ولقد كان لنا فى هذا الامر بعض الملاحظات رأينا انه من واجب اتباع الحق ان نشارك ولو بقسط يسير فى الامر لما يترتب عليه من اهمية للصالح العام
ولقد علمنا بعيدا عن الجدال ان اصلاح احوال التعليم يصلح مستقبل الامم وان فسادها يؤدى حتما لما نحن فيه من تردى وهوان وعلى بركة الله نبدأ
والكلام هنا لم اسعى لترتيبه ولا مراجعته لظروف قد اتداركها لاحقا
ومستعدون للاجابة عن اى ملاحظة وتقبلها
*******
مقدمة لابد ان نتفق عليها - واما من يخالفوننى فيها فلهم دينهم ولى دين - تلك النقطة التى لاخلاف عليها
ان امة الاسلام فى وضعها الذى اراده الله تعالى لها هى خير امة اخرجت للناس
ومن ثم فان مايصلح لغيرهم قد لايصلح لهم بل انه من الضرورة الا يصلح لهم ان تم نقله دون صبغه بصبغة الاسلام
ونضرب مثلا لذلك انك اذا احضرت سكينا لذبح طائر متفق على اكله فانه يصلح لكل الامم ولكن عند المسلمين يكون فاسدا ان لم تسم الله عليه عند الذبح
وتلك النقاط يظنها البعض نقاطا شكلية ولكنها من تمام العقيدة ولهذا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمرنا بشئ ويحذرنا من شئ فى هذا الصدد
الامر الذى اوصى به ان نخالف اليهود والنصارى والامر الذى حذر منه ان نتبع سنن الذين من قبلنا اى اليهود والنصارى
وبالتالى باتت القضية من اسهل مايكون ودعونى اشرح الامر بشئ من الايجاز على مايجرى فى بلد كمصر
********
يصر الدارسون هنا ان يمجدوا صانع مصر الحديثة الحاكم محمد على
وهو احد الجنود المرتزقة الذين جاءوا الى مصر لتأديب من لايدفعون الجزية الى السلطان العثمانى فكان فظا غليظ القلب اشتهر بقدرته على ارتكاب افظع الجرائم واشدها
ولما نكبت مصر فى ثورة القاهرة الاولى قام السيد عمر مكرم وهو شيخ ازهرى على مايبدو انه كان ساذجا جدا ويفتقد الى البصيرة والعمق فقام ورفاقه بتعيين السيد محمد على واليا على مصر
لا اتطرق الى مالاقاه الشيخ عمر مكرم نفسه من نفى واهانة ولا عن مسلك الحاكم الجديد واسرته فى مصر طوال سنوات امتدت من عام 1805 حتى 1952 - وطبعا اللى بعدها كان انيل وازفت بس خلينا فى موضوعنا - قام الحاكم الجديد لأول مرة منذ دخول الاسلام الى مصر بجعل مصر دولة علمانية
ولأول مرة فى تاريخها تخرج عن احكام الاسلام
المدة اذن من 1805 حتى اليوم 2010 هى بالحساب = 205 سنة كانت كافية لجعل مصر احد اكثر الدول تخلفا فى كل ميدان من ميادين العلم وقلما توجد مشكله لايعانى منها المصريون تلك خلاصة هذه السنوات
وللمجادلين الذين لايبصرون لاتخلو امة من افذاذ ولو حكمها الكفار المهم هو مجموع الامة ماذا حققت كجماعة؟؟؟؟ لاشئ
تلاحظ لى تزامن عجيب - وهنا حقوق الملكية الفكرية اطالب بها ان ثبت ذلك لاحقا - ان احداث تلك السنوات فى تاريخ المدعو محمد على والى مصر واسرته كانت تسير وترتبط بكل نجاح حققه اليهود حتى تبروزت فى النهاية دولة اسرائيل
وذلك موضوع اخر سوف نعالجه بشئ من التفصيل فيما بعد
لكن المهم جدا ماعلاقة هذا بالتعليم وتردى احواله ؟ سؤال ساذج لمن نسى اننى احكى مقدمة
*************
كان من نتائج الحكم العلمانى ان اصبح التعليم شيئا منهجيا يسير وفقا لأتباع منهج اليهود والنصارى
فتم القضاء تدريجيا على كل ماهو اسلامى وبات التعليم مكون من ماديات هى
