غربة الشاعر .... د. على الباز

 سقط العطر .. على حبر الرسالة             ان محا حرفا .. فقد عاد و قاله

ان محا بعضا عن العين ... فقد               قرأ القلب بعينيه ... الكماله

لا تلومى العطر ... كم أعــــذره               جرى لى ... فى هواك .. ماجرى له

لمس كفيك له ... أســــكره                فالهوى خمر .. و كفاك الثماله .. !

يا حيـــــاة الروح .. لا تعتذرى                 لا تلومى العطر ان زاد دلاله

ما على العشاق لوم .. ان طغوا                فاتركى العاشق يطغى .. ما حلاله

حرم الطغيان - أدرى - ماعدا                  ماعدا فى العشق .. قد صار حلاله

آه .. لو تدرين مايصــــنع بى                   شوقك المصهور فى نار الرسالة

بسط القلب أياديه .. ينـــــادى                  ياحبيبى .. آه لو طالت .. فطاله

ألف آه .. عندها .. تشـــعلنى                   ويهيج الدمع بالقلب اشتعاله

يجمع النيران والدمع .. اشتياقى              يشعلان القلب .. ياويلى .. و ياله

كيف لايطفىء دمع القلب .. نادره             و اجتماع الضد بالضد ... استحاله

آه .. لو تدرين مايصنع بالشاعر..              حرف منك .. كم يحي خياله

كم أذاب القلب طعم الشـــــوق ..               .. فى الغربة للأحباب .. كم فاق احتماله

غربة الناس : عن الأهل .. عن الأرض      .. فهل يرثون للشــــــاعر حاله

غربة الشـــــاعر .. فى داخله               لو بعقر الدار .. لو ساكن آله ..!

ظـــــــــله .. ! أنى مشى يتبعه                   فمتى فــــــارق المرء ظـــــلاله

غربة الــــروح التى لا ترتوى                   هى أثر الوهم تمضى لا محالة

غربة الشاعر .. بحر .. هو ملقيه            .. لبحر .. فمتى يلقى رحاله ؟!

غربة الشاعر .. أن يبقى مدى العمر        .. سؤالا .. رده .. كان سؤاله !

يا زمــــــانا .. ضن بالوصل علينا              ماترى بنعيه .. ان فتنا وصاله

و ســـــرابا .. انت .. كم أعشــــقه              و عـــــذابا .. لم ير القلب أمثاله

تحفرين الحرف .. ياســـيدتى               فوق جرحى .. أم تخطين رسالة .. !

تطلبين الرد .. عذرا .. ان دمعى               كلما سطرت من حرف .. أزالـــه

بتحبنى ... ؟ .... فؤاد المنصورى

 بتحبنى .. مش قد حبى ليك

و لاشوقك قد شوقى ليك

و اسأل كمان قلبك يقولك

و اسأل عينيك

هما اللى حاسين بالمحبة 

و بلهفتى دايما عليك

لو جمعوا كل الغرام

مايساوى برضه غرامى بك

و لاشوقى دايما للقا و لا فرحتى لما ألتقيك

وياك باحس بدنيتى

و بتوه فى شوقى وفرحتى

و انسى الزمان

و انسى المكان 

و احلف بايه

و احلف بمين

ما تلاقى زى الحب ده

فى حكاوى كل العاشقين

و انا حبى مااقدرش أوصفه

و لاشوقى تكفيه السنين

احنا اللى كل العاشقين اتعلموا منا الغرام

احنا اللى عشنا عمرنا مانخافش من الناس الملام

حتى القمر عارف حكاية حبنا

حتى النجوم اتعلمت من همسنا

حتى الربيع واخد صفاه من صفونا

و احنا الل عمر الناس ماشافوا اتنين بيحبوا بعض زينا

و احلف بايه

و احلف بمين

ماتلاقى زى الحب ده

فى حكاوى كل العاشقين

و انا حلى مااقدرش اوصفه

و لاشوقى تكفيه السنين

دموع قصائدى ... د. على الباز

 ظلموك ياقلبى فكل قصيدة                    أشدو بها سألوا من الحسناء

من ألهمته .. ف ان سكت تهامسوا          و اذا نفيت .. تغامز الرفقاء

واذا ذكرت العين ... قيل عيونها            سود و قال البعض بل خضراء

فاذا ذكرت اللون .. قالوا كاذب             يخفى .. كذلك يفعل الشعراء

و لئن هجرت الشعر .. قالوا ماله           شغلته عن شعر الهوى حواء

 

