هذا

مع علمي أن القليل من الحب الكثير. الجفاف والقحط

واللاشيء بالحب خير من النزر اليسير.

كيف أجسر على الإفضاء إليك بهذا. وكيف أفرط فيه؟ لا أدري.

الحمد لله أني أكتبه على الورق ولا أتلفظ به لأنك لو كانت

الآن حاضراً بالجسد لهربت خجلاً بعد هذا الكلام،

ولاختفيت زمناً طويلاً، فما أدعك تراني إلا بعد أن تنسى.

حتى الكتابة ألوم نفسي عليها، لأني بها حرة كل هذه

الحرية.. أتذكر قول القدماء من الشرقيين: إن خير للبنت

أن لا تقرأ ولا تكتب.

إن القديس توما يظهر هنا وليس ما أبدي هنا أثراً للوراثة

فحسب، بل هو شيء أبعد من الوراثة. ما هو؟ قل لي أنت

ما هو. وقل لي ما إذا كنت على ضلال أو هدى فإني أثق

بك.. وسواء أكنت مخطئة أم غير مخطئة فإن قلبي يسير

إليك، وخير ما يفعل هو أن يظل حائماً حواليك، يحرسك

ويحنو عليك.

... غابت الشمس وراء الأفق، ومن خلال السحب العجيبة

الأشكال والألوان حصحصت نجمة لامعة واحدة هي

الزهرة، آلهة الحب، أترى يسكنها كأرضنا بشر يحبون

ويتشوقون؟ ربما وجد فيها بنت هي مثلي، لها جبران

واحد، حلو بعيد هو القريب القريب. تكتب إليه الآن

والشفق يملأ الفضاء، وتعلم أن الظلام يخلف الشفق، وأن

النور يتبع الظلام، وأن الليل سيخلف النهار، والنهار

سيتبع الليل مرات كثيرة قبل أن ترى الذي تحب، فتتسرب

إليها كل وحشة الشفق، وكل وحشة الليل، فتلقي بالقلم

جانباً لتحتمي من الوحشة في اسم واحد: جبران)





نيويورك 2 كانون الثاني 1914



حضرة الأديبة الفاضلة.
قد فكرت بأمور كثيرة في تلك الشهور الخرساء التي مرت بدون خطاب ولا جواب ولكنه لم يخطر على بالي كونك " شريرة" أما الآن وقد صرّحت لي بوجود الشر في روحك فلا يجمل بي سوى تصديقك فأنا أصدق وأثق بكل كلمة تقولينها لي ! أنت بالطبع تفتخرين بقولك – أنا شريرة – ويحق لك الافتخار لأن الشر قوة تضارع الخير بعزمها وتأثيرها . ولكن اسمحي لي أن أقول لك مصرحاً بأنك مهما تماديت بالشر فلا تبلغين نصف ما بلغته فأنا شرير كالأشباح الساكنة في كهوف الجحيم بل أنا شرير كالروح السوداء التي تحرس أبواب الجحيم ! وأنت بالطبع ستصدقين كلامي هذا !.

غير أنني للآن لم أفهم الأسباب الحقيقية التي دعتك إلى استخدام الشر ضدي فهلا تكرمت بافهامي ؟ قد أجبت على كل رسالة تكرمت بها عليّ واسترسلت متعمقاً بمعاني كل لفظة تعطفت بهمسها في أذني فهل هناك أمر آخر كان يجب عليّ أن أفعله ؟ أو لم تبدعي لي من " لا شيء" ذنباً لتبيني لي مقدرتك على الاقتصاص ؟ لقد فلحت وأحسنت البيان , أما أنا فقد آمنت باقنومك الجديد الكلي المطلق الجامع بين أسياف " كالي" ربة الهند وسهام " ديانا" معبودة الأغريق .

والآن وقد فهم كل منا ما في روح الآخر من الشر والميل إلى الاقتصاص فلنعد إلى متابعة الحديث الذي ابتدأنا به منذ عامين . كيف أنت وكيف حالك ؟ هل أنت بصحة وعافية ( كما يقول سكان لبنان )؟ هل خلعت ذراعاً ثانية في الصيف الماضي أم منعتك والدتك من ركوب الخيل فعدت إلى مصر صحيحة الذراعين ؟ أما أنا فصحتي أشبه شيء بحديث السكران وقد صرفت الصيف والخريف متنقلاً بين أعالي الجبال وشواطئ البحر ثم عدت إلى نيويورك أصفر الوجه نحيل الجسم لمتابعة الأعمال ومصارعة الأحلام – تلك الأحلام الغريبة التي تصعد بي إلى قمة الجبل ثم تهبط بي إلى أعماق الوادي .

وقد سررت باستحسانك مجلة الفنون فهي أفضل ما ظهر من نوعها في العالم العربي , أما صاحبها فهو فتى عذب النفس دقيق الفكر وله كتابات لطيفة وقصائد مبتكرة ينشرها تحت اسم " ليف" ومما يستدعي الإعجاب بهذا الشاب هو أنه لم يترك شيئاً مما كتبه الافرنج إلا وعرفه حق المعرفة . أما صديقنا أمين الريحاني فقد ابتدأ بنشر رواية جديدة طويلة في مجلة فنون وقد قرأ لي أكثر فصولها فوجدتها جميلة للغاية ولقد أخبرت صاحب الفنون بأنك سوف تبعثين إليّ بمقالة ففرح وبات يترقب .

بكل أسف أقول انني لا أحسن الضرب على آلة من آلات الطرب ولكنني أحب الموسيقى محبتي الحياة ولي ولع خاص بدرس قواعدها ومبانيها والتعمق بتاريخ نشأتها وارتقائها , فان ابقتني الأيام سأكتب رسالة طويلة في الدوائر العربية والفارسية وكيفية ظهورها وتدرجها وتناسخها .

ولي ميل للموسقى الغربية يضارع ميلي للأنغام الشرقية فلا يمر أسبوع إلا وأذهب مرة أو مرتين إلى الأوبرا غير أني أفضل من البيان الموسيقي الأفرنجي تلك المعروفة بالسنفوني والسوناتا والكنتاتا على الأوبرا والسبب في ذلك خلوّ الأوبرا من البساطة الفنية التي تناسب أخلاقي وتتمايل مع أميالي . واسمحي لي الآن أن أغبط يدك على عودك وعودك على يدك وأرجوك أن تذكري اسمي مشفوعاً باستحساني كلما ضربت نغم النهوند على الأوتار فهو نغم أحبه ولي رأي فيه يشابه رأي " كارليل في النبي محمد ". ( كارلايل : أديب ومؤرخ انكليزي درس بعضا من العربية في جامعة كمبردج سنة 1795 وكتب عن النبي محمد فصلا ضمنه إعجابه بشخصيته البطولية في مؤلفه " الأبطال , عبادة الأبطال , والبطولة في التاريخ "

وهلا تكرمت بذكري أمام هيبة أبي الهول ؟ عندما كنت في مصر كنت أذهب مرتين في الأسبوع واصرف الساعات الطوال جالساً على الرمال الذهبية محدقاً بالأهرام وكنت في ذلك العهد صبياً في الثامنة عشرة ذا نفس ترتعش أمام المظاهر الفنية ارتعاش الأعشاب أمام العاصفة , أما أبو الهول فكان يبتسم لي ويملأ قلبي بحزن عذب وندبات مستحبة .

أنا معجب مثلك بالدكتور شميل فهو واحد من القليلين الذين انبتهم لبنان ليقوموا بالنهضة الحديثة في الشرق الأدنى وعندي أن الشرقيين يحتاجون إلى أمثال الدكتور شميل حاجة ماسة كرد فعل للتأثير الذي أوجده الصوفيون والمتعبدون في القطرين مصر وسوريا .

هل قرأت الكتاب الفرنساوي الذي وضعه خير الله افندي خير الله ؟ أنا لم أره بعد وقد أخبرني صديق أن في الكتاب فصل عنك وفصل آخر عني فإذا كان لديك نسختان تكرمي بإرسال نسخة منهما إليّ وأجرك على الله .

ها قد انتصف الليل فليسعد الله مساءك ويبقيك للمخلص ...!!
جبران خليل جبران

____________________________________________________________________


د جبران على رسالة مي ..

"ماألطف قول من قال :

ياميّ عيدك يوم ** وأنتِ عيد الزمان

ما أغرب ماتفعله كلمه واحد في بعض الأحيان , أنها تحوّل الذات الخفيه فينا من الكلام إلى السكوت .. تقولين أنك تخافين الحب ! لماذا تخافينه ؟ أتخافين نور الشمس ؟ أتخافين مدّ البحر ؟ أتخافين طلوع الفجر ؟ أتخافين مجيء الربيع ؟ لماذا ياترى تخافين الحب ؟

أنا أعلم أن القليل في الحب لايرضيكِ , كما أعلم أن القليل في الحب لايرضيني , أنتِ وأنا لا ولن نرضى بالقليل , نحن نريد الكمال ..الكثير , كل شيء !
لاتخافي الحب يارفيقة قلبي , علينا أن نستسلم إليه رغم مافيه من الألم والحنين والوحشه , ورغم مافيه من الألتباس والحيره ..

جبران

ارتاحت مي لهذه اللهجه , وتشجعت على مداعبته في الحديث , والأفضاء إليه بخوالج نفسها وهمومها .. كان همها أن يبقى جبران حبيبها الأوحد لتدوم تلك الشعله الزرقاء منهلاً للنعيم والنور في حياتها . أضحت مي شديدة القلق على صحة جبران في سنوات عمره الأخيره كما يبدوا جلياً في رسائله إليها ,وقد وصف جبران أسلوبها ورسائلها فقال انها

( كالنهر الرحيق الذي يتدفق من الأعالي ويسير مترنماً في وادي احلامي , بل كقيثارة التي تقرّب البعيد وتُبعد القريب , وتحوّل بارتعاشاتها السحريه الحجاره إلى شعلات متقّده , والأغصان اليابسه إلى أجنحه مضطربه )
ربما يكو ن أهل مي وبعض المقربين منها قد أطلعوا على صلتها بجبران في حياتها ,ولكن المرجّح انها كانت حريصه على اخفائها عن الناس جميعاً , وأبقتها سراً دفيناً في نفسها حتى ذلك اليوم الذي فجعت بموته عام 1931م , فبعد انقضاء شهر على وفاته اعترفت ميّ لقرائها بوجود مراسله طويله بينها وبين جبران وذلك في مقاله (جبران خليل جبران يصف نفسه في رسائله) ضمتها فقرات قصيره من رسائله اليها , وعبرت عن حزنها العميق عليه مصّوره غربتها وغربته في الوجود بعبارات موجعه قالت فيها

"حسناً فعلت بأن رحلت ! فاذا كان لديك كلمه أخرى فخير لك أن تصهرها وتثقفّها , وتطهرها لتستوفيها في عالم ربما يفضل عالمنا هذا في أمور شتى..."
وفي ختام تلك القطعه الوجدانيه المؤثره الفائضه بالحب واللوعه واليأس , أعربت ميّ عن شوقها للرحيل , ولكن مشيئة القدر فرض عليها ان تعيش بعد جبران عشر سنوات تقريباً كانت أسؤا مرحله في حياتها , فقد أستبد بها الحزن ..وعاشت في غمرة الأحزان تمزّقها الوحده والوحشه بعد فقده , أصيبت بانهيار عصبي , تبعه انهيار في صحتها , فاعتزلت الناس , أرسلت الى قريب لها في بيروت دكتور جوزيف زياده رساله مؤثره وصفت الآمها وتردّي صحتها , تلك المحنه قادتها الى لبنان موطنها الأصلي وأدخلتها ظلماً الى مصح الأمراض العقليه مما طعنها في كرامتها ,وقضت ثلاث سنوات متنقله بين ( العصفوريه ) كما يسمونه , ومصح دكتور بيريز وبين بيت متواضع , الى أن هبّوا اقاربائها لأنقاذها , وعادت لى القاهره عاشت سنتين ونصف , الى أن ذوت شيئاً فشيئاً ,فتوفيت عام 1941م
وماهو جدير بالذكر ان مي عندما كانت في لبنان اصطحبت رسائل جبران معها , وكانت تلجاً اليها على انفراد , حين يشفّها الوجد , وصوره لجبران كتبت بخطها الى جانب الصوره ...
( وهذه مصيبتي منذ أعوام )

.

نيويورك حزيران – 1919

عزيزتي الآنسة ميّ.

رجعت اليوم من سفره مستطيلة إلى البرية فوجدت رسائلك الثلاث والمقال الجميل الذي تفضلت بنشره في جريدة المحروسة . ولقد علمت من خادمي أن هذه الرسائل بل هذه الثروة الجليلة قد وصلت معاً منذ أربعة أيام . الظاهر أن البريد المصري قد توقف عن اصدار الرسائل من القطر مثلما حجز الرسائل الواردة إليه .