المدارس والمدرسين والكتب والمناهج والفصول والطباشير وفصل دراسى وسبورة وحاجة بيمسحوا بيها السبورة اسمها باشورة واجازة ودمتم بخير
ولكل منهم موضوع وقصة وحكاية وازمة تبدأ من قلة عدد الفصول وزيادة الكثافة وقلة الامكانيات وضعف المرتبات وفائض الخريجين وازمة الطباشير والكتاب ومعرفش ايه وايه وايه .... كلام من اللى لابد يحصل ومتوقع انه يتنيل اكتر من كده
السؤال هو هل من الخريجين من يضارع الامام الشافعى او ابو حنيفة او الخليل ابن احمد ؟ ربما ولكن كيف ومن اين تخرج هؤلاء
متى كانت عطلتهم الدراسية وهل لو قام الامام احمد بن حنبل وذهب بمسوغات تعيينه الى احد المدارس وهو لايحمل شهادة معتمدة
بالطبع سيلحق بالعمل فراشا فى احد المدارس لأنه لايحمل مؤهلا .... دا حتى ولا معاه الابتدائية
اول ماتتشدق به الحكومات هو الزيادة السكانية التى تلتهم مايسمى بالتنمية وتلك اكذوبة علم الله والراسخون فى العلم انها - اى الزيادة السكانية - شئ مما يحض الاسلام عليه ويأمرنا به لأن هناك جهاد واعمار للارض وسعى وعمل وارض مالها اول ولا آخر عاوزين يبيعوها بس لما اسرائيل تمد المرحلة التانية وعلينا خير
ماعلينا من الموضوع ده لكن ماوجب التنبيه اليه ان الزيادة السكانية نعمة وليست نقمة واليك دولة مثل ليبيا لو زادت فيها الكثافة الف مرة ما ملأت جزءا من ارضها ولا مواردها وكذلك كل بلاد الامة الاسلامية ولكنها تخاريف اصبح انصاف المثقفين يصدقونها ويتشدقون بها لأن عقولهم بحاجة الى الترميم ولأنهم جهلاء يحملون شهادات
التعليم فى الامة الاسلامية يحتاج الى معلم عليم وللعلم درجات ومراتب ومنازل وليس بالضرورة ان يكون خريجا جامعيا
ولعلها احدى الملاحظات الجديرة بالوقوف عندها ان كل الجامعات الاسلامية فى العصر الحديث لم تخرج لنا مثل الشيخ محمد ناصر الدين الالبانى الذى كان يعمل بتصليح الساعات ولايحمل شهادة عليها خاتم وزارة التعليم ولكنه خسأ عين الجميع بكل بساطة
التعليم فى الدولة الاسلامية اصبح جزءا من السياسة الفاشلة التى ترتبط بغيرها من الدول وهاتيك اكذوبة الجودة والايزو وماشابه ذلك ليتحكم غير المسلمين فى مقاليد الامة الاسلامية
ان الاسلام قد وضع الخطوط العامة وحث على طلب العلم وامر ان الحكمة هى ضالة المؤمن انى وجدها هو اولى الناس بها
ولم يقرر لذلك زمنا ولاحدد مدة وكان الشيخ الذى جاوز الستين يتعلم جنبا الى جنب مع صبى لم يجاوز الثالثة عشرة
وكلاهما جلس لطلب العلم الذى يحتاج اليه وينشده
ولذلك كانت الامة هى مانحة الشهادة والقيمة ولو اخذنا بهذا المقياس لصار التعليم ماقبل الجامعى كله عبارة عن تحصيل مواد يمكن الحصول على افضل منها مرات عديدة لو تخففنا من حدة التقليد وقمنا بالرجوع الى المصادر الحقيقية وكانت مدارسنا هى المساجد وتوسعنا فى ذلك لما احتجنا الى دروس خصوصية ولا باذنجان الحكومة المسمى بالمناهج التى اثبتت التجربة انها هراءات وتخاريف تنخر الامة وتقوى اعداءها وتسند الامر لغير اهله والقصة كلها محاكاة فارغة لقوم يصلح لهم مالايصلح لنا من اشياء
ما الذى يضير الامة ان حددت حدا ادنى من العلم وجب على الطالب المؤهل للتخصص -الجامعى مثلا - ايا كان سنه وهيئته
ان يلم به الماما كاملا وهو جاهز فى كل الاوقات لاجتياز اعقد الاختبارات من هيئات تنتجها الامة وليست الحكومة
