Friday, 3 February 2012
Wednesday, 1 February 2012
المسخ
لايخرج
لاينطق
ولماذا ينطق وهو لايسمعه أحد
ليس فى الكهف سوى مرآة يرى نفسه فيها كل صباح وكل الأوقات وقبل النوم
ويردد لنفسه دائما : انت مسخ قبيح لايجب ان تخرج ولايجب أن تحب
انت ميت
يجب ان يموت القبيح
هكذا نطق الصمت
!!؟؟
مسخ قبيح مشوه شرس يفتك بمن يقترب منه
يمزق كل من يلمسه
صراخه مرعب مرعب
مسخ يكشف السوء تحت كل لسان ويزأر أمام كل يد ممدودة بالعطاء
المسخ !؟
المسخ سقط فى الصمت مضرجا بالدماء والجروح
وينأى بكم أن تتلوث أعينكم بآلامه
هو لايحب الحزن ولايجتره ويرفضه
الا انه قد سكن جوانحه واستوطن ويطحن عظامه
ليس ضعيفا وانما هو محطم الروح والقلب
فاقد للثقة
فقد الثقة بنفسه وبالحياة
يكره اليأس ولكنه هو حاله
المسخ الآن ينطق :
عارف لما تتكلم لحد لما الكلام يخلص
لما تتكلم وماحدش يسمعك لحد لما تسكت يأس وصوتك يروح
عارف لما تشوف نفسك بعيد عنك وبعيد عن الوجود كله
لما ايديك وصوابعك تتكسر وانت بتكتب ومافيش حد يقرأ لك
لما تلبس أحسن ملابسك وتتعطر بأحسن عطورك وتتجمل كل جمال ثم تلاقى الكل يقف أمامك بظهره ولايكترث ولايلتفت
المسخ ياسيدى لم يولد مسخا
المسخ ياسيدى عاش ذات يوم بيننا انسانا
حاول ان يكون
لكنه فوجئ بمن يقبح فعله وشكله ويستخرج من روحه أبشع مافيها ويلصقه بوجهه ويلقبه باسمه
المسخ ياسيدى لم يقترف اثما
لم يقتل روحا
لم يلوث ماء النهر
المسخ لم يحب ثوب المسخ ولم يسكن الغابة الموحشة
المسخ منبوذ مطرود هارب
هارب من الحياة ومن العالم ومن الحقيقة
المسخ يختبئ
يجنبكم ان ترونه وقد لطخته أوساخكم التى رميتموه بها
يدخل مخبأه ويغتسل من القبح والأوساخ وقذارة الكره والسخرية والوصمة
ومخبأه الصمت
ولباسه الوحدة
وصوته الأنين
وحواره الدموع
المسخ رغما عنه يعيش
وحبا منه ينتظر
ينتظر النهاية
واقفا بعد فوات الأوان
لااحب هذه الجملة ولاأحب النهايات الحزينة
واليوم نتقابل مع حكاية حدثت ولاأستطيع ان احكم عليها او أصفها بالحزن او السعادة
الوصف مسالة نسبية فى عين القارئ وواقع أصحاب القصة
هل نسمح لهم بالسعادة أو نصفهم بالتعاسة ؟؟؟
هيا بنا الى الأحداث :
هما اثنان مثل اى اثنين
اتقابلوا فى يوم وعرفوا الحقيقة بعد فوات الأوان
والحقيقة أنى - كما بدات حديثى - أكره جملة " بعد فوات الأوان "
و ... نبتدى الحكاية
كانوا زملاء دراسة فى الجامعة ، لايعرفون سوى الحياة للحياة ، كانت تشغلهم اللحظة والدراسة ولم يحسبوا للزمن خطواته
كانوا ... يحبون الحياة
ذات مساء ... رن جرس التليفون وسمعت صوتا يخبرها أنه اضطر للسفر ولم يستطع ان يلقى عليها تحية الوداع
