June 22nd, 2012 9:52 am
كتب : أسامة غريبhttp://www.akhbarak.net/articles/8364633-%D9%82%D9%85%D8%A9_%D8%AC%D8%A8%D9%84_%D8%A7%D9%84%D8%B2%D8%A8%D8%A7%D9%84%D8%A9?ref=home
لا أكاد أصدق ما يحدث.. لن أقول هل اختفى الشرف، لكنى سأقول هل مات القانون واستقر تحت التراب، بحيث إن كل الجهات فى هذا البلد أصبحت تعمل بعيدا عنه ولا تأخذه فى الاعتبار بما فيها الجهات القضائية؟ كيف أصبح الجميع يلعب سياسة؟ إن تأخير إعلان نتيجة الانتخابات الرئاسية رغم وضوح فوز الدكتور محمد مرسى يؤكد أن القانون بعيد تماما، وأن الملاءمات والمواءمات والتفاوضات بين العسكر والإخوان هى التى ستحسم النتيجة لا أصوات الناخبين. أنا أعلم أن معظم القنوات الفضائية المملوكة لرجال الأعمال تناصر بوضوح مرشح عائلة مبارك وتتوارى فى تأييدها هذا خلف المقولة الساقطة القائلة إنهم مع الدولة المدنية ضد الدولة الدينية رغم أنهم يعلمون أن دولة العسكر لم ولن تكون مدنية أبدا، وإنما هى الدولة البوليسية.. لكن كل هذا كوم وما فعلته قناة «أون تى فى» ليلة فرز النتائج كوم آخر.. لقد كانت كل قنوات العالم تتابع النتيجة لجنة لجنة ومحافظة محافظة وتمارس عمليات الجمع لمعرفة نصيب كل مرشح من الأصوات، وقد أجمعت كلها مع تباشير الصباح والانتهاء من فرز معظم اللجان على أن محمد مرسى قد حقق تقدما ملحوظا على أحمد شفيق وحسم السباق تقريبا.. الجميع أقر بهذا ما عدا «أون تى فى» التى ظلت تعلن نتيجة انفردت بها وحدها وهى تقدم شفيق.. وهذا أمر مذهل فى حقيقة الأمر ويتعارض ليس مع المهنية فقط، وإنما مع العقل والمنطق. لقد فعلوا هذا لدرجة أن حملة شفيق التى كانت تترنح لم تجد سوى هذه القناة لتدعوها إلى دخول مقر الحملة وتعطيها انفرادات مضروبة، لا يقوم عليها أى دليل من صور محاضر أو شهادات قضاة.. فقط كلام مرسل يعبر عن الدُّوَار الذى أحدثته صدمة فوز مرسى. فى هذه الليلة كنت مثل غيرى من الملايين الذين يقومون بالتجول بين القنوات.. وكنت أعتقد أن قناة «سى بى سى» التى ظلت ساعات طويلة تلوك كلاما سقيما لا جديد فيه، واستقرت على أن ما تم فرزه هو أوراق سبعة ملايين ناخب فقط، بينما الحقيقة أن 99 فى المئة من اللجان عندئذ كانت قد أنهت الفرز! كنت أعتقد أنها تتباطأ وتتلكأ فى انتظار معجزة تحدث قبل أن يضطروا إلى إذاعة النتائج التى أخذ الجميع يعلنها.. ومع هذا فإن هذا الموقف يظل أفضل كثيرا من موقف قناة «أون تى فى» التى أنكرت النتيجة الواضحة.. فقط لأنها تكره مرسى! وهذا فى الحقيقة ينقلنا إلى نقطة محزنة ومؤسفة وهى أن هناك من يكره الإخوان أكثر مما يحب الحقيقة وأكثر مما يحب الوطن، وهو على استعداد لخداع الناس وخداع النفس أيضا، دون أن يشعر بوخز ضمير. إننى أتصور أن من يقبل التزوير ويرفض الاحتكام إلى الصندوق نكاية فى الإخوان هو فاقد للوطنية يسعى لاعتلاء كوم زبالة، ويتصور نفسه على القمة، ومن يسلم للعسكر -الذين لم ينتخبهم أحد- بأن يعلو فوق الرئيس المنتخب والمؤسسات المنتخبة لا يحق له أن يضع نفسه مع الأحرار. إننى فى الواقع أختلف مع الإخوان فى الكثير ولا أراهم يعبرون عنى أصدق تعبير، لكن من يُرد أن يبنى دولة محترمة على أنقاض خرابة مبارك فعليه أن يخضع للصندوق ويحترم إرادة الناس ثم يحاول التعويض فى الجولات القادمة.
وما زلت أرى أن الإخوان قد أحسنوا صنعا عندما نشروا النتائج على أوسع نطاق، ويضحكنى من يزعمون أن هذا مخالف للقانون، ولا أدرى أى قانون هذا الذى خالفوه. فالناس فى الديمقراطيات العريقة معتادون على النشر المتزامن لنتائج الانتخابات.. المهم أن هذا النشر لا يتضمن نتائج زائفة أو مفبركة. أتمنى أن لا يطول انتظار إعلان النتيجة حتى لا يصدق قول من يقول إن المأسوف على شبابها كان سيتم إعلانها فورا لو أنها كانت فى صالح مرشح عائلة حسنى مبارك!
No comments:
Post a Comment