ولنضرب لذلك مثلا صغيرا ...كان الشيخ بن عثيمين قد شرح كتبا فى النحو قمة فى الروعة ونحن بالطبع لسنا بأهل للحكم على العلامة الجليل رحمه الله ماذا لو حكم هو واعطى شهادة لفلان انه مؤهل لتدريس النحو لاشك عندى انها ستكون افضل الف مرة من شهادة من مدرسة حكومية او الجامعة الروسية او الامريكية ولكن فى ميزان العمل قد لاتكون لها اى قيمة
وهذا بيت القصيد فى الضرر ان تقررالحكومات الجاهلة من هو عالم بحكم ماتمنح من شهادات
ونحن هنا يجب ان نلتفت الى ان الشهادات الاكاديمية الممنوحة من الجهات المسماة جهات رسمية تفيد فى الوظيفة وتحكم الدولة فى اشخاصها ولكن فى مجال العلم قد يكون هناك من يفضلها مثل شهادة الالبانى والعقاد والحسن البصرى وسعيد بن جبير واحمد بن حنبل وغيرهم الذين ان جاءوا اليوم الى وظائفنا ماوجدوا من عمل يذكر لأنهم لايحملون شهادات
الدولة الحديثة اذن التى اخترعها محمد على كان تكرس لمفهوم آخر من التعليم
تعليم ينتج شخصا مؤهلا لأن يعرف مايريدونه ان يعرفه فقط ولو انها كانت جادة فى الحصول على جوهر العلم لاشكله فقط
لاتخذت الوانا من التعليم ماعرف لها اهل الاقطار الاخرى غير المسلمين من سبيل
اما حاجتنا لهم فى العلوم الطبيعية التى سبقونا اليها من جراء تخاذلنا وتكاسلنا وتركنا ماينفعنا الى مالايصلح لنا فذاك امره ميسور وهو ان نتعلمه منهم فى البعثات والتبادل والاجتهاد والجد وتبادل المنافع حتى يصبح لدينا مانكتفى به ونأخذ بتجارب البعض مع التعديل المناسب للامة فمثلا بعض الدول كالصين عندهم الاطباء الحفاة وهم اطباء يقومون بعمل تلك العمليات البسيطة وقد برعوا فى ذلك وسدوا حاجة هذه الملايين التى لم تعطل التنمية مثلما تتشدق حكوماتنا الكوميدية
ان منظومة التعليم فى الدول الاسلامية تنهج نهجا ماخلق لها وماخلقت له وهو الذى جعل فى المجتمع الاتى :-
محاسبا وطبيبا ومهندسا ومحاميا كان آخر عهده بالقراءة والعلم يوم ان حصل على شهادته الجامعية
خريجون فى تخصصات قد صاروا من اجهل الناس فى تلك التخصصات ولكنهم حاملوا شهادات رسمية فيها
وقد خرجت نظرية القيمة من الموضوع ولم تعد قيمة كل امرئ مايحسنه وانما صارت قيمته فيما يحمل من شهادات
ولو كان جاهلا ومخرفا واحمقا المهم ان يكون ابنا بارا للحكومات والمدارس اتم خط السير المطلوب بنجاح
كان الشبخ على مبارك يعلم التلاميذ تحت الشجرة وقد افلح فى ذلك
وكان العلماء يجلسون للدرس فى كل مكان ولا عرفوا اجازة صيف ولا سن الالزام ولا سن البطيخ وقهروا الامم وفتحوا الممالك الحصينة ونشروا الدين وعلموا الامم واناروا للحضارة بمعناها الصحيح كل الطرق وما منعهم العلم عن الجهاد ولاعطلهم السن عن التعليم وبرع فى علوم العربية والفقه من اهل فارس وغيرها من الدول التى دخلت فى الاسلام مالم يدركه مسلموا اليوم بكل هبلهم
وكان عالم النحو يجلس كتلميذ فى حصة العروض وكان عالم الفقه يجلس صاغرا فى حصة الحديث
وكان طالب الطب يسعى للحصول على بغيته من اى مكان والله تعالى ييسر الطرق لطالب العلم وعليه يقع قصد السبيل وهو اعلم بمن ضل وهو اعلم بالمهتدين
ولنذهب الى المفارقات المضحكة
طالب يتحول عن دراسة الهندسة مثلا بسبب درجتين لم يحصل عليهما فى الثانوية العامة وقد يكون هو اجدر الناس بدراستها