وأستنكرت !! : من أنت ؟؟!!؟؟
قال : انه انا .. وانا فى آخر بقاع الأرض وبيننا آلاف الأميال
كان صوته مضطربا حائرا لكنه كان سعيدا ، هو دائما يكون سعيدا عندما يلمح طلتها او يسمع صوتها او حتى ياتى ذكر اسمها
وقبل ان تساله : مابك ؟ أفاض هو وفاض كالشلال
غريب ان ذلك هو حاله منذ تعارفا وغريب انه لم يتغير منذ عرفته
كان يلقاها بنفس الوجه وتلقاه بنفس الطلة
خط الزمن خطوطه على وجهيهما وفى روحيهما الا انه لم يفلح ان يمحى تلك الفرحة التى تجمعهما وقتما يلتقيان
اسمعى .. اسمعينى جيدا سوف اتحدث بما كتمته طوال 25 عاما وأخاف ان أموت دون ان تعرفى سرى ، يجب ان تعرفى ولايجب ان يظل السر حبيس صدرى ... أرهقنى الكتمان
اوعدينى ... ان تغفرى لى
اوعدينى ... الا تسيئ الظن بى
اوعدينى ... أن تصدقى
وأسلمته سمعها وبدا يحكى :
أتذكرين كيف كانت لقاءاتنا ، كنا صغارا وكنت سعيدا بوجودك ، احببتك منذ عرفتك ومنذ خطونا اولى خطواتنا للمستقبل وتمنيت ان تجمعنا الحياة
وأعجزنى قلة المال وحبست احساسى فى صدرى وكافحت أن أكون جديرا بك وعشت بين اليأس والرجاء .. اتنسم أخبارك واخترع الججج والذرائع لألقاك .
ويوم استبشرت بالأمل الواعد وأنا اضع قدمى على بداية الطريق .. استجمعت قواى وقررت مصارحتك وأخذت هديتى لك واتيتك
كان يوم لاانساه
ربما لاتذكرين
لكنه كان لى يوما لاتمحوه الأيام ولاالسنين
أتيتك مؤملا وقبل ان أصارحك فاجاتنى انت باهدائى حلوى الزفاف
وغامت الدنيا ومادت الأرض تحت قدمى وجاهدت ان اخفى صدمتى وأرسم الفرحة على وجهى والتى اوقن ان كل من حولك قد رآها .. الا انت .
تأخرت .. نعم ، اوقن انى تأخرت ، ترددت وكتمت خوفا من عجزى وقلة حالى
لم انساك ولم يتوقف حبك فى قلبى، صارت لى حياتى وصارت لك حياتك ، لكنك انت مازلت انت فى عينى
نفس الانسانة الجميلة الروح والقلب والشكل التى لم تغيرها الأيام ولا الأحداث
تغير كل العالم تغير كل الأشخاص .. الا انت فى عينى
مازلت القاك بنفس الفرحة مازلت اتنسم اخبارك
مازلت احبك
وانا الآن فى آخر بقاع الأرض بعيدا عنك لم تتركى قلبى ولاتفكيرى
وقررت انه يجب ان أصارحك
أعلم انه لافائدة
وربما اكون مخطئ
كان يجب ان أبوح لك بما كتمته كل تلك السنين
وساد صمت اعمق من المحيطات
ولانها تعرفه وتعرف انه انسان يحمل قلب ملاك .. فقد اصابها حزن بالغ أن تكون شريكا فى صنع كل هذا الالم
أيقنت أنه يريد ان يسمع شيئا آخر غير الاعتذار وغير المواساة
أيقنت انه يريد أن يعرف الحقيقة
أنه يريد أن يسمع مايمحو به آلام الجرح المكتوم
وفى النهاية قررت أن تجيب :
" ياريتك كنت نطقت "
ثم
انقطع الاتصال
Subscribe to:
Posts (Atom)