1
|
هل تهرُبين معي من الزَمَن اليابسِ إلى زَمَن الماءْ؟
|
فنحنُ منذُ ثلاثِ سنينْ
|
لم ندْخُلْ في احتمالات اللون الأزرقْ
|
لم نُمْسِكْ بأيدينا..
|
أُفُقاً..
|
أو حُلُماً.. أو قصيدَهْ..
|
لقد جعلتْنا الحربُ الأهليَّةُ حيوانيْنِ بَرِّيَيْنْ
|
يتكلمَّانِ دونَ شهيَّهْ..
|
ويتناسلانِ دونَ شهيَّهْ
|
ويلتصقانِ ببعضهما بصَمْغ العادات المُكْتَسَبَهْ
|
قهوتي التُركيّةُ عَادَةٌ مُكْتَسَبَهْ..
|
وحَمَّامُكِ الصَبَاحيُّ عَادَةٌ مُكْتَسَبَهْ..
|
ولونُ مناشِفِكِ عَادَةٌ مُكْتَسَبَهْ....
|
فلماذا لا تلبسينَ قُبَّعَةَ الشمسْ؟
|
وتأتينَ معي..
|
إنّني ضجرتُ من هذه العلاقة الاكاديميَّهْ
|
التي أعْطَتْكِ شكلَ النساءِ المتزوجاتِ دونَ حُبّْ
|
وأعطتْني..
|
شَكْلَ القصيدة العَمُوديَّهْ...
|
***
|
2
|
هَشَّةٌ.. وقابلةٌ للكَسْرْ..
|
تَتَشَابَهُ كمنشورٍ سياسيّْ
|
كلُّ أنواع الكحولْ..
|
لها مَذَاقٌ واحدٌ.. ومفعولٌ واحدْ..
|
كلُّ الطُرُقاتِ إلى نهدَيْكِ
|
تُؤدّي إلى الانتحارْ..
|
فلماذا.. لا نخرجُ إلى البحرْ؟
|
إنَّ البحرَ لا يكرِّرُ نفسَهْ..
|
ولا يُعيد كتابةَ قصائِدِهِ القديمَهْ..
|
البحرُ.. هو التغيُّرُ والولادَهْْ..
|
وأنا أريدكِ أن تتغيَّري.. وأن تُغيِّريني..
|
أريدُ أن ألِدَكِ.. وأن تلِدِيني..
|
أريدُ أن تَنْقُشيني بالخَطِّ الكُوفيِّ على جِلْدكْ
|
كما تنقشُ المرأة العاشقةُ..
|
إسمَ رَجُلِها على صدرها..
|
قبلَ أن يذهبَ إلى الحربْ..
|
أريدُ أن أمشي معكِ تحت شجر الشِّعْرْ..
|
وأضَعَ في يَدَيْكِ الصغيرتينِ أساورَ الشِّعْرْ..
|
أريدُ أن أطلقَ سراحَكِ من هذه الزَنْزَانَة العربيَّهْ
|
التي أعطتكِ شكل النساء المتزوجات دون حُبّْ..
|
وأعطتني شكلَ القصيدة العَمُوديَّهْ...
|
3
|
لقد انفجرتْ بيروتُ بين أصابعي..
|
كَدَواةٍ بنفسجيَّهْ..
|
فساعديني على ترميم وجهي..
|
فاللغةُ قطارٌ ليليٌّ بطيءْ
|
ينتحر فيه المسافرونَ من شدّة الضَجَرْ
|
فتعاليْ نطلقِ النارَ على الأحرف الأبجديَّهْ..
|
ألا يُمكنني أن أُحِبَّكِ خارج المخطوطات العربيَّهْ؟
|
وخارجَ الفَرَمَانات العربيَّهْ..
|
وخارجَ أنظمة المرور العربيَّهْ..
|
وخارجَ الأوزان العربيَّهْ..
|
فَعُولُنْ مَفَاعيلُنْ فعولُنْ مفاعيلُنْ..
|
ألا يمكنني أن أجلس معكِ في الكافيتيريا؟
|
دونَ أن يجلس معنا أمرؤ القيْسْ؟
|
فَعُولُنْ مَفَاعيلُنْ فعولُنْ مفاعيلُنْ..