طالب يدرس الطب لدرجة قد حصل عليها وهو ابعد الناس عن دراسته ما الذى ميز هذا عن ذاك وجعل تعليما يعلو على غيره
انه ميدان العمل الذى هدمته الحكومة اصلا ولو يسرت سبل العيش الكريم لكانت الامور وفقا لحاجة الناس وليس لحاجة أكل العيش (وانا فى الثانوية العامة كان بجوارى طالب يعيد السنة لدخول الهندسة على درجة لان مجموعه انذاك اوصله لكلية هندسة البترول والتعدين فقط وهو يريد ان يكون مهندس مدنى .....بعد ذلك باعوام كانت كلية البترول والتعدين التى رفضها تقبل مجموع 101 % اى والله ........وفى كلية الاداب جامعة عين شمس كنت اتأهب لدخول امتحان الليسانس والله العظيم فاجأنى طالب صغير صباح المتحان قال لى : ذاكر( التأبْيُن ) بسكون الباء وضم الياء فقلت له وما ذاك لا اعرفه؟ ففهمت انه يقصد التأبين اى ذكر محاسن الموتى !!!! وبعد شهر سيصبح مدرسا متخصصا نسلم اليه اولادنا بكل بساطة
كان الحسن البصرى يجلس ليعلم الناس فان جاع حمل شبكته وذهب ليصطاد وكان عيسى عليه السلام نجارا ومعلما
وكان داوود عليه السلام حدادا ومعلما وغيرهم من عموم الناس الكثير والكثير
وكان ينقطع للجهاد مجاهدون وللتعليم متعلمون وكانت الامة كيانا واحدا ولما ابتليت بمحاكاة غيرها ضلت وسقطت وضاعت
لماذا يتعلم كل الناس تعليما واحدا اليس هذا مضحكا ؟ لماذا لاتوجد مدارس فى دول الاسلام ليس فى غيرها من الامم مثلها
لماذا ترى الدولة ان تخفض تعليم الثانوية الازهرية من خمس سنوات الى اربع ثم من اربع الى ثلاث ؟؟؟
هل الصحيح عندما كانت خمسا ام عندما صارت ثلاثة ؟ هل الصحيح ان تلغى السنة السادسة ام تعاد ؟ لاشئ صحيح مطلقا الكل غلط طبعا
ان التعليم بحاجة الى مفكرين وان الله تعالى لايصلح عمل المفسدين
ولو قالت الحكومات انها عازمة على اصلاح شئ فلتضمن انه فسد
********
ملاحظة هامة لها علاقة بالموضوع
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " ماترك قوم الجهاد الا ذلوا " ولنلاحظ انه قال قوم ولم يحدد نوعهم
ولاحظت انا ان امريكا منذ وجدت كانت تجاهد من وجهة نظرها فعزت وان اسرائيل تجاهد من وجهة نظرها ولم تترك الحروب ابدا فعزت اما نحن اهل السلام والباذنجان والحكمة والكلام اللى لابيودى ولابيجيب فقد ذللنا بفضل الله
والغريب ان عندنا مليون سبب تقام من اجله فريضة الجهاد ولكننا بنكبر دماغنا وقد صارت لنا متع اخرى
ولو اننا كنا مواطنين صالحين من وجهة نظر الحكومة وتحققت المثالية الكبيرة المنشودة لنا لرضينا ببرامج الفضائية المصرية
ورضينا باسرائيل صديقا وامريكا حليفا والحكومة راشدة واللغة العربية مسخرة والفقه كان له زمن قد ولى وتمتعنا بالمتاح من الكليبات
وتعلمنا ان محمد على بانى مصر الحديثة اللى مكسرة الدنيا انتصارات ياعينى عليها وتعلمنا عن الزعيم الخالد وعن بطل العبور وبطل الضربة الجوية وحق اسرائيل فى الحياة وسمينا ارض فلسطين السلطة الفلسطينية على خرائطنا الرسمية وسمينا تقسيم السودان ديموقراطية وتحطيم العراق قرار من مجلس الامن
وعلمنا ان قائدنا هو البطل الرشيد وان كل زعيم فى امته هو بطل من طراز خاص
طيب خلينا اكلنا الاونطة دى تفتكروا اسرائيل وامريكا يعنى اليهود والنصارى هايسكتوا ولا يعنى لسه لهم مطالب اخرى ؟؟