ولقد انصرفت عن كل ما وجدته بانتظاري في هذا المكتب لأصرف نهاري مصغياً إلى حديثك الذي يتمايل بين العذوبة والتعنيف – أقول التعنيف لأنني وجدت في رسالتك الثانية بعض الملاحظات التي لو سمحت لنفسي الفرحة أن تتألم لتألمت منها . ولكن كيف اسمح لنفسي النظر إلى شبه سحابة في سماء صافية مرصعة بالنجوم ؟ وكيف أحول عيني عن شجرة مزهرة إلى ظلّ من أغصانها ؟ وكيف لا أقبل وخزة صغيرة من يد عطرة مفعمة بالجواهر ؟ إن حديثنا الذي أنقذناه من سكوت خمسة أعوام لا ولن يتحول إلى عتاب أو مناظرة , فأنا أقبل بكل ما تقولينه لاعتقادي بأنه يجمل بنا وسبعة آلاف ميل تفصلنا ألا نضيف فتراً واحداً إلى هذه المسافة الشاسعة بل أن نحاول تقصيرها بما وضعه الله فينا من الميل إلى الجميل والشوق إلى المنبع والعطش إلى الخالد . يكفينا يا صديقتي ما في هذه الأيام وهذه الليالي من الأوجاع والتشويش والمتاعب والمصاعب . وعندي أن فكرة تستطيع الوقوف أمام المجرد المطلق لا تزعجها كلمة جاءت في كتاب أو ملاحظة أتت في رسالة. إذا فلنضع خلافاتنا , وأكثرها لفظية – في صندوق من ذهب ولنرمي بها إلى بحر من الابتسامات .

ما أجمل رسائلك يا ميّ وما أشهاها , فهي كنهر من الرحيق يتدفق من الأعالي ويسير مترنماً في وادي أحلامي , بل هي كقيثارة اورفيوس ( شاعر وموسيقي تحدثت عنه أساطير اليونان , سحر بأنغامه وحش الغاب وآلهة الجحيم .) تقرب البعيد وتبعد القريب وتحول بارتعاشاتها السحرية الحجارة إلى شعلات متقدة والأغصان اليابسة إلى أجنحة مضطربة . إن يوماً يجيئني منك برسالة واحدة لهو من الأيام بمقام القمة من الجبل فما عسى أن أقول في يوم يجيئني بثلاث رسائل ؟ ذلك يوم انتحى فيه عن سبل الزمن لأصرفه متجولا في إرم ذات العماد.

وبما أجيب على سؤالاتك؟ وكيف أستطيع متابعة الحديث وفي النفس مالا يسيل مع الحبر ؟ ولكن لا بد من متابعة الحديث . فما بقي صامتاً ليس بالغير مفهوم لديك .

تقولين في رسالتك الأولى " لو كنت أنا في نيويورك لكنت زرت مكتبك الفني في هذه الأيام " أفلم تزوري مكتبي قط ؟ أليس رواء أثواب الذكرى الظاهرة جسد خفي للذكرى ؟ انما مكتبي هيكلي وصديقي ومتحفي وجنتي وجحيمي . هو غاب تنادي فيه الحياة الحياة وهو صحراء خالية أقف في وسطها فلا أرى سوى بحر من رمال وبحر من أثير . إن مكتبي يا صديقي هو منزل بدون جدران وبدون سقف .

ولكن في مكتبي هذا أشياء كثيرة أحبها وأحافظ عليها . أنا مولع بالآثار القديمة وفي زوايا هذا المكتب مجموعة صغيرة من طرائف الأجيال وبعض نفائسها كتماثيل وألواح مصرية ويونانية ورومانية وزجاج فينيقي وخزف فارسي وكتب قديمة العهد ورسوم ايطالية وفرنسية وآلات موسيقية تتكلم وهي صامتة . ولا بد من الحصول يوما ما على تمثال كلداني من الحجر الأسود . إني أميل بكليتي إلى كل شيء كلداني فأساطير هذا الشعب وشعره وصلواته وهندسته بل وأصغر أثر أبقاه الدهر من فنونه وصنائعه ينبّه في داخلي تذكارات غامضة بعيدة ويعود بي إلى الماضي الغابر ويجعلني أرى الحاضر من نافذة المستقبل . أحب الآثار القديمة وأشغف بها لأنها من أثمار الفكرة البشرية السائرة بألف قدم من الظلام نحو النور – تلك الفكرة الخالدة التي تغوص بالفن إلى أعماق البحار وتصعد به إلى المجرة .

أما قولك " ما أسعدك أنت القانع بفنك " فقد جعلني أفتكر طويلاً , لا يا ميّ لست بقانع ولا أنا بسعيد . في نفسي شيء لا يعرف القناعة ولكنه ليس كالطمع , ولا يدري ما السعادة غير أنه لا يشابه التعاسة . في أعماقي خفقان دائم وألم مستمر ولكنني لا أريد ابدال هذا ولا تغيير ذاك – ومن كان هذا شأنه فهو لا يعرف السعادة ولا يدري ما هي القناعة ولكنه لا يشكو لأن في الشكوى ضرباً من الراحة وشكلاً من التفوق .

وهل أنت سعيدة وقانعة بمواهبك العظيمة ؟ أخبريني يا ميّ هل أنت قانعة وسعيدة ؟ أكاد أسمعك هامسة : " لا لست بقانعة ولا أنا بسعيد " إن القناعة هي الاكتفاء والاكتفاء محدود وأنت غير محدودة .
أما السعادة فهي أن يملأ المرء نفسه من خمرة الحياة ولكن من كان كأسه سبعة آلاف فرسخ بالطول و سبعة آلاف فرسخ بالعرض لا ولن يعرف السعادة حتى تنسكب الحياة بكاملها في كأسه . أفليس كأسك يا ميّ سبعة آلاف فرسخ وفرسخ ؟

وماذا أقول عن " جوي المعنوي؟" لقد كانت حياتي منذ عام أو عامين لا تخلو من الهدوء والسلامة أما اليوم فقد تبدل الهدوء بالضجيج والسلامة بالنزاع . إن البشر يلتهمون أيامي ولياليّ ويغمرون أحلامي بمنازعهم ومراميهم فكم مرة هربت من هذه المدينة الهائمة إلى مكان قصيّ لأتخلص من الناس ومن أشباح نفسي أيضاً . إنما الشعب الأماركي جبار لا يكل ولا يمل ولا يتعب ولا ينام ولا يحلم , فإذا بغض هذا الشعب رجلا قتله بالإهمال وإذا أحبه قتله بالانعطاف فمن شاء أن يحيى في نيويورك عليه أن يكون سيفاً سنيناً ولكن في غمد من
العسل : السيف لروع الراغبين في قتل الوقت والعسل لارضاء الجائعين !

وسوف يجيء يوم أهرب فيه إلى الشرق . إن شوقي إلى وطني يكاد يذيبني ولولا هذا القفص الذي حبكت قضبانه بيدي – لاعتليت متن أول سفينة سائرة شرقاً . ولكن أي رجل يستطيع أن يترك بناءً صرف عمره بنحت حجارته وصفّها ؟ حتى وإن كان ذلك البناء سجناً له فهو لا يقدر أو لا يريد أن يتخلص منه في يوم واحد .

سامحيني أيتها الصديقة العزيزة فقد أزعجتك بالكلام عن نفسي وبشكواي من أمور أدعى إلى الجهاد منها إلى التذمر .

إن استحسانك " المواكب" قد جعلها عزيزة لديّ . أما قولك بأنك ستستظهرين أبياتها فمنّة أحني أمامها رأسي , غير أنني أشعر بأن حافظتك خليقة بقصائد أسمى وأبلغ وأنبل من كل ما جاء في المواكب , بل ومن كل ما كتبته وأكتبه . وأما قولك في رسوم الكتاب " أنتم أهل الفن تبرزون هذه البدائع بقوى أثيرية احتفظتكم عليها ملوك الجوزاء فنأتي بغباوتنا أشقياء مظلومون ونحن بها أشقياء خاسرون " فكلام لا أقبله بل إني استميحك بالتمرد عليه و ( ما أكثر تمردي) – أنت يا ميّ منا وفينا . بل وأنت بين بنات الفن وأبنائه كالوردة بين أوراقها . إن ما جاء في مقالتك التي نشرت في " المحروسة" عن رسوم المجنون لأكبر دليل على شعور فني عميق وفكرة خاصة دقيقة وبصيرة نفاذة ترى ما لا يراه غير القليل من الناس . ولست بمبالغ إذا قلت بأنك أول صبية شرقية مشت في غابة " الأخوات التسع ( إشارة إلى الآلهات التسع في الميثولوجيا الاغريقية المشرفات على الآداب والفنون وقد عرفن بأسماء عديدة في عصور التاريخ القديم .) بقدم ثانية ورأس مرفوع وملامح منفرجة كأنها في بيت أبيها . ألا فأخبريني كيف عرفت كل ما تعرفين وفي أي عالم جمعت خزائن نفسك وفي أي عصر عاشت روحك قبل مجيئها إلى لبنان ؟ إن في النبوغ سراً أعمق من سر الحياة .

وأنت تريدين أن تسمعي ما يقوله الغربيون عني , فألف شكر لك على هذه الغيرة وهذا الاهتمام القومي . لقد قالوا الشيء الكثير وكانوا مبالغين في أقوالهم متطرفين في ظنونهم متوهمين وجود الجمل في وكر الأرنب . ويعلم الله يا صديقتي بأنني ما قرأت شيئاً حسناً عني إلا ونحت في قلبي . إن الاستحسان نوع من المسؤولية يضعها الناس على عواتقنا فتجعلنا نشعر بضعفنا . ولكن لا بد من المسير حتى ولو قوّص الحمل الثقيل ظهورنا , ولا بد من استنباط القوة من الضعف . أنا باعث إليك في غلاف آخر بشيء من أقوال الجرائد والمجلات وستعلمين منها أن الغربيين قد ملوا أشباح أرواحهم وضجروا من ذواتهم فأصبحوا يتمسكون بالغريب الغير مألوف خصوصاً إذا كان شرقياً . هكذا كان الشعب الأثيني بعد انقضاء عصره الذهبي . لقد بعثت منذ شهر أو أكثر بمجموعة من أقوال الصحف في المجنون إلى اميل زيدان ( تولى رئاسة تحرير مجلة الهلال سنة 1914 التي أسسها والده الأديب العلامة جرجي زيدان .) وهو بالطبع من أصدقائك .

أحمد الله وأشكره على انقضاء الأزمة عندكم . ولقد كنت أقرأ أخبار تلك المظاهرات فأتخيلك هائبة فأهاب , مضطربة فاضطرب . ولكنني كنت أردد في الحالين قول شكسبير :

Do not fear our person .
There’s such divinity doth hedge a king
That treason can but peep to what it would
Acts little of his will .
لا تخافي منا
فالملك تحيط به هالة من القداسة
وليس في مقدور الخيانة
أن تبلغ ما ترمي إليه
أو تحد من عزيمته

وأنت يا ميّ من المحروسين وفي نفسك مَلَكٌ يحميه الله من كل مكروه .
وتسألين ما اذا كان لكم من صديق في ربوعنا ؟

أي والحياة وما في الحياة من حلاوة جارحة ومرارة مقدسة إن لكم في ربوعنا صديقاً إرادته تدافع عنكم ونفسه ترغب في الخير لكم وابعاد السوء عنكم وتحميكم من كل أذى . وقد يكون الصديق الغائب أدنى وأقرب من الصديق الحاضر . أفليس الجبل أكثر هيبة وأشد وضوحاً وظهوراً لسائرٍ في السهل منه لساكنيه ؟

ها قد غمر المساء هذا المكتب بوشاحه فلم أعد أرى ما تخطه يدي . وألف تحية لك وألف سلام عليك والله يحفظك ويحرسك دائماً .

صديقك المخلص
جبران خليل جبران

___________________________________________________________________ 

رساله قصيره ...من جبران خليل جبران

عزيزتي الانسه ميّ ..

إني باعث اليك بأول نسخه بلغت يدي من كتاب " المواكب " (1) الذي صدر اليوم , وهو كما تجدينه , حلم لم يزل نصفه ضباباً , والنصف الاخر يكاد يكون جسماً محبوباً , فإن استحسنت فيه شيئا تحوّل هو إلى حقيقه حسنه , وأن لم تستحسني فيه شيئاً عاد إلى الضباب بجملته .
وألف تحيه وسلام إلى روحك الطيبه والله يحفظك ويحرسك .



