Thursday, 15 October 2020

دموع قصائدى ... د. على الباز






 ظلموك ياقلبى فكل قصيدة                    أشدو بها سألوا من الحسناء

من ألهمته .. ف ان سكت تهامسوا          و اذا نفيت .. تغامز الرفقاء

واذا ذكرت العين ... قيل عيونها            سود و قال البعض بل خضراء

فاذا ذكرت اللون .. قالوا كاذب             يخفى .. كذلك يفعل الشعراء

و لئن هجرت الشعر .. قالوا ماله           شغلته عن شعر الهوى حواء

 

ظلموك ياقلبى .. فرب قصيدة              ضحكت و ان مدادها البكاء

أو رب قافية نسجت رويها                 يهتز ريا ... والشفاه ظماء

أو ربما خلتم دموع قصائدى              وجدا .. و هن رسائل خرساء

أرسلتها للنور .. نورا فارتقت            روح و عانقها رضا وصفاء

لله .. هل لى حبيب مثله                   هل لى سواه و ماسواه سواء

كل الأحبة قبله او بعده                   وهم .. و كل هوى سواه هواء

 

لاتظلموا الشعراء .. ان انينهم           دمع .. و ان دموعهم لدماء

هم أنبياء  الحب فى زمن به           الراية العليا هى البغضاء

هم يألمون لما يرون بكونهم            فلضدها قد صارت الأسماء

فالحب جنس .. والعواطف عملة       صدأت و جل قلوبنا سوداء

والحق زيف و الحقيقة باطل           و الصدق كذب أملس و رياء

و العدل ظلم و العدالة كفة              لا كفتان تحفها الأهواء

والناس موتى .. والضمائر طفلة       وئدت .. و موتانا هم الأحياء

و الشرق غرب و الذئاب تخاطف     لحم الشعوب و كلهن سواء

و العالم المجنون يقتل بعضه          بعضا و تدفن نفسها الأشلاء

ماذا جرى للناس هل هم اخوة        أم ياترى هم اخوة اعداء

والناس غرقى .. أين نوح وأينها     أين السفينة ... ردت الأصداء

لا نوح لا سفن .. لننجو فوقها         فالموج داخلنا ... و نحن الماء

فلننج منا .. نحن بالحب سفينة         نحن نوح .. اننا الشعراء

 

ظلموك يا قلبى .. فكل قصيدة        أشدو بها قالوا من الحسناء

فاذا شدوت الحب شعرا فاعلموا     ما كل حب همه حواء

لا تظلموا قلبى .. فما كل الهوى    انثى .. و ما كل الغرام نساء 

 

جريدة الأهرام 13-1-1986

 


 

No comments:

Post a Comment