لقد فهمت الآن
منقول : محرم صلاح الدين
مصر
ولقد علمنا بعيدا عن الجدال ان اصلاح احوال التعليم يصلح مستقبل الامم وان فسادها يؤدى حتما لما نحن فيه من تردى وهوان وعلى بركة الله نبدأ
والكلام هنا لم اسعى لترتيبه ولا مراجعته لظروف قد اتداركها لاحقا
ومستعدون للاجابة عن اى ملاحظة وتقبلها
*******
مقدمة لابد ان نتفق عليها - واما من يخالفوننى فيها فلهم دينهم ولى دين - تلك النقطة التى لاخلاف عليها
ان امة الاسلام فى وضعها الذى اراده الله تعالى لها هى خير امة اخرجت للناس
ومن ثم فان مايصلح لغيرهم قد لايصلح لهم بل انه من الضرورة الا يصلح لهم ان تم نقله دون صبغه بصبغة الاسلام
ونضرب مثلا لذلك انك اذا احضرت سكينا لذبح طائر متفق على اكله فانه يصلح لكل الامم ولكن عند المسلمين يكون فاسدا ان لم تسم الله عليه عند الذبح
وتلك النقاط يظنها البعض نقاطا شكلية ولكنها من تمام العقيدة ولهذا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمرنا بشئ ويحذرنا من شئ فى هذا الصدد
الامر الذى اوصى به ان نخالف اليهود والنصارى والامر الذى حذر منه ان نتبع سنن الذين من قبلنا اى اليهود والنصارى
وبالتالى باتت القضية من اسهل مايكون ودعونى اشرح الامر بشئ من الايجاز على مايجرى فى بلد كمصر
********
يصر الدارسون هنا ان يمجدوا صانع مصر الحديثة الحاكم محمد على
وهو احد الجنود المرتزقة الذين جاءوا الى مصر لتأديب من لايدفعون الجزية الى السلطان العثمانى فكان فظا غليظ القلب اشتهر بقدرته على ارتكاب افظع الجرائم واشدها
ولما نكبت مصر فى ثورة القاهرة الاولى قام السيد عمر مكرم وهو شيخ ازهرى على مايبدو انه كان ساذجا جدا ويفتقد الى البصيرة والعمق فقام ورفاقه بتعيين السيد محمد على واليا على مصر
لا اتطرق الى مالاقاه الشيخ عمر مكرم نفسه من نفى واهانة ولا عن مسلك الحاكم الجديد واسرته فى مصر طوال سنوات امتدت من عام 1805 حتى 1952 - وطبعا اللى بعدها كان انيل وازفت بس خلينا فى موضوعنا - قام الحاكم الجديد لأول مرة منذ دخول الاسلام الى مصر بجعل مصر دولة علمانية
ولأول مرة فى تاريخها تخرج عن احكام الاسلام
المدة اذن من 1805 حتى اليوم 2010 هى بالحساب = 205 سنة كانت كافية لجعل مصر احد اكثر الدول تخلفا فى كل ميدان من ميادين العلم وقلما توجد مشكله لايعانى منها المصريون تلك خلاصة هذه السنوات
وللمجادلين الذين لايبصرون لاتخلو امة من افذاذ ولو حكمها الكفار المهم هو مجموع الامة ماذا حققت كجماعة؟؟؟؟ لاشئ
تلاحظ لى تزامن عجيب - وهنا حقوق الملكية الفكرية اطالب بها ان ثبت ذلك لاحقا - ان احداث تلك السنوات فى تاريخ المدعو محمد على والى مصر واسرته كانت تسير وترتبط بكل نجاح حققه اليهود حتى تبروزت فى النهاية دولة اسرائيل
وذلك موضوع اخر سوف نعالجه بشئ من التفصيل فيما بعد
لكن المهم جدا ماعلاقة هذا بالتعليم وتردى احواله ؟ سؤال ساذج لمن نسى اننى احكى مقدمة
*************
كان من نتائج الحكم العلمانى ان اصبح التعليم شيئا منهجيا يسير وفقا لأتباع منهج اليهود والنصارى
فتم القضاء تدريجيا على كل ماهو اسلامى وبات التعليم مكون من ماديات هى
المدارس والمدرسين والكتب والمناهج والفصول والطباشير وفصل دراسى وسبورة وحاجة بيمسحوا بيها السبورة اسمها باشورة واجازة ودمتم بخير