(1)
المواكب من القصائد القليله التي اتبع جبران في نظمها الوزن والقافيه وقد ذيّلها بمجموعه من الرسوم معبراً عن خطراته الفلسفيه في كل من الشعر والرسم , ونشرت عام 1919م ونقدتها مي في مجلة الهلال المصريه
______________________________________________________________


أو لستى أنتى أيضاً يامى غريبة عن هذا العالم ؟ ألست بالحقيقة غريبة عن محيطك وعن كل ما في محيطك من الأغراض والمنازع و المآتي والمرامي ؟ أخبريني ، أخبريني يا مي هل في هذا العالم كثيرون يفهمون لغة نفسك ؟ كم مرة يا ترى لقيتِ من يسمعك وأنت ساكتة ويفهمك وأنت ساكتة ويطوف معك في قدس أقداس الحياة وأنت جالسة قبالته في منزل بين المنازل ؟

أنت وأنا من الذين حباهم الله بالأصدقاء والمحبين والمريدين الكثيرين . هل بينهم من يعرف أن وراء أغانينا أغنية لا تسجنها الأصوات ولا ترتعش بها الأوتار ؟ هل بينهم من يعرف الفرح في كآبتنا والكآبة في فرحنا ؟

 ________________________________________________________________

تقولين لي " أنت فنّي وفيلسوف وأنت شاعر ويجب عليك أن تكون سعيداً مقتنعاً لأنك فنّي وشاعر "

ولكن يا مي أنا لست بفني ولا بشاعر . قد صرفت أيامي وليالي مصوراً وكاتباً ولكن " أنا " لست في أيامي ولياليَّ .


أنا ضباب يا مي . أنا ضباب وفي الضباب وحدتي وفيه وحشتي وانفرادي وفيه جوعي وعطشي . ومصيبتي أن هذا الضباب ، وهو حقيقي ، يشوق إلى لقاء ضباب آخر في الفضاء . يشوق إلى استماع قائل يقول " لست وحدك ، نحن اثنان ، أنا أعرف من أنت "
....

اخبريني ، اخبريني يا صديقتي ، أيوجد في هذا العالم من يقدر ويريد أن يقول لي " أنا ضباب آخر أيها الضباب ، فتعال نخيم على الجبال وفي الأودية . تعال نسير بين الأشجار وفوقها ، تعال نغمر الصخور المتعالية . تعال ندخل معاً إلى قلوب المخلوقات وخلاياها ، تعال نطوف في تلك الأماكن البعيدة المنيعة الغير معروفة " قولي لي يا مي ، أيوجد في ربوعكم من يريد ويقدر أن يقول لي ولو كلمة واحدة من هذه الكلمات ؟

وأنتِ تريدين أن ابتسم " وأعفو "

لقد ابتسمت كثيراً منذ هذا الصباح . وها أنا ابتسم في أعماقي ، وابتسم في كليتي ، وابتسم طويلاً وابتسم كأنني لم أخلق إلا للابتسام .



أما " العفو" فكلمة هائلة فتاكة جارحة أوقفتني مخجولاً متهيباً أمام الروح النبيلة التي تتواضع إلى هذا الحد ، وجعلتني أحني رأسي طالباً منها العفو . أنا وحدي المسيء . قد أسأت في سكوتي وفي قنوطي لذلك استعطفك أن تغتفري ما فرط مني وتسامحيني
 
 

99 comments:

  1. إن استطعنا أن نحب بلا توقعات أو حسابات، بلا مواءمات .. أن نحب وحسب ، فإن هذه هي الجنة الحقيقية !

    جلال الدين الرومى

    ReplyDelete
  2. هناك فرق كبير بين...
    البقاء وحيدا" والانعزال...
    الانعزال حالة سلبية...
    الانعزال يعني أنك تفتقد الاخر...
    ولكنك لاتدري كيف تهتدي إلى هذا الأخر...
    أما البقاء وحيدا"...
    فهذا يعني أنك قادر على رؤية الجمال...
    وأن لاحاجة للأخر...
    وجودك مع ذاتك...
    يعني أنك قادر على...
    مشاركة كل الوجود وحدتك هذه...
    البقاء وحيدا" يعني أنك ترى داخليا" وذاتيا"...
    بينما الانعزال يعني الفقر...
    والحاجه الملحه لأشياء كثيرة...
    .
    اوشو

    ReplyDelete
  3. الحنان :
    وحدة الحنان يعتبر علاجاً...
    ذلك لأن الحاجة للحب...
    هي سبب الأغلب الأعم...
    من أمرض الجنس البشري...
    ما من خطب في حياة الإنسان...
    إلا وسببه الحاجة إلى الحب...
    إنة ليس قادراً على أن يحب...
    أو غير قادر على تلقي الحب...
    مسكين هذا الإنسان ...
    إنه غير قادر على المشاركة في كينونته...
    هذه هي المأساة الحقيقة...
    التي تؤدي إلى الكثير من العقد النفسية...
    هذه الجراح الداخلية، قد تطفو إلى السطح...
    في أية لحضة وتتحول إلى مرض جسدي...
    ومن ثم مرض عقلي ... إن الكل يعاني ويتعذب...
    إنهم كذلك بسبب نقص في الحب...
    فكما الجسد بحاجة للطعام ليتغذى وينمو...
    كذلك الروح هي بحاجة للحب :
    الجسد لا يحيا بدون طعام...
    والروح لا تحيا من دون حب...
    .
    اوشو

    ReplyDelete
  4. "الذي منح “الكرز” طعمه المختلف عن بقية الفواكه..
    ومنح “الأزرق” لونه الشاسع الواسع الممتد العميق لتغار منه بقية الألوان..
    ومنح “النحلة” القدرة على تقديم العسل..
    و“دودة القز” القدرة على صناعة الحرير:
    منحك يا سيدتي الاختلاف عن بقية النساء.
    كأنك... كأنك...
    كأنك ماذا؟ كأنك: أنتِ!
    فلا شبيه لكِ سواكِ."
    ............................................................................
    محمد الرطيان
    ....................

    ReplyDelete
  5. "الحب أشب بمخدر . في البداية ينتابك احساس بالغبطة ، بالاستسلام التام . في اليوم التالي ، تطلب المزيد . لم يصبح إدمانا بعد ، لكنك استحسنت احساسك وتظن أنك قادر على التحكم فيه . تفكر في الحبيب دقيقتين وتنساه ثلاث ساعات ..
    ولكن شيئا فشيئا ، تألف هذا الشخص وتصبح متعلقا به تماما . وإذ ذاك تفكر فيه ثلاث ساعات وتنساه دقيقتين ، وإن لم يكن على مقرب منك ، ينتابك الاحساس نفسه الذي ينتاب المدمنين حين لا يتوفر لهم ما أدمنوه ، ومثل المدمنين الذين يسرقون ويتذللون للحصول على ما يحتاجون إليه ، تجد نفسك مستعدا لأن تفعل أي شيء من أجل الحب"
    ...............................................................................
    على ضفاف نهر بييدرا هناك جلست فبكيت / لــ باولو كويلو
    ..........................................

    ReplyDelete
  6. نفوس البشر كالزهور .. تحتاج منك لرعاية وإهتمام لتشرق بوجهك كالربيع، وإلا ستذبل وتسقط كأوراق الخريف من حياتك!

    ReplyDelete
  7. فى هذا الزمن المجنون"
    أبحث أحياناً عن نفسي
    كي أهرب من ظلمة يأسي
    أمضى كالطيف فألقاها
    تقترب قليلاً .... أعرفها
    يختلط الأمر فلا أدري
    هل أحيا يومي .... أم أمسي
    "أبحث عن شئ يؤنسني

    فاروق جويدة

    ReplyDelete
  8. وهذهِ سنَّة ُ العشَّاقِ ما علقوا
    بِشادِنٍ، فَخَلا عُضْوٌ منَ الألَمِ
    يالائماً لا مني في حبِّهمْ سفهاً
    كُفَّ المَلامَ، فلو أحبَبْتَ لمْ تَلُمِ
    وحُرْمَة ِ الوَصْلِ، والوِدِّالعتيقِ،
    وبالعهدِ الوثيقِ وما قدْ كانَ في القدمِ

    * ابن الفارض *

    ReplyDelete
  9. بسيطة كلماتك أيها المعلم
    بساطة لا يملكها أولئك الذين يتحدون عنك
    إني أفهم صوت نجومك
    وصمت أشجارك
    و أعرف أن قلبي سيتفتح كالزهرة
    وأن حياتي قد أفعمها نبع خفي
    و أغنياتك ...
    مثل طيور قرية الثلج المهجورة
    تطير لتبني عشها في قلبي
    هربا ً من جو ابريل الفاتر
    و إني لسعيد
    بانتظار الموسم الجميل



    彡طاغور彡

    ReplyDelete
  10. الحيرة :
    كلنا نعاني من الحيرة والألم...
    من عدم معرفتنا لأنفسنا...
    من عدم معرفتنا من أين أتينا...
    ولا إلى أين نحن ذاهبون...
    نحن من نكون وما هي الحياة ..
    مامعنى الحياة ؟...
    فالحياة تبدو تافهة لا قيمة لها...
    ونحن نكرر ما نفعلة ولماذا؟...
    يبدو أن لاشئ مميزاً على الإطلاق...
    و الإنسان لا يمكنة العيش...
    دون التعاطي مع أشياء مميزة...
    دون الإحساس بأنة قدم شيئاً مفيدا للعالم...
    دون الإحساس بأن وجوده ضروري...
    وأنة ليس مجرد كائن غير مفيد...
    أنه لم يأت بالصدفة...
    بل أتى الحياة لأنه مطلوب منه أن يأتي...
    لينجز أشياء مهمة ورائعة...
    حين يبدأ المرء بالتساؤل عن مثل هذه الاشياء...
    يكون قد وقع في الحيرة المؤلمة والدائمة...
    .
    اوشو
    .

    ReplyDelete
  11. أن تحب امرأه يعني...
    أن تخوض تجربة حياتية رائعة :
    الحب بين الجنسين حقيقة لانقاش فيها...
    لأنه شعور نابع من القلب...
    وإحساس متفجر من الذات...
    تنتهي عذاباتك وهي بين ذراعيك...
    تشعر بالنار تحرق جسدك كل جسدك...
    وأنت تقبلها ولكن هذا لايحدث...
    حين تكون مع بائعة هوى...
    ماديا كلتا هما متشابهتان أما روحيا" فلا...
    إنهما مختلفتان كل الاختلاف...
    البغاء يعني بيعاًو شراء...
    بينما الحب يعني تعبيرا" عن الروح الإلهية...
    التي حلت في الأنسان...
    يمكنك ساعة تشاء أن تجد بائعة هوى...
    أن تجد عاهره تبيعك جسدها...
    تمنحك لذة عابرة...
    بينما ليس بمقدورك ان تجد حبيبة...
    إلا بعد معاناة من هنا الفلسفه هي المعشوقه...
    والبغاء هو السفسطائيه...
    .
    اوشو
    .

    ReplyDelete
  12. إن كنت...
    بسيطا" ومنفتحا" وحميما"...
    فإنك تخلق جنة من حولك...
    أما إذا كنت منطويا" على ذاتك...
    وتلزم الجانب الدفاعي...
    خشية أن يقرأ أحدهم أفكارك...
    وأحلامك وتحريماتك...
    فأنت تعيش في الجحيم الموجود داخلك...
    إنها ليست مواقع جغرافية...
    بل هي فسحات روحية خاصة بك...
    .
    اوشو
    .

    ReplyDelete
  13. لا شيء!!

    لا شيء يقلق المرأة ..
    كالحلم المتأرجح بين سماء الخيال وأرض الواقع فلا إلى هنا ينتمي ولا إلى هناك

    ولا شيء يجرح المرأة ..
    كصوت ارتطام انكسار كرامتها على أرض رجل ما
    ...
    ولا شيء يكسر المرأة ..
    كاختلاء زوجها بزوجة أخرى بالغوا في تزيينها كي تزف إليه في ليلة عمره الأخرى

    ولا شيء يغير المرأة ..
    كارتطامها بحقيقة بشعة لم تخطر في بال حلمها يوما

    ولا شيء يذبح المرأة ..
    كزفافها إلى مقصلة رجل ما وفي قلبها رجل أخر

    ولا شيء يخدع المرأة ..
    كعين الحب التي تزين لها السيئ وتجمل لها القبيح وتلون لها السواد

    ولا شيء يعري المرأة ..
    كنظرة اشتياق من عين رجل تعشقه حد الجنون

    ولا شيء يلدغ المرأة ..
    كلدغة حبيب عقرب أو رفيقة سوء أفعى

    ولا شيء يهين المرأة ..
    كمقارنات تعقد بينها وبين أخرى ظهرت في حياة من تحب

    ولا شيء يرعب المرأة ..
    كإحساسها بأن حكايتها مؤقتة وأنها حتما مفارقة

    ولا شيء يهزم المرأة ..
    كحنين النهار بعد اللقاء وحنين الليل بعد الفراق

    ولا شيء يربك المرأة ..
    كوقوفها في حضرة رجل يخفق قلبها لذكره وعطره..