ظلموك ياقلبى .. فرب قصيدة              ضحكت و ان مدادها البكاء

أو رب قافية نسجت رويها                 يهتز ريا ... والشفاه ظماء

أو ربما خلتم دموع قصائدى              وجدا .. و هن رسائل خرساء

أرسلتها للنور .. نورا فارتقت            روح و عانقها رضا وصفاء

لله .. هل لى حبيب مثله                   هل لى سواه و ماسواه سواء

كل الأحبة قبله او بعده                   وهم .. و كل هوى سواه هواء

 

لاتظلموا الشعراء .. ان انينهم           دمع .. و ان دموعهم لدماء

هم أنبياء  الحب فى زمن به           الراية العليا هى البغضاء

هم يألمون لما يرون بكونهم            فلضدها قد صارت الأسماء

فالحب جنس .. والعواطف عملة       صدأت و جل قلوبنا سوداء

والحق زيف و الحقيقة باطل           و الصدق كذب أملس و رياء

و العدل ظلم و العدالة كفة              لا كفتان تحفها الأهواء

والناس موتى .. والضمائر طفلة       وئدت .. و موتانا هم الأحياء

و الشرق غرب و الذئاب تخاطف     لحم الشعوب و كلهن سواء

و العالم المجنون يقتل بعضه          بعضا و تدفن نفسها الأشلاء

ماذا جرى للناس هل هم اخوة        أم ياترى هم اخوة اعداء

والناس غرقى .. أين نوح وأينها     أين السفينة ... ردت الأصداء

لا نوح لا سفن .. لننجو فوقها         فالموج داخلنا ... و نحن الماء

فلننج منا .. نحن بالحب سفينة         نحن نوح .. اننا الشعراء

 

ظلموك يا قلبى .. فكل قصيدة        أشدو بها قالوا من الحسناء

فاذا شدوت الحب شعرا فاعلموا     ما كل حب همه حواء

لا تظلموا قلبى .. فما كل الهوى    انثى .. و ما كل الغرام نساء 

 

جريدة الأهرام 13-1-1986

 

 

أدمنت عينيك .... د. على الباز

 

أدمنت عينيك حتى صرت - سيدتى                    أصحو على الشوق أغفو فوق تحنان

أدمنت حتى اذا ماأعينى طرفت                        عند اللقاء - شكت لله حرمانى

ماذ أقول لقلبى - كيف أقنعه                            بالصبر .. ؟ أو ما سأحكيه لظمآن ؟

داويت بالصبر أشواقى فما برأت                      فالشوق جرح .. و مر الصبر جرحان

و ما سأروى لعينى اللتين اذا                          أغمضت قالت : عليك الدور أجفانى

أدمنت عينيك .. لا حل لمشكلتى                       لا يسعد النار .. الا فيض نيران

أدمنت حبك .. ادرى انه قدرى                         و أن ادمانه .. يفضى .. ل ادمان

حاولت ان اتقى عينيك .. سيدتى                      يوما .. و أرضعت قلبى .. مر نسيانى

لكنه .. ظل يبكى رافضا .. فحنت                    نفسى فشب على استعذاب عصيانى 

فكيف أفطم طفلا قد غدا رجلا ؟                      و المعجزات تولت منذ ازمان

أجمــــــــــــــــل النســـــــــــــاء ..... عبد الحميد البكوش

 