ولكل منهم موضوع وقصة وحكاية وازمة تبدأ من قلة عدد الفصول وزيادة الكثافة وقلة الامكانيات وضعف المرتبات وفائض الخريجين وازمة الطباشير والكتاب ومعرفش ايه وايه وايه .... كلام من اللى لابد يحصل ومتوقع انه يتنيل اكتر من كده
السؤال هو هل من الخريجين من يضارع الامام الشافعى او ابو حنيفة او الخليل ابن احمد ؟ ربما ولكن كيف ومن اين تخرج هؤلاء
متى كانت عطلتهم الدراسية وهل لو قام الامام احمد بن حنبل وذهب بمسوغات تعيينه الى احد المدارس وهو لايحمل شهادة معتمدة
بالطبع سيلحق بالعمل فراشا فى احد المدارس لأنه لايحمل مؤهلا .... دا حتى ولا معاه الابتدائية
اول ماتتشدق به الحكومات هو الزيادة السكانية التى تلتهم مايسمى بالتنمية وتلك اكذوبة علم الله والراسخون فى العلم انها - اى الزيادة السكانية - شئ مما يحض الاسلام عليه ويأمرنا به لأن هناك جهاد واعمار للارض وسعى وعمل وارض مالها اول ولا آخر عاوزين يبيعوها بس لما اسرائيل تمد المرحلة التانية وعلينا خير
ماعلينا من الموضوع ده لكن ماوجب التنبيه اليه ان الزيادة السكانية نعمة وليست نقمة واليك دولة مثل ليبيا لو زادت فيها الكثافة الف مرة ما ملأت جزءا من ارضها ولا مواردها وكذلك كل بلاد الامة الاسلامية ولكنها تخاريف اصبح انصاف المثقفين يصدقونها ويتشدقون بها لأن عقولهم بحاجة الى الترميم ولأنهم جهلاء يحملون شهادات
التعليم فى الامة الاسلامية يحتاج الى معلم عليم وللعلم درجات ومراتب ومنازل وليس بالضرورة ان يكون خريجا جامعيا
ولعلها احدى الملاحظات الجديرة بالوقوف عندها ان كل الجامعات الاسلامية فى العصر الحديث لم تخرج لنا مثل الشيخ محمد ناصر الدين الالبانى الذى كان يعمل بتصليح الساعات ولايحمل شهادة عليها خاتم وزارة التعليم ولكنه خسأ عين الجميع بكل بساطة
التعليم فى الدولة الاسلامية اصبح جزءا من السياسة الفاشلة التى ترتبط بغيرها من الدول وهاتيك اكذوبة الجودة والايزو وماشابه ذلك ليتحكم غير المسلمين فى مقاليد الامة الاسلامية
ان الاسلام قد وضع الخطوط العامة وحث على طلب العلم وامر ان الحكمة هى ضالة المؤمن انى وجدها هو اولى الناس بها
ولم يقرر لذلك زمنا ولاحدد مدة وكان الشيخ الذى جاوز الستين يتعلم جنبا الى جنب مع صبى لم يجاوز الثالثة عشرة
وكلاهما جلس لطلب العلم الذى يحتاج اليه وينشده
ولذلك كانت الامة هى مانحة الشهادة والقيمة ولو اخذنا بهذا المقياس لصار التعليم ماقبل الجامعى كله عبارة عن تحصيل مواد يمكن الحصول على افضل منها مرات عديدة لو تخففنا من حدة التقليد وقمنا بالرجوع الى المصادر الحقيقية وكانت مدارسنا هى المساجد وتوسعنا فى ذلك لما احتجنا الى دروس خصوصية ولا باذنجان الحكومة المسمى بالمناهج التى اثبتت التجربة انها هراءات وتخاريف تنخر الامة وتقوى اعداءها وتسند الامر لغير اهله والقصة كلها محاكاة فارغة لقوم يصلح لهم مالايصلح لنا من اشياء
ما الذى يضير الامة ان حددت حدا ادنى من العلم وجب على الطالب المؤهل للتخصص -الجامعى مثلا - ايا كان سنه وهيئته
ان يلم به الماما كاملا وهو جاهز فى كل الاوقات لاجتياز اعقد الاختبارات من هيئات تنتجها الامة وليست الحكومة