    ولا شيء يعيد مراهقة المرأة ..
    كحكاية حب مفاجئة في خريف العمر

    ولا شيء يحيي طفولة المرأة ..
    كتدليلها على يد رجل يهمها أمره..

    ولا شيء يسرق عمر المرأة ..
    كانغماس سنواتها في حكاية بلا أمل

    ولا شيء يطفىء نضارة المرأة ..
    كظلمة الفراق وليالي الفراق وحرقة الفراق

    ولا شيء يطفىء أنوار الكون في عين المرأة ..
    كرحيل رجل كان هو أرضها وسمائها وكونها

    ولا شيء يحير المرأة ..
    كظلم الاختيار بين أمومتها وأنوثتها

    ولا شيء يكسر المرأة ..
    كاكتشاف عجز الأمومة في أنوثتها

    ولا شيء يظلم المرأة ..
    كظلم مصادرة اختيارات قلبها والانتقاء باسم العقل لها

    * شهرزاد*

    ReplyDelete
  14. حين يغمُرك الحزن ، تأمل قلبك من جديد ،
    فسترى أنك في الحقيقة تبكي مما كان يوماً مصدر بهجتك.

    "جبران خليل جبران"

    ReplyDelete
  15. أعتقد بأن الحب لايمكن شراؤه إلا بالحب.

    جون شتاينبك

    ReplyDelete
  16. "قهرني هذا الحب، قهرني لدرجة أنني لم أعد أفكر في شيء غيره، أحببتك إلى درجة أنك كنت كل أحلامي.. لم أُكن بحاجة لحلم آخر.. كنت الحلم الكبير، العظيم، الشهي.. المطمئن.. الذي لا يضاهيه في سموه ورفعته حلم..
    أقاومك بضراوة،
    أقاوم تخليك عني بعنف أحياناً وبضعف أحياناً أخرى،
    أقاوم رغبتك في أن تتركني لأنه لا قُدرة لي على أن أتقبّل تركك إياي..
    أصرخ في وجهك حيناً، وأبكي أمامك حيناً آخر ومخالب الذل تنهش أعماقي..
    مصلوب أنت في قلبي.. فرجُلُ مثلك لا يموت بتقليدية، رجل مثلك يظل على رؤوس الأشهاد.. لا يُنسى ولا يرحل ولا يموت كباقي البشر.."
    ................................................................................
    أثير عبدالله / أحببتك أكثر مما ينبغي
    ..............................

    ReplyDelete
  17. أريد فقط أن أكون أنا , بعطري و ملمسي , لا أريد أن أشبه إلا نفسي , لقد مللت من التنازل عن هويتي كى أرضي الآخرين ...

    *واسينى الاعرج*

    ReplyDelete
  18. يا مينا هل يمكننا أن نحـــب كائنيين فـــي آن واحـــد ؟
    أيكون الحبــيب حبــيباً إن لم يملأ الــقلب كله , ألا ينبغي أن يكون الأول و الأخير و الــــوحيد ؟
    ألا تقوم التي تمثل الــقلب كله بهجر العالم من أجل حبيبها ؟
    فعائلتها بكاملها تغدو ذكرى .... و لا يعود لها إلا نسيب واحد هو الـــــحبيب !
    روحها ليست لها إنما للـــحبيب !
    و إذا احتفظت بشيء ليس له , فهي لا تحبُّ , كلا فهي لا تحب !
    و الــحب بضعف ليس حــباً !
    فكلمة الــحبيب تملؤها غبطة و تجري في شرايينها أشدُّ حمرة من الدم القاني , نظرته نور ينفذ إليها .
    و هي تنصهر به , فحيث يكون الــحبيب يغدو كل شيء جميلاً .. إنه يبعث الدفء في الروح و ينير كل شيء بقربه .
    لا يحس المرء بالبرد أو بعتمة الليل أبداً
    هو حاضر أبداً لايغيب , هو فيينا أبداً , نفكر فيه . و له , و من أجله .
    هــــكذا يا مينا أنا أحـــــــــــبه .
    ...........................................................................
    من رواية سرافيتا / للأديب الفرنسي بلـــزاك
    ...........................

    ReplyDelete
  19. "إذا رأيت رجلا ليس في قلبه امرأة فتأكد أن ما تراه ليس رجلاً ,إنه جثة تريد قبراً.. "

    *عبدالرحمن منيف *

    ReplyDelete
  20. نحن نبكي لأننا نرى تعاسة الأرملة وشقاء اليتيم،
    وأنتم تضحكون لأنكم لا ترون غير لمعان الذهب،
    نحن نبكي لأننا نسمع أنة الفقير وصراخ المظلوم،
    وأنتم تضحكون لأنكم لا تسمعون سوى رنة الأقداح



    彡جبران خليل جبران彡

    ReplyDelete
  21. لا احبكِ كما لو انكِ وردة من ملح.
    او حجر ياقوت، او سهم من قرنفلات تشيع النار:
    احبكِ مثلما تحَبّ بعض الامور الغامضة،
    سرا، بين الظل والروح.
    احبكِ مثل النبتة التي لا تزهر
    وتخبىء في داخلها ضوء تلك الزهور
    وبفضل حبكِ يعيش معتماً في جسدي
    العطر المكثّف الطالع من الارض.
    احبكِ دون ان اعرف كيف، او متى او اين،
    احبكِ بلا مواربة، بلا عُقد وبلا غرور:
    هكذا احبكِ لأني لا اعرف طريقة اخرى
    غير هذه، دون ان اكون او تكوني،
    قريبة حتى ان يدكِ على صدري يدي،
    قريبة حتى اغفو حين تغمضين عينيكِ.

    بابلو نيرودا
    ( ايسلا نيجرا الأعمال الشعرية الكاملة )

    ReplyDelete
  22. عندما كنا نغني معاً أنا و كآبتي..
    كان جيراننا يجلسون إلى نوافذهم مصغين إلى غنائنا..
    لأن غناءنا كان عميقاً كأعماق البحر و غريباً كغرائب الذكرى.


    جبران خليل جبران

    ReplyDelete
  23. ذات مرة كتب طه حسين الى زوجته سوزان يقول: «بدونك اشعر اني اعمى حقا. اما وانا معك، فإني اتوصل الى الشعور بكل شيء، واني امتزج بكل الاشياء التي تحيط بي». وعندما رحل هو عن العالم، كتبت هي تقول: «ذراعي لن تمسك بذراعك ابدا، ويداي تبدوان لي بلا فائدة بشكل محزن، فأغرق في اليأس، اريد عبر عيني المخضبتين بالدموع، حيث يقاس مدى الحب، وامام الهاوية المظلمة، حيث يتأرجح كل شيء، اريد ان ارى تحت جفنيك اللذين بقيا محلقين، ابتسامتك المتحفظة، ابتسامتك المبهمة، الباسلة، اريد ان ارى من جديد ابتسامتك الرائعة.

    *طه حسين*

    ReplyDelete
  24. الحب روح أنت معناه ــــــــــ والحسن لفظ أنت مبناه
    إرحم فؤادا في هواك غدا ــــــــــ مضنى وحماه حمياه
    تمت برؤيتك المنى فحكت ــــــــــ حلما تمتعنا برؤياه
    يا طيب عيني حين آنسها ــــــــــ يا سعد قلبي حين ناجاه




    ــجبران خليل جبران ( الحب روح أنت معناه )

    ReplyDelete
  25. تمت وتم الحسن في وجهها ..... فكل شيء ما خلاها محال
    للناس في شهر هلال ولي .... في وجهها كل صباح هلال


    ـ
    أبو نواس

    ReplyDelete
  26. أقُــولُ وَقَدْ نَاحَـتْ بِقُرْبي حمامَة...أيا جارتا هل تشعرين بحالي ؟
    معاذَ الهوى! ماذقتُ طارقة النوى... وَلا خَطَرَتْ مِنكِ الهُمُومُ ببالِ
    أتحملُ محـزونَ الفـــؤادِ قوادمٌ ...على غصنٍ نائي المسافة ِ عالِ ؟
    أيا جارتا ما أنصفَ الدهــرُ بيننا...تَعَالَيْ أُقَاسِمْكِ الهُمُومَ، تَعَالِي
    تَعَالَيْ تَرَيْ رُوحاً لَدَيّ ضَعِيفَة ً....تَرَدّدُ في جِسْــمٍ يُعَــذّبُ بَالي
    أيَضْحَكُ مأسُورٌ، وَتَبكي طَلِيقَة ٌ...ويسكتُ محزونٌ ، ويندبُ سالِ ؟
    لقد كنتُ أولى منكِ بالدمعِ مقلة ً.. وَلَكِنّ دَمْعي في الحَوَادِثِ غَالِ
    .........................................................................
    //أبو فراس الحمداني//

    ReplyDelete
  27. ما أكثر الذين يتوهمون أنهم يفهموننا لأنهم وجدوا في بعض مظاهرنا شيئا , شبيها بما أختبروه مرّة في حياتهم .
    وليتهم يكتفون بادعائهم معرفة أسرارنا تلك الأسرار التي نحن ذواتنا لا ندركها - ولكنهم يصموننا بعلامات وأرقام ثم يضعوننا على رف من رفوف
    أفكارهم واعتقاداتهم مثلما يفعل الصيدلي بقناني الأدوية والمساحيق”

    *جبران خليل جبران*

    ReplyDelete
  28. لو سألني أحدكم .. ما هي علامات الحب ؟ .. و ما شواهده ؟

    لقلت بلا تردد .. أن يكون القرب من المحبوبة أشبه بالجلوس في التكييف في يوم شديد الحرارة و أشبه باستشعار الدفء في يوم بارد ..

    لقلت .. هي الألفة و رفع الكلفة و أن تجد نفسك في غير حاجة إلى الكذب ..

    و أن يُرفع الحرج بينكما ، فترى نفسك تتصرف على طبيعتك دون أن تحاول أن تكون شيئاً آخر لتعجبها ..

    و أن تصمُتا أنتما الإثنان فيحلو الصمت .. و أن يتكلم أحدكما فيحلو الإصغاء .



    د. مصطفى محمود . .
    من كتاب / أناشيد الإثم و البراءة

    ReplyDelete
  29. حبيبان نحن، إلى أن ينام القمر
    أُحبكِ حُبَّ القوافل واحةَ عشب وماء
    وحب الفقير الرغيف!
    كما ينبت العشب بين مفاصل صخرة
    وجدنا غريبين معاً
    ونبقى رفيقين دوماً.



    mahmoud darwish

    ReplyDelete
  30. أيقظ شعورك بالمحبة إن غفا... لولا الشعور الناس كانوا كالدمى
    أحبب فيغدو الكوخ قصرا نيرا.. وابغض فيمسي الكون سجنا مظلما
    ما الكأس لولا الخمر غير زجاجةٍ .... والمـرءُ لولا الحــب إلا أعظُما
    ...........................................................
    //إيليا أبو ماضي//

    ReplyDelete
  31. هذه عبارة طلب جبران خليل جبران نقشها على قبره .
    ===============================

    "أنا حي مثلكم و أنا الآن إلى جانبكم . أغمضوا عيونكم، انظروا حولكم، وستروني....".

    ReplyDelete
  32. كيفَ اقنعُكَ أنّي لا اريدُ من الحبِ سوى مقعدٍ خشبي نتقاسمُه
    وطريق ٍ طويلٍ نمشيهِ جنبًا الى جنب ،
    ووردةٍ تقطفها لي من حديقةِ داركم ؟
    وهل تصدقني ان قلت ُلك انّ عيوني لا تلمعُ الّا لحنانٍ تجده في عينيك ؟
    ام انكَ لن تصدقَ ولن تقتنع .. لأن من طعنوكَ في القلب لم يتركوا لي منه قطعة ً سليمه واحده تصدقُني بها ...