 

 أرجوك

لاتحاولى أن تستحيلى اجمل النساء

أو ان تجربى حتى لتصبحى واحدة 

من أجمل النساء

فأنت لست امرأة

مثل بقية النساء

 

أرجوك

لاتنافسى النساء

أو تحفلى بالكحل والمساحيق

أو العطور والأزياء

أرجوك

لاتكترثى

بما يلون به الخدود أبدا

و بما يخصين به الشفاه من أشياء

فأنت ياجريئة العيون

ان نظرت فى عينيك ، صرت

كلك عيون

وعندما تسبح فوق خديك خواطرى

أدرك ما الذى يختطف الانسان للجنون

أما شفاهك الذكية الصاخبة السكون

فانها عاصفة 

تجمعت رياحها ، وفى انتظار ان تكون

بالله

كيف ترغبين أن تنافسى ، بقية النساء

و انت قد تفوقت

على جميع من فى الأرض من نساء

ان شئت

فانسى الزهور و الألوان و الأضواء

و نافسى النجوم ، بل تسابقى حتى مع التاريخ

واستولى على كل حصون الأرض عنوة 

واغتصبى السماء

أرجوك بالله

تلفتى

فأنت كلما تلفت

تساقط الندى على الأوراق

و انهمر النرجس و الفل ، عراجينا على الأفاق

وازدحمت جوانب السماء بالأحداق 

و هب اعصار من الفراش و النوار و الأشواق

واحترقت رموش كل من رآك 

أيما احتراق . 

 