ولنضرب لذلك مثلا صغيرا ...كان الشيخ بن عثيمين قد شرح كتبا فى النحو قمة فى الروعة ونحن بالطبع لسنا بأهل للحكم على العلامة الجليل رحمه الله ماذا لو حكم هو واعطى شهادة لفلان انه مؤهل لتدريس النحو لاشك عندى انها ستكون افضل الف مرة من شهادة من مدرسة حكومية او الجامعة الروسية او الامريكية ولكن فى ميزان العمل قد لاتكون لها اى قيمة
وهذا بيت القصيد فى الضرر ان تقررالحكومات الجاهلة من هو عالم بحكم ماتمنح من شهادات
ونحن هنا يجب ان نلتفت الى ان الشهادات الاكاديمية الممنوحة من الجهات المسماة جهات رسمية تفيد فى الوظيفة وتحكم الدولة فى اشخاصها ولكن فى مجال العلم قد يكون هناك من يفضلها مثل شهادة الالبانى والعقاد والحسن البصرى وسعيد بن جبير واحمد بن حنبل وغيرهم الذين ان جاءوا اليوم الى وظائفنا ماوجدوا من عمل يذكر لأنهم لايحملون شهادات
الدولة الحديثة اذن التى اخترعها محمد على كان تكرس لمفهوم آخر من التعليم
تعليم ينتج شخصا مؤهلا لأن يعرف مايريدونه ان يعرفه فقط ولو انها كانت جادة فى الحصول على جوهر العلم لاشكله فقط
لاتخذت الوانا من التعليم ماعرف لها اهل الاقطار الاخرى غير المسلمين من سبيل
اما حاجتنا لهم فى العلوم الطبيعية التى سبقونا اليها من جراء تخاذلنا وتكاسلنا وتركنا ماينفعنا الى مالايصلح لنا فذاك امره ميسور وهو ان نتعلمه منهم فى البعثات والتبادل والاجتهاد والجد وتبادل المنافع حتى يصبح لدينا مانكتفى به ونأخذ بتجارب البعض مع التعديل المناسب للامة فمثلا بعض الدول كالصين عندهم الاطباء الحفاة وهم اطباء يقومون بعمل تلك العمليات البسيطة وقد برعوا فى ذلك وسدوا حاجة هذه الملايين التى لم تعطل التنمية مثلما تتشدق حكوماتنا الكوميدية
ان منظومة التعليم فى الدول الاسلامية تنهج نهجا ماخلق لها وماخلقت له وهو الذى جعل فى المجتمع الاتى :-
محاسبا وطبيبا ومهندسا ومحاميا كان آخر عهده بالقراءة والعلم يوم ان حصل على شهادته الجامعية
خريجون فى تخصصات قد صاروا من اجهل الناس فى تلك التخصصات ولكنهم حاملوا شهادات رسمية فيها
وقد خرجت نظرية القيمة من الموضوع ولم تعد قيمة كل امرئ مايحسنه وانما صارت قيمته فيما يحمل من شهادات
ولو كان جاهلا ومخرفا واحمقا المهم ان يكون ابنا بارا للحكومات والمدارس اتم خط السير المطلوب بنجاح
كان الشبخ على مبارك يعلم التلاميذ تحت الشجرة وقد افلح فى ذلك
وكان العلماء يجلسون للدرس فى كل مكان ولا عرفوا اجازة صيف ولا سن الالزام ولا سن البطيخ وقهروا الامم وفتحوا الممالك الحصينة ونشروا الدين وعلموا الامم واناروا للحضارة بمعناها الصحيح كل الطرق وما منعهم العلم عن الجهاد ولاعطلهم السن عن التعليم وبرع فى علوم العربية والفقه من اهل فارس وغيرها من الدول التى دخلت فى الاسلام مالم يدركه مسلموا اليوم بكل هبلهم
وكان عالم النحو يجلس كتلميذ فى حصة العروض وكان عالم الفقه يجلس صاغرا فى حصة الحديث
وكان طالب الطب يسعى للحصول على بغيته من اى مكان والله تعالى ييسر الطرق لطالب العلم وعليه يقع قصد السبيل وهو اعلم بمن ضل وهو اعلم بالمهتدين
ولنذهب الى المفارقات المضحكة
طالب يتحول عن دراسة الهندسة مثلا بسبب درجتين لم يحصل عليهما فى الثانوية العامة وقد يكون هو اجدر الناس بدراستها
طالب يدرس الطب لدرجة قد حصل عليها وهو ابعد الناس عن دراسته ما الذى ميز هذا عن ذاك وجعل تعليما يعلو على غيره