    واسيني الأعرج

    ReplyDelete
  33. المقتطفات التالية ستكون من كتاب (( عيسى ابن الإنسان )) للأديب المبدع جبــران خليل جبران
    =============================
    بداية أحب أن أذكر ما قاله الأديب المبدع " ميخائيل نعيمة " عن النبي عيسى عليه السلام الذي ذكره جبران في كتابه
    لقد قال ميخائيل :
    _ثمة فروقاً بين يسوع كما جاء ذكره في الإنجيل و يسوع كما تخيله جبران ....
    فيسوع كما في الإنجيل ولد في بيت لحم ... من عذراء .... و يسوع الذي تخليه جبران ولد في الناصرة من رجل و امرأة

    و يسوع كما في الإنجيل يبكي و يتألم ... و يسوع كما ذكره جبران فوق الدموع و فوق الألم

    و يسوع في الإنجيل يظل المساكين و الفقراء بروحه ... و يسوع عند جبران لا يرى غبطة في الفقر

    ويسوع في الإنجيل يهتف على الصليب (( إلهي لماذا تركتنا )) لأنه كما يرى جبران لم يكن قد تغلب بعد على كل ضعف في بشريته .. و يسوع جبران كما تخيله لا ضعف فيه فهو يهتف (( لماذا تركتنا ))

    ----------------------------------------------------
    و ستجد ان هذا الكتاب مقسم الى اقسام و في كل قسم هناك من يتحدث عن اليسوع بطريقته الخاصة .... من محبين وحاقدين
    أما هذه المقتطفات التي اخترناها فقد جرت على لسان متى .. و هي موضوعة في الكتاب تحت عنوان " موعظة الجبل "
    إليكم هذه القتطفات الرائعة من هذا الكتاب الرائع :
    ===============================
    _ طوبى لهؤلاء الذين صفت أرواحهم
    _ و طوبى للذين لا يبيتون أسرى ما يملكون ... لأنهم سوف يضحون أحرارا
    _ وطوبى لمن يذكرون أتراحهم ... و في أتراحهم يرقبون أفراحهم
    _ و طوبى للذين يتضورون جوعا ينشدون الحق و الجمال ... فسيكون لهم من جوعهم الخبز الذين يأكلون , ومن ظمئهم الماء القراح الذي يشربون
    _ طوبى للذين قد طهرت قلوبهم , لأنهم لن يكونوا بعيدا عن الله
    _ و طوبى للرحماء لأن الرحة ستكون جزاءهم
    _ و طوبى للداعيين للسلم فإن أرواحهم سوف تسمو فوق الخصومات و سوف يجعلون من ساحات الخالق جنات و بساتين
    ثم طوبى للذين يقعون فريسة لغيرهم ... فسوف يؤثرون خفة الخطوة و سوف يرزقون أجنحة .
    _ و لقد قيل لكم إن العين بالعين و السن بالسن ’ و لكني أقول لكم : لا تناهضوا الشر , فإن مناهضته غذاء له يهيجه و يذكيه
    الضعاف وحدهم هم الذين يقتصون لأنفسهم و القوي النفس يعفو و يصفح و إنه لشرف لمن أذي أن يصفح
    " فالشجرة المثمرة هي وحدها التي نهزها أو نرميها بالحجارة لنقع على ما نقتات به ".
    ..............................................................................

    ReplyDelete
  34. أحبـــك لا لذاتك بل لما أنا عليه عندما أكون بقـــربك.
    ..........................................................................
    //غابرييل غارسيا ماركيز//

    ReplyDelete
  35. من غرابة التبسيط أنني أحياناً أتعرَّض للظلم والخداع فأضحك ممَّن يظنُّ أنَّني لا أعرف أنَّني ظُلِمْتُ وخُدِعْت...!
    .................................................................
    //جبران خليل جبران//

    ReplyDelete
  36. أنت لست لي .. ولكنّي أحبك .. ما زلت أحبك .. وحنيني إليك يقتلني .. وكرامتي تمنعني وكل شيء يحول بيني وبينك...
    ........................................................................
    //محمود درويش//

    ReplyDelete
  37. والآن جاء دورك
    أيتها المرفرفة حول دفاتري
    كفراشة المصباح
    أو المسمار الضال
    حول خشب الصليب
    ... قد أنسى مواعيد الطعام والشراب والدواء
    وحتى الصلاة والدعاء
    ولكنني لن أنسى قواعد الشوق
    وأبجدية الحنين لك
    ولكل ما يمت لك بصلة


    * محمد الماغوط*

    ReplyDelete
  38. ويطلعُ منْ كتفيَّ نهارٌ عليكَ ..
    ويهبط , حينَ أضُمّكَ , ليلٌ إليكَ
    ولستُ بهذا ولا ذاك ..
    لا لستُ شمساً و لا قمراً
    أنـا امرأةٌ .. لا أقلّ ولا أكثر .

    [محمود درويش]

    ReplyDelete
  39. وقاتــــــــلُ الجســــــمِ مَقتــــــولٌ بِفعلَتِـــــــهِ
    وَقاتــــــــلُ الــــــرُّوحِ لا تَــــدري بِـــهِ البَشَــــرُ



    彡جبران خليل جبران彡

    ReplyDelete
  40. أتمنى أن تبقى حياتي دمعة وابتسامة : دمعة تطهر قلبي و تفهمني أسرار الحياة و غوامضها, و ابتسامة تدنيني من أبناء بجدتي و تكون رمز تمجيدي الآلهة. دمعة أشارك بها منسحقي القلب, و ابتسامة تكون عنوان فرحي بوجودي



    彡جبران خليل جبران彡

    ReplyDelete
  41. وماذا أقول عن رجل أوقفه الله بين امرأتين امرأة تحوك من أحلامه اليقظة وامرأة تحوك من يقظته الأحلام ماذا أقول عن قلب وضعه الله بين سراجين ؟

    ماذا أقول عن هذا الرجل ؟ هل هو كئيب ؟ لا أدري ولكنني أعلم أن الأنانية لا تجاور كآبته ، هل هو سعيد ؟ لا أدري ، ولكنني أعلو أن الأنانية لا تقترب من سعادته . هل هو غريب عن هذا العالم ؟ لا أدري ،

    ولكنني أسألك ما إذا كنت تريدين أن يبقى غريباً عنك ؟ هل هو غريب وليس في الوجود من يعرف كلمة من لغة نفسه ؟ لا أدري ،

    ولكنني أسألك ما إذا كنت لا تريدين محادثته بلغة أنت أعرف الناس بها ؟

    جبران

    ReplyDelete
  42. “ ذات مرة كتب طه حسين الى زوجته سوزان يقول: «بدونك اشعر اني اعمى حقا. اما وانا معك، فإني اتوصل الى الشعور بكل شيء، واني امتزج بكل الاشياء التي تحيط بي».
    وعندما رحل هو عن العالم، كتبت هي تقول: «ذراعي لن تمسك بذراعك ابدا، ويداي تبدوان لي بلا فائدة بشكل محزن، فأغرق في اليأس، اريد عبر عيني المخضبتين بالدموع، حيث يقاس مدى الحب، وامام الهاوية المظلمة، حيث يتأرجح كل شيء، اريد ان ارى تحت جفنيك اللذين بقيا محلقين، ابتسامتك المتحفظة، ابتسامتك المبهمة، الباسلة، اريد ان ارى من جديد ابتسامتك الرائعة..»”

    ReplyDelete
  43. إذا كنت لا ترى غير ما يكشف عنه الضوء ولا تسمع غير ما يُعلنُ عنه الصوت، فأنت في الحق لا تبصر ولا تسمع."

    جبران خليل جبران

    ReplyDelete
  44. ماري.. تقولين لي انك تخافين الحب. لماذا تخافينه يا صغيرتي؟ اتخافين نور الشمس؟ أتخافين مد البحر؟ أتخافين طلوع الفجر؟ أتخافين مجيء الربيع؟ لما يا ترى تخافين الحب؟
    أنا اعلم أن القليل في الحب لا يرضيك، كما أعلم ان القليل في الحب لا يرضيني. أنت وأنا لا ولن نرضى بالقليل. نحن نريد الكثير. نحن نريد كل شيء. نحن نريد الكمال. أقول يا ماري إن في الإرادة الحصول، فإذا كانت إرادتنا ظلا من أظلال الله فسوف نحصل بدون شك على نور من أنوار الله.
    (...) اسمعي يا ماري: أنا اليوم في سجن من الرغائب. وقد ولدت هذه الرغائب عندما ولدت. وأنا اليوم مقّيد بقيود فكرة قديمة، قديمة كفصول السنة. فهل تستطيعين الوقوف معي في سجني حتى نخرج الى نور النهار؟ وهل تقفين الى جانبي حتى تنكسر هذه القيود فنسير حرّين طليقين نحو قمة جبلنا؟
    والآن قربي جبهتك... قربي جبهتك الحلوة .. كذا.. كذا. والله يباركك والله يحرسك يا رفيقة قلبي الحبيبة
    ______________________________

    لا تخافي الحب يا صغيرتي

    ReplyDelete
  45. أنت أيها الغريب

    أنا وأنت سجينان من سجناء الحياة, وكما يُعرَف

    السجناء بأرقامهم يُعرَف كلُّ حي باسمهِ.

    - بنظرك النافذ الهادئ تذوقتُ غبطة من لهُ عينٌ

    ترقبه وتهتم به. فصرت ما ذكرتك إلاّ ارتدت نفسي

    بثوب فضفاض من الصلاح والنبل والكرم, متمنية أن

    أنثر الخير والسعادة على جميع الخلائق.

    لي بك ثقةٌ موثوقة, وقلبي العتيُّ يفيض دموعًا.

    سأفزع إلى رحمتك عند إخفاق الأماني, وأبثك شكوى

    أحزاني – أنا التي تراني طروبة طيارة.

    وأحصي لك الأثقال التي قوست كتفيَّ وحنت

    رأسي منذ فجر أيامي – أنا التي أسير محفوفة

    بجناحين متوجة بإكليل.

    وسأدعوك أبي وأمي متهيبة فيك سطوة الكبير

    وتأثير الآمر.

    وسأدعوك قومى وعشيرتى, أنا التي أعلم أن

    هؤلاء ليسوا دوامًا بالمحبين.

    وسأدعوك أخي وصديقي, أنا التي لا أخ لي ولا

    صديق.

    وسأطلعك على ضعفي واحتياجي إلى المعونة, أنا

    التي تتخيل فىَّ قوة الأبطال ومناعة الصناديد.

    وسأبين لك افتقاري إلى العطف والحنان, ثم أبكى

    أمامك, وأنت لا تدري .

    وسأطلب منك الرأي والنصيحة عند ارتباك فكري

    واشتباك السبل.

    كل ذلك, وأنت لا تعلم!

    سأستعيد ذكرك متكلمًا في خلوتي لأسمع منك

    حكاية غمومك وأطماعك وآمالك. حكاية البشر

    المتجمعة في فرد أحد.

    وسأتسمع إلى جميع الأصوات علِّي أعثر على

    لهجة صوتك.

    وأشرِّح جميع الأفكار وأمتدح الصائب من الآراء

    ليتعاظم تقديري لآرائك وأفكارك.

    وسأتبين في جميع الوجوه صور التعبير والمعنَى

    لأعلم كم هي شاحبة تافهة لأنها ليست صور تعبيرك

    ومعناك.

    وسأبتسم في المرآة ابتسامتك.

    فى حضورك سأتحول عنك إلى نفسي لأفكر فيك,

    وفى غيابك سأتحول عن الآخرين إليك لأفكر فيك.

    سأتصورك عليلاً لأشفيك, مصابًا لأعزيك,

    مطرودًا مرذولاً لأكون لك وطنًا وأهل وطن, سجينًا

    لأشهدك بأي تهور يجازف الإخلاص, ثم أبصرك

    متفوقاً فريدًا لأفاخر بك وأركن إليك.

    وسأتخيل ألف ألف مرة كيف أنت تطرب, وكيف

    تشتاق, وكيف تحزن, وكيف تتغلب على عاديّ

    الانفعال برزانة وشهامة لتستسلم ببسالة وحرارة إلاّ

    الانفعال النبيل. وسأتخيل ألف ألف مرة إلى أي درجة

    تستطيع أنت أن تقسو, وإلى أي درجة تستطيع أنت أن

    ترفق لأعرف إلى أي درجة تستطيع أنت أن تحب.

    وفى أعماق نفسي يتصاعد الشكر لك بخورًا لأنك

    أوحيت إليّ ما عجز دونه الآخرون.

    أتعلم ذلك, أنت الذي لا تعلم? أتعلم ذلك, أنت

    الذي لا أريد أن تعلم?

    ——————
    مى زيادة
    من كتاب (ظلمات وأشعة)

    ReplyDelete
  46. "الحياة ظلام إلا إذا كان هناك أمل، و الأمل ضرير إلا إذا سبقته المعرفة، و كل معرفة بلا جدوى إذا لم يرافقها العمل، و كل عمل سوف يضيع إذا لم يمتزج بالحب !"