عبد الحميد البكوش

البكاء بين يدي زرقاء اليمامة

أيتها العرافة المقدَّسةْ .. جئتُ إليك .. مثخناً بالطعنات والدماءْ أزحف في معاطف القتلى، وفوق الجثث المكدّسة منكسر السيف، مغبَّر الجبين والأعضاءْ. أسأل يا زرقاءْ .. عن فمكِ الياقوتِ عن، نبوءة العذراء عن ساعدي المقطوع.. وهو ما يزال ممسكاً بالراية المنكَّسة عن صور الأطفال في الخوذات.. ملقاةً على الصحراء عن جاريَ الذي يَهُمُّ بارتشاف الماء.. فيثقب الرصاصُ رأسَه .. في لحظة الملامسة ! عن الفم المحشوِّ بالرمال والدماء !! أسأل يا زرقاء .. عن وقفتي العزلاء بين السيف .. والجدارْ ! عن صرخة المرأة بين السَّبي. والفرارْ ؟ كيف حملتُ العار.. ثم مشيتُ ؟ دون أن أقتل نفسي ؟ ! دون أن أنهار ؟ ! ودون أن يسقط لحمي .. من غبار التربة المدنسة ؟ ! تكلَّمي أيتها النبية المقدسة تكلمي .. باللهِ .. باللعنةِ .. بالشيطانْ لا تغمضي عينيكِ، فالجرذان .. تلعق من دمي حساءَها .. ولا أردُّها ! تكلمي ... لشدَّ ما أنا مُهان لا اللَّيل يُخفي عورتي .. كلا ولا الجدران ! ولا اختبائي في الصحيفة التي أشدُّها .. ولا احتمائي في سحائب الدخان ! .. تقفز حولي طفلةٌ واسعةُ العينين .. عذبةُ المشاكسة ( - كان يَقُصُّ عنك يا صغيرتي .. ونحن في الخنادْق فنفتح الأزرار في ستراتنا .. ونسند البنادقْ وحين مات عَطَشاً في الصحَراء المشمسة .. رطَّب باسمك الشفاه اليابسة .. وارتخت العينان !) فأين أخفي وجهيَ المتَّهمَ المدان ؟ والضحكةَ الطروب : ضحكتهُ.. والوجهُ .. والغمازتانْ ! ؟ * * * أيتها النبية المقدسة .. لا تسكتي .. فقد سَكَتُّ سَنَةً فَسَنَةً .. لكي أنال فضلة الأمانْ قيل ليَ "اخرسْ .." فخرستُ .. وعميت .. وائتممتُ بالخصيان ! ظللتُ في عبيد ( عبسِ ) أحرس القطعان أجتزُّ صوفَها .. أردُّ نوقها .. أنام في حظائر النسيان طعاميَ : الكسرةُ .. والماءُ .. وبعض الثمرات اليابسة . وها أنا في ساعة الطعانْ ساعةَ أن تخاذل الكماةُ .. والرماةُ .. والفرسانْ دُعيت للميدان ! أنا الذي ما ذقتُ لحمَ الضأن .. أنا الذي لا حولَ لي أو شأن .. أنا الذي أقصيت عن مجالس الفتيان ، أدعى إلى الموت .. ولم أدع الى المجالسة !! تكلمي أيتها النبية المقدسة تكلمي .. تكلمي .. فها أنا على التراب سائلٌ دمي وهو ظمئُ .. يطلب المزيدا . أسائل الصمتَ الذي يخنقني : " ما للجمال مشيُها وئيدا .. ؟! " أجندلاً يحملن أم حديدا .. ؟!" فمن تُرى يصدُقْني ؟ أسائل الركَّع والسجودا أسائل القيودا : " ما للجمال مشيُها وئيدا .. ؟! " " ما للجمال مشيُها وئيدا .. ؟! " أيتها العَّرافة المقدسة .. ماذا تفيد الكلمات البائسة ؟ قلتِ لهم ما قلتِ عن قوافل الغبارْ .. فاتهموا عينيكِ، يا زرقاء، بالبوار ! قلتِ لهم ما قلتِ عن مسيرة الأشجار .. فاستضحكوا من وهمكِ الثرثار ! وحين فُوجئوا بحدِّ السيف : قايضوا بنا .. والتمسوا النجاةَ والفرار ! ونحن جرحى القلبِ ، جرحى الروحِ والفم . لم يبق إلا الموتُ .. والحطامُ .. والدمارْ .. وصبيةٌ مشرّدون يعبرون آخرَ الأنهارْ ونسوةٌ يسقن في سلاسل الأسرِ، وفي ثياب العارْ مطأطئات الرأس.. لا يملكن إلا الصرخات الناعسة ! ها أنت يا زرقاءْ وحيدةٌ ... عمياءْ ! وما تزال أغنياتُ الحبِّ .. والأضواءْ والعرباتُ الفارهاتُ .. والأزياءْ ! فأين أخفي وجهيَ المُشَوَّها كي لا أعكِّر الصفاء .. الأبله.. المموَّها. في أعين الرجال والنساءْ !؟ وأنت يا زرقاء .. وحيدة .. عمياء ! وحيدة .. عمياء !

existence - وجود

أنا !؟

موجود فيك والا فيا

بك والا بيا

موجود والا مش موجود

فين ومع مين وازاى

اجرى عليك والا اجرى منك

حيرة ولخبطة

مش وقتها

لكنها عايشة فيا

عاوز ايه عشان تعرف

واعرف ايه

وارجع اتوه

لأن السؤال تأخر

 الوقت ضاع

ومابقاش فاضل كتير

الباقى قليل

قليل


رحمة من الله ,,
 نحن لانموت دفعة واحدة .. وانما نموت على مراحل .. 
فى كل مرة نفقد فيها جزءا من روحنا يقتطعونه منا قضمة قضمة .. حتى لايتبقى منا الا القليل الذى لايقوى على الحياة .... 
وقتها : تأتينا رحمة الله 
 وقتها : نستقبلها بترحاب 
او قل : نتلقاها بشوق الانتظار مرحبين .. 
وماذلك ب تشاؤم أو يأس وانما هو تقرير حال ... 
وعلى الأحياء منا السلام 
 وعلى المشتاقين منا السلام 
وعلى الفائزين الرحمة والسلام