انه ميدان العمل الذى هدمته الحكومة اصلا ولو يسرت سبل العيش الكريم لكانت الامور وفقا لحاجة الناس وليس لحاجة أكل العيش (وانا فى الثانوية العامة كان بجوارى طالب يعيد السنة لدخول الهندسة على درجة لان مجموعه انذاك اوصله لكلية هندسة البترول والتعدين فقط وهو يريد ان يكون مهندس مدنى .....بعد ذلك باعوام كانت كلية البترول والتعدين التى رفضها تقبل مجموع 101 % اى والله ........وفى كلية الاداب جامعة عين شمس كنت اتأهب لدخول امتحان الليسانس والله العظيم فاجأنى طالب صغير صباح المتحان قال لى : ذاكر( التأبْيُن ) بسكون الباء وضم الياء فقلت له وما ذاك لا اعرفه؟ ففهمت انه يقصد التأبين اى ذكر محاسن الموتى !!!! وبعد شهر سيصبح مدرسا متخصصا نسلم اليه اولادنا بكل بساطة
كان الحسن البصرى يجلس ليعلم الناس فان جاع حمل شبكته وذهب ليصطاد وكان عيسى عليه السلام نجارا ومعلما
وكان داوود عليه السلام حدادا ومعلما وغيرهم من عموم الناس الكثير والكثير
وكان ينقطع للجهاد مجاهدون وللتعليم متعلمون وكانت الامة كيانا واحدا ولما ابتليت بمحاكاة غيرها ضلت وسقطت وضاعت
لماذا يتعلم كل الناس تعليما واحدا اليس هذا مضحكا ؟ لماذا لاتوجد مدارس فى دول الاسلام ليس فى غيرها من الامم مثلها
لماذا ترى الدولة ان تخفض تعليم الثانوية الازهرية من خمس سنوات الى اربع ثم من اربع الى ثلاث ؟؟؟
هل الصحيح عندما كانت خمسا ام عندما صارت ثلاثة ؟ هل الصحيح ان تلغى السنة السادسة ام تعاد ؟ لاشئ صحيح مطلقا الكل غلط طبعا
ان التعليم بحاجة الى مفكرين وان الله تعالى لايصلح عمل المفسدين
ولو قالت الحكومات انها عازمة على اصلاح شئ فلتضمن انه فسد
********
ملاحظة هامة لها علاقة بالموضوع
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " ماترك قوم الجهاد الا ذلوا " ولنلاحظ انه قال قوم ولم يحدد نوعهم
ولاحظت انا ان امريكا منذ وجدت كانت تجاهد من وجهة نظرها فعزت وان اسرائيل تجاهد من وجهة نظرها ولم تترك الحروب ابدا فعزت اما نحن اهل السلام والباذنجان والحكمة والكلام اللى لابيودى ولابيجيب فقد ذللنا بفضل الله
والغريب ان عندنا مليون سبب تقام من اجله فريضة الجهاد ولكننا بنكبر دماغنا وقد صارت لنا متع اخرى
ولو اننا كنا مواطنين صالحين من وجهة نظر الحكومة وتحققت المثالية الكبيرة المنشودة لنا لرضينا ببرامج الفضائية المصرية
ورضينا باسرائيل صديقا وامريكا حليفا والحكومة راشدة واللغة العربية مسخرة والفقه كان له زمن قد ولى وتمتعنا بالمتاح من الكليبات
وتعلمنا ان محمد على بانى مصر الحديثة اللى مكسرة الدنيا انتصارات ياعينى عليها وتعلمنا عن الزعيم الخالد وعن بطل العبور وبطل الضربة الجوية وحق اسرائيل فى الحياة وسمينا ارض فلسطين السلطة الفلسطينية على خرائطنا الرسمية وسمينا تقسيم السودان ديموقراطية وتحطيم العراق قرار من مجلس الامن
وعلمنا ان قائدنا هو البطل الرشيد وان كل زعيم فى امته هو بطل من طراز خاص
طيب خلينا اكلنا الاونطة دى تفتكروا اسرائيل وامريكا يعنى اليهود والنصارى هايسكتوا ولا يعنى لسه لهم مطالب اخرى ؟؟
لقد فهمت الآن
منقول : محرم صلاح الدين
مصر
الأربعاء، 13 أكتوبر 2010 في 04:00
No comments:
Post a Comment