    جبران خليل جبران

    ReplyDelete
  47. ان الساقية الصغيرة لا تفقد معناها قرب النهر الكبير . بل ان جمال تدفقه يكسب ضعفها قوة .. وتعطيها جيرته مجداً وفخراً ….. ليس الرجل وحده الانسان ولا هو المرأة وحدها .. بل هما الانسان .. والانسان هما .. كل جنس دون اخيه نصف فقط .. ولا يصير عددا كاملا الا اذا اضيف اليه النصف الآخر .. لا صحة للمرء الا بسلامة دماغه وقلبه .. ولا سعادة للرجل الا بسعادة المرأة….. المراة الراقية وحدها تعرف ان لها فخراً رئيسيا واحداً وهو ان تكون أماً بكل معنى الكملة وبجميع المعاني التي تحملها الكلمة .. وهي وحدها تعرف انها كانت الى اليوم والدة الجسد فقط .. وتحاول ان تصبح ام الروح ايضاً .. ام العواطف .. وام الافكار .. وام الميول .. والمهذبة الكبرى والصديقة العظمى.

    ______________________________

    مي زيادة * كلمات وإشارات*
    ...

    ReplyDelete
  48. "وقد تلتقي بين صباحك ومسائك رجلين فيخاطبك الأول وفي صوته أهازيج العاصفة وفي حركاته هول الجيش أما الثاني فيحدثك متخوفا"وجلا"بصوت مرتعش وكلمات متقطعة , فتعزو العزم والشجاعة إلى الأول , والوهن والجبن إلى الثاني , غير أنك لو رأيتهما وقد دعتهما الأيام إلى لقاء المصاعب , أو إلى الاستشهاد في سبيل مبدأ, لعلمت أن الوقاحة المبهرجة ليست ببسالة والخجل الصامت ليس بجبانة."


    جبران خليل جبران

    ReplyDelete
  49. قبل أن تمزقنا ظلما أظافر الحياة نشفق على الذين يموتون ونحسبهم محرومين من جمال الكون وهناء العمر وبعدئذ .. بعدئذ يوم تقسو الحياة على شبابنا وقلوبنا وأفكارنا وآمالنا نغبط الذين مضوا ونعلم أنهم من المختارين المحبوبين
    ___________________________
    مي زيادة

    ReplyDelete
  50. ما أوحش غربتى في ليل عيدك فهو عيدك فهل أندب حظي أم أبكي أملي و احتراقي أم أخذ مكان صيامك و أتعبد في مذبحك أم اركع و أسجد و استخير عند محراب أمالي

    جبران

    ReplyDelete
  51. وليس بين عناصر النفس عنصر أمر من القنوط .. ليس في الحياة شيء أصعب من أن يقول المرء لنفسه " لقد غُلبت " ..
    والقنوط يا مي جزر لكل مد في القلب .. والقنوط يا مي عاطفة خرساء .. لذلك كنت أجلس أمامك في الشهور الأخيرة وأنظر طويلاً إلى وجهك بدون أن أنبث ببنت شفة .. لذلك لم أكتب بدوري .. لذلك كنت أقول في سري ( لم يبق لي دور) ..
    ولكن في قلب كل شتاء ربيع يختلج , ووراء نقاب كل ليل صباح يبتسم ..

    جبران خليل جبران
    الشعلة الزرقاء - رسائل جبران إلى ميّ

    ReplyDelete
  52. إذا الحب أومأ إليكم فاتبعوه حتى وإن كانت مسالكه وعرة وكثيرة المزالق ، وإذا الحب لفكم بجناحيه فاطمئنوا إليه، حتى وإن جرحتكم النصال المخبوءة تحت قوادمه ،وإذا الحب خاطبكم فصدقوه ، حتى وإن عبث صوته بأحلامكم كما تعبث ريح الشمال بأزهار الحديقة . ومثلما يتسلق الحب أعاليكم فيدغدغ أغصانكم اللدنة المرتعشة في الشمس ، هكذا ينحدر إلى أعماقكم فيهز جذوركم في الأرض هزاً عنيفاً .
    والحب يجمعكم إليه كما يجمع الحاصد السنابل ثم يدرسكم ليعريكم ، ثم يغربلكم لينقيكم من إحساسكم ، ثم يطحنكم طحناً ، ثم يعجنكم عجناً ، ومن بعدها يتعهدكم بناره كيما يجعل منكم خبزاً لوليمة .
    كل ذلك يفعله الحب فيكم ، كيما تنكشف لكم أسرار قلوبكم فتصبحوا بعضاً من قلب الحياة .
    إلا أنكم إذا ما ساوركم الخوف من متاعب الحب وآلامه ، فرحتم تبتغون سلامه وهناءه لا غير ، فخير لكم إذ ذاك أن تستروا عريكم ، وأن تبرحوا بيدر الحياة ، ثم أن تعودوا إلى العالم الذي انعدمت فيه الفصول ، حيث تضحكون ، ولكن بعض ضحكم لا كله ، وحيث تبكون ، ولكن من غير أن تذرفوا كل ما في مآقيكم من دموع .
    الحب لا يُعطي إلا نفسه ولا يأخذ إلا من نفسه .
    والحب لا يملك ، ولا يطيق أن يكون مملوكاً، وحسب الحب أنه حب .
    ولا يخطرن لكم في بال أن في مستطاعكم توجيه الحب ، بل إن الحب إذا وجدكم مستحقين ، هو الذي يوجهكم .
    ليس للحب من رغبة إلا أن يتمم نفسه .
    بيد أنكم إذا أحببتم ، وكان لابد لكم من رغبات ، فلتكن هذه رغباتكم :
    إن تذوبوا في الحب تصبحوا كالجدول الجاري الذي ينشد الليل أناشيده
    وأن تعرفوا ألم العطف المتناهي
    وأن تفهموا الحب فهما يجرحكم في الصميم ، فتدمى جراحكم عن رضا منكم وعن سرور
    وان تستيقظوا عند الفجر بقلوب مجنحة ، شاكرين الله على نهار جديد من الحب
    _________________________

    من المجموعة المعربة *جبران خليل جبران*

    ReplyDelete
  53. مامعنى هذا الذي اكتبه ؟ اني لا أعرف ماذا أعني به ! ولكني أعرف انك ” محبوبي ” , وأني أخاف الحب , أقول هذا مع علمي بأن القليل من الحب كثير .. الجفاف والقحط واللا شيء بالحب خير من النزر اليسير , كيف أجسر على الأفضاء اليك بهذا , وكيف أفرّط فيه ؟ لا أدري , الحمدلله اني اكتبه على ورق ولا أتلفّظ به, لأنك لو كنت حاضراً بالجسد لهربت خجلاً بعد هذا الكلام , ولاختفيت زمناً طويلاً , فما أدعك تراني الا بعد أن تنسى .. حتى الكتابة ألوم نفسي عليها احياناً لأني بها حرة كل هذه الحريه .. قلي ماأذا كنت على ضلال أو هدى .. فأني أثق بك , وأصدق بالبداهه كل ماتقول ..! وسواء كنت مخطئه فان قلبي يسير اليك

    - مي إلياس زيادة إلى جبران خليل جبران

    ReplyDelete
  54. وسرور الحب وهْمٌ لا يطول
    وجمال الحبّ ظل لا يقيـم
    وعهود الحب أحلام تـزول
    عندما يستيقظ العقل السليم

    — جبران خليل جبران

    ReplyDelete
  55. إن السماء قد وضعت في يدي كأساً مفعمة بالخل و العلقم و قد تجرعتها صرفاً و لم يبق غير قطرات قليلة سوف أشربها متجلدة لأرى ما في قعر الكأس من الأسرار و الخفايا .
    أما تلك الحياة الجديدة العلوية المكتنفة بالمحبة و الراحة و الطمأنينة فأنا لا أستحقها ولا أقوى على احتمال أفراحها و ملذاتها ،
    لأن الطائر المكسور الجناحين يدب متنقلاً بين الصخور و لكنه لا يستطيع أن يسبح محلقاً في الفضاء ،
    و العيون الرمداء تحلق في الأشياء الضئيلة و لكنها لا تقوى على النظر إلى الأنوار الساطعة ،
    فلا تحدثني عن السعادة فأن ذكرها يؤلمني كالتعاسة ، ولا تصور لي الهناء فإن ظله يخيفني كالشقاء

    جبران خليل جبران

    ReplyDelete
  56. لي من نفسي صديق يعزيني إذا ما اشتدت خطوب الأيام
    و يؤاسيني عندما تلم مصائب الحياة
    ومن لم ير مؤنسا من ذاته مات قانطا
    لان الحياة تنبثق من داخل الإنسان و لن تجيء مما يحيط به ...

    جبــــران خليــل جبران

    ReplyDelete
  57. “للكآبة أيد حريرية الملامس قوية الأعصاب تقبض على القلوب وتؤلمها بالوحدة فالوحدة حليفة الكآبة كما أنها أليفة كل حركة روحية”
    جبران خليل جبران ـ الأجنحة المتكسرة صـ12

    ReplyDelete
  58. نفسي فتسير أمامي إلى حيث لا أدري, باحثة عن

    أمور لا أفهمها, قابضة على أشياءَ لا حاجة لي بها.

    وعندما يجيء المساء, أعود وأضطجع على فراشي

    المصنوع من ريش النعام وشوكِ القَتَاد, فتراودني أفكار

    غريبة, وتتناوبني ميول مزعجة, مفرحة, موجعة, لذيذة...

    وعندما ينتصف الليل تدخل عليّ, من شقوق الكهف,

    أشباح الأزمنة الغابرة,

    وأرواح الأمم المنسية...

    فأحدّق إليها وتحدّق إليّ,

    وأخاطبها مستفهمًا فتجيبني مبتسمة.

    ثم أحاول القبض عليها فتتوارى مضمحلة كالدخان.

    أنا غريب في هذا العالم.

    أنا غريب وليس في الوجود من يعرف كلمة من لغة نفسي.


    جبران

    ReplyDelete
  59. الكلمَةُ التّي لا تموتُ , تختبئ فِي قُلوبنَا وكُلّما حَاولنا أنّ نَلفِظهَا تبدّلت أصواتنا كأنّ الهَواء لم يُتمّ استعدادهُ لتلّقي نبراتهَا...!

    — مي زيادة

    ReplyDelete
  60. أرى أن أخبار الأفراح التي يطنطن بها الناس كالنواقيس, ومظاهر الحداد التي ينشرونها كالأعلام, إنما هي بقايا همجية قديمة من نوع تلك العادة التي تقضي بحرق المرأة الهندية حيةً قرب جثة زوجها. وإِني لعلى يقينٍ من أنه سيجىءُ يومٌ فيه يصير الناس أتم أدبًا من أن يقلقوا الآفاق بطبول مواكب الأعراس والجنازات, وأسلم ذوقًا من أن يحدثوا الأرض وساكنيها أنه جرى لأحدهم ما يجري لعباد الله أجمعين من ولادةٍ وزواجٍ ووفاة.
    وتمهيدًا لذلك اليوم الآتي أحيِّي الآن كلَّ متشّحٍ بالسواد; أما السعداء فلهم من نعيمهم ما يغنيهم عن السلامات والتحيات.
    أحيِّي الذين يبكون بعيونهم, وأولئك الذين يبكون بقلوبهم: أحيِّي كلَّ حزين, وكل منفردٍ, وكل بائسٍ, وكل كئيب. أحيِّي كلاًّ منهم متمنية له عامًا مقبلاً أقلَّ حزنًا وأوفر هناء من العام المنصرم.
    نعم, للحزين وحده يجب أن يقال: (عام سعيد)!

    مي زيادة

    ReplyDelete
  61. إن النفس الحزينة المتألمة تجد راحة بانضمامها إلى
    نفس أخرى تماثلها بالشعور و تشاركها بالإحساس
    مثلما يستأنس الغريب بالغريب في أرض بعيدة عن
    وطنهما..
    فالقلوب التي تدنيها أوجاع الكآبة بعضها من بعض لا
    تفرقها بهجة الأفراح و بهرجتها .
    فرابطة الحزن أقوى في النفوس من روابط الغبطة و
    السرور .
    و الحب الذي تغسله العيون بدموعها يظلّ طاهراً
    وجميلاً و خالداً


    جبران خليل جبران

    ReplyDelete
  62. سأتخيل ألف مرة إلى أي درجة تستطيع أنت أن تقسو , وإلى أي درجة تستطيع أنت أن ترفق لأعرف إلى أي درجة تستطيع أنت أن تحب

    —مي زيادة

    ReplyDelete
  63. ما أكثرها عادات تقيِّدنا في جميع الأحوال فتجعلنا من المهد إلى اللحد عبيدًا! نتمرّدُ عليها ثم ننفِّذ أحكامها مرغمين, ويصح لكل أن يطرح على نفسه هذا السؤال: (أتكون هذه الحياة (حياتي) حقيقة وأنا فيها خاضع لعادات واصطلاحات أسخر بها في خلوتي, ويمجُّها ذوقي, وينبذها منطقي, ثم أعود فأتمشى على نصوصها أمام البشر
    _______________________________________________
    مي زيادة

    ReplyDelete
  64. يقول : جبران خليل جبران

    “ أنت أقرب الناس إلى روحي , أنتِ أقرب الناس إلى قلبي ونحن لم نتخاصم قط بروحينا أو بقلبينا.
    لم نتخاصم بغير الفكر والفكر شيءٌ مكتسب , شيءٌ نقتبسه من المحيط , من المرئيات , من مآتي الأيام . أما الروح والقلب فقد كانا فينا جوهريين علويين قبل أن نفتكر.”