|
ألا يمكنني أن أدعوكِ للرقصْ؟
|
دون أن يرقصَ معنا البُحتريّْ..
|
فَعُولُنْ مَفَاعيلُنْ فعولُنْ مفاعيلُنْ..
|
ثمَّ.. ألا يمكنني أن أوصلكِ إلى منزلك في آخر الليل..
|
إلاّ بحراسة رجُلِ المُخَابرات عنترةَ العبسيّْ..
|
آهٍ.. كم هو مُتْعِبٌ أن أتغزَّلَ بعينيكِ..
|
وأنا تحتَ الحراسَهْ..
|
وأتجوَّلَ في ليل شعرك.. وأنا تحت الحراسَهْ....
|
آهٍ.. كم هو مُتْعِبٌ..
|
أن أُحِبَّكِ بين فَتحَتَيْنِ..
|
أو هَمْزَتَيْنِ..
|
أو نُقْطَتَيْنْ..
|
فلماذا لا نرمي بأنْفُسِنا من قطار اللغَهْ.؟
|
ونتكلَّم لغة البحرْ؟
|
4
|
هل تجيئينَ معي إلى البحرْ؟
|
لنحتمي تحت عباءته الزرقاءْ.
|
لقد تفكَّك الزمنُ بين أصابعنا
|
وتفكَّكت عناصرُ عينيكِ..
|
فساعديني على لَمْلَمَتِكِ.. ولملمة شَعْرِكِ الذي ذَهَبَ ولم يترك لي عنوانَهْ..
|
فأنا أركضُ .. وهو يركض أمامي كدجاجةٍ مذبوحَهْ..
|
ساعديني في العثور على فمي..
|
فقد أخذتِ الحربُ دفاتري وخَرْبَشَاتي الطفوليَّهْ
|
أخذتِ الكلماتِ التي كان يمكن أن تجعلكِ أجملَ النساءْ
|
والكلماتِ التي كان يمكن أن تجعلني أعظمَ الشعراءْ..
|
هل أبوحُ لكِ بسِرٍّ صغيرْ؟
|
إنني أصيرُ قبيحاً عندما لا أكتُب..
|
وأصيرُ قبيحاً عندما لا أعشَقْ..
|
فساعديني على استعادة المجديْنْ..
|
مَجْدِ الكتابةِ.. ومَجْدِ العشقْ..
|
5
|
هل تدخلينَ معي في احتمالات اللون الأزرقْ..
|
واحتمالات الغَرَق والدُوارْ..
|
واحتمالات الوجه الآخرِ للحُبّْ..
|
لقد دمّرتْني العلاقةُ ذاتُ البُعْد الواحدْ
|
والحوارُ ذو الصوت الواحدْ..
|
والجِنْسُ ذو الإيقاع الواحدْ..
|
وتلبسينَ جلْدَ البحرْ؟
|
وتلبسينَ جُنوني...
|
لماذا لا تخلعينَ ثوبَ الغبار.. وتلبسينَ أمطاري؟..
|
لقد تكدَّسَ على شفاهنا شوكٌ كثيرٌ.. وضجَرٌ كثيرْ
|
فلماذا لا نثورُ على هذه العلاقة الأكاديميَّهْ..
|
التي أعْطَتْكِ شَكْلَ النساءِ المتزوجاتْ..
|
وأعطَتْني شكلَ القصيدة العَمُوديَّهْ!!..
|
لماذا لا تخلعين جلدكِ..
|
وتلبسينَ جلْدَ البحرْ؟
|
لماذا لا تخلعينَ طقْسَكِ المعتدلْ؟.
|
وتلبسينَ جُنوني...
|
لماذا لا تخلعينَ ثوبَ الغبار.. وتلبسينَ أمطاري؟..
|
لقد تكدَّسَ على شفاهنا شوكٌ كثيرٌ.. وضجَرٌ كثيرْ
|
فلماذا لا نثورُ على هذه العلاقة الأكاديميَّهْ..
|
التي أعْطَتْكِ شَكْلَ النساءِ المتزوجاتْ..
|
وأعطَتْني شكلَ القصيدة العَمُوديَّهْ!!..
|