Wednesday, 9 October 2013

انه : أنت !!!

 
 
و جلس الرجل وحيدا ، منقوع في اعماق الحزن . فالتفت الحيوانات من حوله ، وقالت: " لا نحب أن نراك حزينا . فسلنا ما بدالك و لك ذلك. قال الرجل : " أريد أن أكون حاد البصر . " أجاب النسر : " لك عيناي . " قال الرجل : "أريد أن أكون قويا ." قال النمر : "لك مثل قوتي. " قال الرجل : " أتطلع لمعرفة خبايا الأرض ." أجابت الحية : " سوف أطلعك عليها. " و هكذا ذهب مع جميع الحيوانات . و عندما حصل على كل الهبات التي يمكن أن تعطي ، غادر . ثم قالت البومة إلى الحيوانات الأخرى ، " الآن الرجل يعرف الكثير ، و سوف يكون قادرا على القيام باشياء كثيرة. وفجأة قالت الغزالة: " الآن الرجل لديه كل ما يحتاجه . و سوف يتوقف حزنه ". فأجابت البومة "لا ، فلقد رأيت بداخل هذا الرجل حفرة عميقة مثل الجوع لن يملأها أبدا . وهي ما تجعله حزينا و ما تجعله محتاج . وسيظل يأخذ و يأخذ، حتى يأتي اليوم الَذي سيقول العالم له فيه:"ليس بحوذتي أكثر و لم يبق ما إعطيكه ".

-أبوكاليبتو

1 comment:

  1. ارتكب سليمان خطأ فادحاً عندما نشدَ الحكمة .

    ( عثر بين أوراق تشيخوف على هذه المناجاة منفصلةً ومكتوبة بخط يده :
    سليمان ( وحيداً ) : آه! يالهذه الحياة المظلمة! عندما كنتُ طفلاً, ما من ليلٍ أرعبني بظلامه كما يرعبني الآن وجودي الخفيّ. يا ربّ, أما وهبتَ داود هبة الكلمات والأصوات المتناغمة لكي يترنم ويحمدك على أوتاره, في رثاءٍ عذب, ويبكي الناس أو يدفعهم إلى حب الجمال؛ فلماذا وهبتني هذا العقل الجائع المؤرق المثقل بالتأملات؟ أتخفّى في الظلام مثل حشرةٍ ولدت من الغبار؛ وكياني كله يرتجف ويرتعد في خوفٍ ويأس, أرى وأسمع في كل شيء لغزاً خفياً. لماذا هذا الصباح؟ لماذا تشرق الشمس من وراء المعبد لتذهِّب النخلة؟ لماذا جمال النساء هذا؟ إلى أين يسرع العصفور, وما معنى طيرانه, ما دام هو وصغاره والمكان الذي يهرعون إليه سيصيرون غباراً مثلي؟ كان خيراً لي لو لم أولد قط أو ليتني كنتُ حجراً لم ينعم عليه الله بالعيون والأفكار. وإنهاكاً مني لجسدي عند حلول الليل, حملتُ الرخام إلى المعبد مثل أيِّ عامل طوال نهار أمس؛ ولكن ها قد حلّ الليل الآن ولا أستطيع النوم .. سأذهب وأستلقي. أخبرني الفريسيون أنه إذا ما تخيل المرء قطيع شياهٍ يركض, ثم صوّب انتباهه عليه, اضطربَ الخاطر وأخلْدَ إلى النوم, وهذا ما سوف أفعله ..

    ReplyDelete