    ReplyDelete
  65. أما قولك ” ما أسعدك أنت القانع بفنك ” فقد جعلني أفتكر طويلاً , لا يا ميّ لست بقانع و لا أنا بسعيد . في نفسي شيء لا يعرف القناعة و لكنه ليس كالطمع , و لا يدري ما السعادة غير أنه لا يشابه التعاسة . في أعماقي خفقان دائم وألم مستمر و لكنني لا أريد إبدال هذا و لا تغيير ذاك – و من كان هذا شأنه فهو لا يعرف السعادة و لا يدري ما هي القناعة و لكنَّه لا يشكو لأن في الشكوى ضرباً من الراحة و شكلاً من التفوق .

    -من رسائل جبران خليل جبران إلى مي إلياس زيادة

    ReplyDelete
  66. تكسونا الحياة كرداء سحرى لا تبلى خيوطه وتحضننا السماء فنحن فيها مقيمون قبل الحياة وبعد الموت، والجحيم والفردوس فى نفوسنا يتناوبان.. تغزونا الحياة فى الاندحار وفى الانتصار، فنحن أبطالها ونحن ضحاياها سواء أشئنا أم لم نشأ.. نحن نخلد الحياة بفنائنا وهى تفنينا بخلودها.. ونحن أبداً كذلك حتى تثلج الشموس وتضمحل قوى العناصر وتتفكك عرى الأكوان سابحة فى الفناء الأنور، فى البقاء الأوحد، فى حضن الله.

    مي زيادة - ظلمات وأشعة

    ReplyDelete
  67. لن يسعك أن تحكم على الآخرين إلا بما تُمليه عليك معرفتك لذاتك.. والآن خبّرنى: أيـُّنا البرىء وأيـُّنا المذنب؟

    جبران خليل جبران - رمل وزبد

    ReplyDelete
  68. يقولون إن الغباوة مهد الخلو والخلو مرقد الراحة ــ وقد يكون ذلك صحيحاً عند الذين يولدون أمواتاً ويعيشون كالأجساد الهامدة الباردة فوق التراب، ولكن إذا كانت الغباوة العمياء قاطنة في جوار العواطف المستيقظة تكون الغباوة أقصى من الهاوية وأمر من الموت.
    والصبي الحساس الذي يشعر كثيراً ويعرف قليلاً هو أتعس المخلوقات أمام وجه الشمس لأن نفسه تظل واقفة بين قوتين هائلتين متباينتين: قوة خفية تحلق به السحاب وتريه محاسن الكائنات من وراء ضباب الأحلام، وقوة ظاهرة تقيده بالأرض وتغمر بصيرته بالغبار وتتركه ضائعاً خائفاً في ظلمة حالكة.

    جبران خليل جبران

    ReplyDelete
  69. أجمل ثلاث نساء في العالم أمـي وظلهـا وانعكاس مرآتها..
    ..............................................................
    جبران خليل جبران

    ReplyDelete
  70. فما أتعس القلوب الشديدة التأثر ! وما أمر الجرح الصغير الذي يفتح جراحات كبيرات !

    مي زيادة

    ReplyDelete
  71. الحبُّ في الناس أشكالٌ و أكثرها
    كالعشب في الحقل لا زهرٌ و لا ثمرُ
    و أكثرُ الحبِّ مثلُ الراح ايسرهُ
    يُرضي و أكثرهُ للمدمنِ الخطرُ
    و الحبُّ ان قادتِ الاجسامُ موكبهُ
    الى فراش من الاغراض ينتحرُ
    كأنهُ ملكٌ في الاسر معتقلٌ
    يأبى الحياة و أعوان له غدروا
    .................................................................
    جبران خليل جبران

    ReplyDelete
  72. أنا لا أتجاهل، أنا فقط أحاول أن تبقى روحي بعيدة لكي لا تتعلق بشيء تحبه اليوم ويزول غدًا٠

    جبران خليل جبران

    ReplyDelete
  73. إن قلب المرأة لا يتغير مع الزمن ولا يتحول مع الفصول . قلب المرأة ينازع طويلا و لكنه لا يموت . قلب المرأة يشابه البرية التي يتخذها الإنسان ساحة لحروبه ومذابحه , فهو يقتلع أشجارها و يحرق أعشابها و يلطخ صخورها بالدماء و يغرس تربتها بالعظام و الجماجم , و لكنها تبقى هادئة ساكنة مطمئنة و يظل فيها الربيع ربيعا و الخريف خريفا إلى نهاية الدهور


    من كتاب الأجنحة المتكسرة ...... جبران خليل جبران

    ReplyDelete
  74. كما تجذب الأجرام السماوية بعضها بعضاً بالجاذبية الأبدية كذلك تجذب الأرواح المتآلفة بعضها بعضاً وترتبط الواحدة بالأخرى برباط الحب الأبدي .


    إبتسامات ودموع ....... مي زيادة

    ReplyDelete
  75. ليس الرجل وحده الانسان ولا هو المرأة وحدها .. بل هما الانسان .. والانسان هما .. كل جنس دون اخيه نصف فقط .. ولا يصير عددا كاملا الا اذا اضيف اليه النصف الآخر .. لا صحة للمرء الا بسلامة دماغه وقلبه .. ولا سعادة للرجل الا بسعادة المرأة .

    كلمات واشارات .. مي زيادة

    ReplyDelete
  76. الكلام في الفضاء وما وراءه. وعلى الأرض وتحتها.
    الكلام على أجنحة الأثير، وفي أمواج البحر، وفي الغابات والكهوف، وفوق قمم الجبال.
    الكلام في كل مكان! فإلى أين يذهب من يريد الهدوء والسكينة؟
    أيوجد في العالم طائفة من الخرسان لأنتمي إليها؟ هل يرحمني الله ويمنحني موهبة الطرش، فأحيا سعيداً في جنة السكون الأبدي؟
    أليس على وجه البسيطة قرنة خالية من شقشقة اللسان وبلبلة الألسنة، حيث الكلام لا يباع ولا يشرى، ولا يعطى ولا يؤخذ؟
    ليت شعري أبين سكان الأرض من لا يعبد نفسه متكلماً؟

    جبران خليل جبران ـ مناجاة أرواح

    ReplyDelete
  77. من تُحب ليس “ نصفك ” الآخر هو أنت كلّك في مكان آخر.. في نفس الوقت

    جبران خليل جبران

    ReplyDelete
  78. أنتَ أيها الغرِيب .. مي زيادة


    أنتَ أيها الغريب

    أنا وأنت سجينان من سجناء الحياة, وكما يُعرَف السجناء بأرقامهم يُعرَف كلُّ حي باسمهِ.

    بنظرك النافذ الهادئ تذوقتُ غبطة من لهُ عينٌ


    ترقبه وتهتم به. فصرت ما ذكرتك إلاّ ارتدت نفسي


    بثوب فضفاض من الصلاح والنبل والكرم, متمنية أن


    أنثر الخير والسعادة على جميع الخلائق.


    لي بك ثقةٌ موثوقة, وقلبي العتيُّ يفيض دموعًا.


    سأفزع إلى رحمتك عند إخفاق الأماني, وأبثك شكوى


    أحزاني - أنا التي تراني طروبة طيارة.


    وأحصي لك الأثقال التي قوست كتفيَّ وحنت


    رأسي منذ فجر أيامي - أنا التي أسير محفوفة


    بجناحين متوجة بإكليل.


    وسأدعوك أبي وأمي متهيبة فيك سطوة الكبير


    وتأثير الآمر.


    وسأدعوك قومى وعشيرتى, أنا التي أعلم أن هؤلاء ليسوا دوامًا بالمحبين.


    وسأدعوك أخي وصديقي, أنا التي لا أخ لي ولا صديق.



    وسأطلعك على ضعفي واحتياجي إلى المعونة, أنا


    التي تتخيل فىَّ قوة الأبطال ومناعة الصناديد.


    وسأبين لك افتقاري إلى العطف والحنان, ثم أبكى


    أمامك, وأنت لا تدري .



    وسأطلب منك الرأي والنصيحة عند ارتباك فكري

    واشتباك السبل.


    كل ذلك, وأنت لا تعلم!


    سأستعيد ذكرك متكلمًا في خلوتي لأسمع منك


    حكاية غمومك وأطماعك وآمالك. حكاية البشر
    المتجمعة في فرد أحد.

    وسأتسمع إلى جميع الأصوات علِّي أعثر على
    لهجة صوتك.


    وأشرِّح جميع الأفكار وأمتدح الصائب من الآراء



    ليتعاظم تقديري لآرائك وأفكارك.


    وسأتبين في جميع الوجوه صور التعبير والمعنَى


    لأعلم كم هي شاحبة تافهة لأنها ليست صور تعبيرك


    ومعناك.


    وسأبتسم في المرآة ابتسامتك.


    فى حضورك سأتحول عنك إلى نفسي لأفكر فيك,



    وفى غيابك سأتحول عن الآخرين إليك لأفكر فيك.


    سأتصورك عليلاً لأشفيك, مصابًا لأعزيك,


    مطرودًا مرذولاً لأكون لك وطنًا وأهل وطن, سجينًا


    لأشهدك بأي تهور يجازف الإخلاص, ثم أبصرك


    متفوقاً فريدًا لأفاخر بك وأركن إليك.


    وسأتخيل ألف ألف مرة كيف أنت تطرب, وكيف


    تشتاق, وكيف تحزن, وكيف تتغلب على عاديّ


    الانفعال برزانة وشهامة لتستسلم ببسالة وحرارة إلاّ


    الانفعال النبيل. وسأتخيل ألف ألف مرة إلى أي درجة


    تستطيع أنت أن تقسو, وإلى أي درجة تستطيع أنت أن


    ترفق لأعرف إلى أي درجة تستطيع أنت أن تحب.


    وفى أعماق نفسي يتصاعد الشكر لك بخورًا لأنك


    أوحيت إليّ ما عجز دونه الآخرون.


    أتعلم ذلك, أنت الذي لا تعلم? أتعلم ذلك, أنت


    الذي لا أريد أن تعلم?]

    ReplyDelete
  79. وقد تلتقي بين صباحك ومسائك رجلين فيخاطبك الأول وفي صوته أهازيج العاصفة وفي حركاته هول الجيش أما الثاني فيحدثك متخوفا"وجلا"بصوت مرتعش وكلمات متقطعة , فتعزو العزم والشجاعة إلى الأول , والوهن والجبن إلى الثاني , غير أنك لو رأيتهما وقد دعتهما الأيام إلى لقاء المصاعب , أو إلى الاستشهاد في سبيل مبدأ, لعلمت أن الوقاحة المبهرجة ليست ببسالة والخجل الصامت ليس بجبان
    .
    جبران خليل جبران

    ReplyDelete
  80. الحــــــب : تجربة إنسانية معقدة … وهو أخطر وأهم حدث يمر في حياة الإنسان لأنه يمس صميم شخصيته وجوهره ووجوده … فيجعله يشعر وكأنه ولد من جديد .

    لـ جبران خليل جبران

    ReplyDelete
  81. "الحب لا يعطي إلا من نفسه، ولا يأخذ إلا من نفسه .
    و الحب لا يملك ، و لا يطيق أن يكون مملوكاً ،
    و حسب الحب أنه حب .
    إذا أحب أحدكم فلا يقولن :"إن الله في قلبي" و ليقل بالأحرى :"إنني في قلب الله" .
    ولا يخطرن لكم ببال أن في مستطاعكم توجيه الحب بل إن الحب ، إذا وجدكم مستحقين ، هو الذي يوجهكم ."
    جبران خليل جبران / من كتاب النبي

    ReplyDelete
  82. " الاعتقاد شيء و العمل به شيء آخر . كثيرون هُم الذين يتكلّمون كالبحر أما حياتهم فشبيهةٌ بالمُستنقعات . كثيرون هُم الذي يرفعون رؤوسهم فوق قِمم الجبال أما نفوسهم فتبقى هاجعة في ظلمة الكهوف "

    ( جُبران خليل جُبران )

    ReplyDelete
  83. الكلمَةُ التّي لا تموتُ , تختبئ فِي قُلوبنَا وكُلّما حَاولنا أنّ نَلفِظهَا
    تبدّلت أصواتنا كأنّ الهَواء لم يُتمّ استعدادهُ لتلّقي نبراتهَا

    مي زيادة

    ReplyDelete
  84. يقول بعض الناس يامى أنني من " الخياليين " ، وأنا لا أعرف ماذا يعنون بهذه الكلمة ولكنني أعرف أنني لست بخيالي إلى درجة الكذب على نفسي . ولو حاولت الكذب على نفسي فنفسي لا تصدقني .

    النفس يا ميّ لا ترى في الحياة إلا ما بها ، ولا تؤمن إلا باختباراتها الخصوصية ، وإذا ما اختبرت أمراً صار غصناً في شجرتها .

    وأنا قد اختبرت أمراً في العام الغابر . قد اختبرته ولم أتخيله . اختبرته مرات عديدة . اختبرته بنفسي وعقلي وحواسي . اختبرته وكان بقصدي أن أكتمه كشيء خصوصي . ولكنني لم أكتمه بل أظهرته لصديقة لي .

    أظهرته لها لأنني شعرت إذ ذاك بحاجة ماسة إلى إظهاره . وهل تعلمين ماذا قالت لي صديقتي ؟ قالت لي على الفور " هذا نشيد غنائي "

    لو قيل لوالدة تحمل طفلها على منكبيها " هذا تمثال من الخشب وأنت تحملينه " بعياقة " فبماذا يا ترى تجيب تلك الوالدة ؟ وبماذا تشعر ؟
    جبران

    ReplyDelete
  85. “إن أعذب ما تحدثه الشفاه البشرية هو لفظة (الأم) وأجمل مناداة هي: يا أمي. كلمة صغيرةٌ كبيرة مملوءة بالأمل والحبّ والانعطاف وكل ما في القلب البشري من الرِّقَّة والحلاوة والعذوبة. الأم هي كل شيء في هذه الحياة، هي التعزية في الحزن، والرَّجاء في اليأس، والقوة في الضعف، هي ينبوع الحنو والرأفة والشفقة والغفران، فالذي يفقد أمه يفقد صدراً يسند إليه رأسه ويداً تباركه وعيناً تحرسه...”

    "الأجنحة المتكسرة" لجبران خليل جبران

    ReplyDelete
  86. باطلة هي الاعتقادات و التعاليم التي تجعل الإنسان تعسا في حياته، و كذّابة هي العواطف التي تقوده إلى اليأس والحزن و الشقاء. لأن واجب الإنسان أن يكون سعيداً و أن يعلم سُبل السعادة و يهدي الناس إليها أينما كان"
    ..
    جبران خليل جبران / الأرواح المتمرد

    ReplyDelete
  87. ما أكثر الذين يتوهمون أنهم يفهموننا لأنهم وجدوا في بعض مظاهرنا شيئا , شبيها بما أختبروه مرّة في حياتهم . وليتهم يكتفون بادعائهم معرفة أسرارنا تلك الأسرار التي نحن ذواتنا لا ندركها - ولكنهم يصموننا بعلامات وأرقام ثم يضعوننا على رف من رفوف أفكارهم واعتقاداتهم مثلما يفعل الصيدلي بقناني الأدوية والمساحيق"

    .
    جبران خليل جبران

    ReplyDelete
  88. إن عذاب النفس بثبات أمام المصاعب والمتاعب لهو أشرف من
    تقهقرها إلى حيث الأمن والطمأنينة فالفراشة التي تظل مرفرفة حول السراج حتى تحترق هي أسمى من الخلد الذي يعيش براحة وسلامة في نفقه المظلم..
    ..........................................................
    جبران خليل جبران

    ReplyDelete
  89. يسَ في الغاباتِ حزنٌ لا، و لا فيها الهمومْ
    فإذا هبَّ نسيمٌ لم تجىءْ معَهُ السمومْ
    ليسَ حزنُ النفسِ إلا ظلُّ وهمٍ لا يدومْ
    و غيومُ النفسِ تبدو من ثناياها النجومْ
    ~
    جبران خليل جبران

    ReplyDelete
  90. "إن أعذب ما تحدثه الشفاه البشرية هو لفظة (الأم) وأجمل مناداة هي: يا أمي. كلمة صغيرةٌ كبيرة مملوءة بالأمل والحبّ والانعطاف وكل ما في القلب البشري من الرِّقَّة والحلاوة والعذوبة.
    الأم هي كل شيء في هذه الحياة، هي التعزية في الحزن، والرَّجاء في اليأس، والقوة في الضعف، هي ينبوع الحنو والرأفة والشفقة والغفران، فالذي يفقد أمه يفقد صدراً يسند إليه رأسه ويداً تباركه وعيناً تحرسه..."

    جبران خليل جبران / الاجنحة المتكسرة

    ReplyDelete
  91. إن الكيميائي الذي يستطيع أن يستخلص من عناصر قلبه الرحمة والاحترام واللهفة والصبر والندم والدهشة والعفو ويدمج هذه العناصر في عنصر واحد ،يمكن أن يخترع هذه الذرة التي تسمى الحب ..

    جبران خليل جبران

    ReplyDelete
  92. أرجو أن تحقق الأيام رغبتك في السفر إلى أوربا . سوف تجدين , خصوصاً في إيطاليا وفرنسا, من مظاهر الفن والصناعة ما يسرك ويبهجك. هناك المتاحف والمعاهد, وهناك الكنائس القديمة الغوطية, وهناك آثار نهضة القرنين – الرابع عشر والخامس عشر ,

    وهناك أفضل ما تركته الأمم المغلوبة والأمم المنسية. أوربا يا سيدتي مغارة لص غاوي خبير يعرف قيمة الأشياء النفيسة ويعرف كيف يحصل عليها.

    كان بقصدي الرجوع إلى الشرق في الخريف الآتي. ولكن بعد قليل من التفكير وجدت أن الغربة بين الغرباء أهون من الغربة بين أبناء وبنات أمي.

    وأنا لست ممن يميلون إلى الهيّن ولكن القنوط فنون كالجنون.

    تفضلي بقبول تحيتي مشفوعة بأحسن تمنياتي والله يحفظك.

    المخلص
    جبران خليل جبران

    ReplyDelete
  93. ولئن كانت الشمس تُعلّم كل ما ينمو الشوق إلى الضياء، فإن الليل هو الذى يسمو به إلى مقام النجوم.
    وإنما سكون الليل الساجى هو الذى ينسج نقاب العُرس ويُضفيه على الأشجار فى الغابة والأزهار فى البستان، ثم يمدّ سماط المأدبة فى كرم وسخاء، ويعدّ مخدع العُرس.. وفى هذا السكون المقدس يستوى الغد جنيناً فى رحم الزمن.
    وهكذا شأن الليل معكم، فإنكم إذ تسعون تجدون الرزق وتحقيق الأمل.. وإذا كانت يقظتكم فى الفجر تمحو ما وعته ذاكرتكم، فإن مائدة أحلامكم تظل دائماً مبسوطة، كما يظل مخدع العُرس قائماً ينتظر.

    جبران خليل جبران - حديقة النبى

    ReplyDelete
  94. وحينما ينجرح القلب تحت ضغط التأثير الشديد إذ ذاك تتكون لآلئ الدموع فى جراحه، إذ ذاك تنهمر العبرات واحدة بعد أخرى، كأنما هى دقات ناقوس صامت حركته يد الحزن، فسالت دقاته درراً ذائبات.
    إن للدموع أثراً ليس يمحى.. قد ينسى المرء ساعات الأنس، ولكنه لا ينسى ساعات البكاء لأنها تلقّنه أعظم دروس الحياة وهى أهم مراحل ارتقائه.. وقد يكون جاهلاً كل لغة وكل معنى، غير أنه يفهم لغة البكاء ومعناها لأن جمرة الحسرة واحدة فى جميع الصدور، وما كان البكاء إلا إرثاً مشتركاً بين بنى الإنسان.

    مى زيادة - كلمات وإشارات

    ReplyDelete
  95. أنت قيدتني مذنبة في دفترك ..
    وقمت تشكو لـأني كلما حدقت في شيء
    أخفيته وراء قناع ..
    وكلما مددت يدًا أثقبتها بمسمار ..
    نعم .. فعلت ذلك متعمدة
    صرت أحرف المعاني , وأمسخ الـأسئلة
    وأضحك عند الكلمات التي تملـأ العينين دموعًا ..
    تعمدت ذلك خصوصًا ..
    لِـ أوفر على نفسي عذابًا هي في غنى عنه

    "ميّ زيادة

    ReplyDelete
  96. "مآ أقربك إلى نفسي تتوق إلى مآ أتوق إليه , تبحث مثلي عن كل مآ هو عميق وَ أصيل في النفس , فَ لآ يؤثر بك إلآ مآ هو جميل وَ نبيل في الحيآة . بعدت عنك ليس بِ سبب شكي في نوآيآك وَ انمآ الخوف من ضعفي وَ تعلقي بك , هذآ التعلق الذي بت ألآحظ ازديآده مع الأيآم لهذآ بت أدآفع عن نفسي بِ الكلمآت الحذرة لعلي أبدو حيآدية"
    ‫مي زيادة‬

    ReplyDelete
  97. تقولين لي " أنت فنّي وأنت شاعر ويجب عليك أن تكون سعيداً مقتنعاً لأنك فنّي وشاعر " ولكن يا مي أنا لست بفني ولا بشاعر . قد صرفت أيامي وليالي مصوراً وكاتباً ولكن " أنا " لست في أيامي ولياليَّ . أنا ضباب يا مي . أنا ضباب وفي الضباب وحدتي وفيه وحشتي وانفرادي وفيه جوعي وعطشي . ومصيبتي أن هذا الضباب ، وهو حقيقي ، يشوق إلى لقاء ضباب آخر في الفضاء . يشوق إلى استماع قائل يقول " لست وحدك ، نحن اثنان ، أنا أعرف من أنت "

    خبريني ، اخبريني يا صديقتي ، أيوجد في هذا العالم من يقدر ويريد أن يقول لي " أنا ضباب آخر أيها الضباب ، فتعال نخيم على الجبال وفي الأودية . تعال نسير بين الأشجار وفوقها ، تعال نغمر الصخور المتعالية . تعال ندخل معاً إلى قلوب المخلوقات وخلاياها ، تعال نطوف في تلك الأماكن البعيدة المنيعة الغير معروفة " قولي لي يا مي ، أيوجد في ربوعكم من يريد ويقدر أن يقول لي ولو كلمة واحدة من هذه الكلمات ؟

    وأنتِ تريدين أن ابتسم " وأعفو "

    لقد ابتسمت كثيراً منذ هذا الصباح . وها أنا ابتسم في أعماقي ، وابتسم في كليتي ، وابتسم طويلاً وابتسم كأنني لم أخلق إلا للابتسام . أما " العفو" فكلمة هائلة فتاكة جارحة أوقفتني مخجولاً متهيباً أمام الروح النبيلة التي تتواضع إلى هذا الحد ، وجعلتني أحني رأسي طالباً منها العفو . أنا وحدي المسيء . قد أسأت في سكوتي وفي قنوطي لذلك استعطفك أن تغتفري ما فرط مني وتسامحيني .

    جبران خليل جبران

    ReplyDelete
  98. لحُبُّ ضبابٌ كثيفٌ يكتنفُ النَّفس من كلِّ ناحيةٍ ويحجبُ عنها رسومَ الوجودِ أو يجعلها لا ترى سِوى أشباح أميالها مُرتعشة بين الصُّخورِ ولا تسمعُ غير صَدى صُراخها آتياً من خلايا الوادي .

    جبران خليل جبران / العواصف

    ReplyDelete
  99. أُحيِّي الآن كلَّ مُتَّشِحٍ بالسواد، أما السعداء فلهم من نعيمهم ما يغنيهم عن السلامات و التحيات. أحيِّي الذين يبكون بعيونهم، و أولئك الذين يبكون بقلوبهم؛ أحيِّي كلَّ حزين، و كل منفردٍ، و كل بائسٍ، و كل كئيب. أحيِّي كلاً منهم متمنية له عامًا مقبلًا أقلَّ حزنًا و أوفر هناء من العام المنصرم.

    مَيْ زيادة .

    ReplyDelete