Thursday, 31 March 2011

رسائل صامتة



عندما تتدافع برأسك الأفكار ،لتكسر وتحطم كل حواجز الإعراض التي تحاول تثبيتها، وتصاحبها كلمات مسترسلة بلا هوادة كما فيضاناً طاغياً وكأن أحدهم بداخلك يستصرخك مستغيثاً فتحاول التجاهل كمحاولة أولى يائسة وتليها بمحاولة ثانية بالتشاغل بشيء آخر فتبوء بالفشل ثم تتبعها بمحاولة أخيرة من الامتناع لعل وعسى أن يهدأ كل هذا في محيط دماغك وعبثاً تمضي كل محاولاتك لتجدها هباء فما يكون منك إلا أن تستجيب لهذا الضجيج المتصاعد كي يستريح جسدك المرهق وتغفو عيناك المتألمة وتهدأ نفسك المتعبة !
ما كتب بالأسطر السابقة شبيه الحالة التي يمر بها المرء أحياناً أثناء تلقي تخاطراً من أحدهم وهو يحاول جاهداً أن يمتنع عن تلقيه وما كتب بالأسطر التالية يعد الجزء الذي نجا من مذبحة هذا التخاطر والتي باءت بالفشل !
أما التساؤل هنا فهل تتبع الكلمات من كتبها أم من أرسلها إليه تخاطراً عبر الأثير اللامرئي !؟!
وماذا لو كان المرسل مجهولاً بل وماذا لو كان المرسل عدة أشخاص !؟!

ملحوظة : إذا غلَّقت الأبواب وحل عِقال العقل فحينها يصبح عهر الراهبة مثير ولا يغري تبتل العاهرة !
======================
خالد السويفي



 

رسائل صامتة

أكتب إليك رسالتي هذه
وأنا منعزلة متوارية عن أعين البشر من حولي
كي أقول..
الآن أعترف لك الآن
الآن أهذي ..
ولا أخفيك سري ..
الذي تعلمه وتكتمه بإتقان
وأعرف أنك ستقدر مني هذا الهذيان !
الآن أخبرك ..
أنني أعرف أنك تعرف..
أنني يملؤني الحرمان
الآن لن أراوغك أكثر
سئمت مراوغتنا لكلانا
ومللت الصمت الذي ضجت به من حولي الجدران
تعال أخبرك ما تعرفه وتخفيه عني
تعال ..
فأنا .. أرفع رايتي البيضاء .. هل تراها !؟!
إنها راية الاستسلام
تعال أخبئك تحت ردائي
بحر عميق أنت بل محيط ..
وأنا قطعة سكر..
جزيرتك المخفية
وأنت القبطان
لا .. كن القرصان
دعك من تلك المنهجية
والتي تشغل ذهنك كثيراُ من الأحيان
فأنا .. حسناً ...
لنكن واقعيين .. قليلاً .. هاهنا
إنني امرأة واقعية
لن أخبرك أن تعال أخبئك تحدت جلدي
وإن كنت أرغب !
أنت مجنون ..
وأعرف ذلك وأعشقه فيك
رغم ما تخفيه عن الآخرين !
كل شيء مباح الآن
ليس ثمة قيد لا ولا بيننا عهد
سئمت القيود وزيف العهود
سأكون لك أنت
نعم أنت ..
دون الرجال
سأخفيك عن نظر النساء
سأخفيك عن العيون
لقد تسترتُ كثيراً
لقد تخفيتُ كثيراً
وقد مارستُ كل الألاعيب والحيل في الخفاء
وأنت الوحيد الذي عرف
أنت الوحيد الذي أدركني
وعلم ما بداخلي من ثورة تريد الانفجار
أريدك بجنون أنثى .. أريدك بلا عقل .. أريدك كما أعرفك أنا
لا كما تُظهر لهم أو يظنون أنهم يعرفون
سأرقص لك ما تشاء من الرقصات
وسأتحرر معك من كل شيء
لساعة من نهار
سأكون أنا
كما تعرفني أنت
لا كما يعرفني الآخرين
سأشعلك نارا وأفجر فيك البراكين
بركان تلو البركان
أريدك أن تعتصرني تقتحمني
تغرقني بذاك الفيضان
مجنونة أنا الأخرى
وقد أصابني فوق جنوني بك .. إدمان !
أحبك !؟! .. نعم ..
وإن شئت الصدق أكثر.. أعشقك
أحبك .. ولن أتفوه
أحبك .. ولن أنطقها أمامك
أحبك .. وأصرخ بها في صمت
يهزني ويصيبني بارتعاشه
تقوض من جسدي الأركان
أراك في اليقظة أثناء العمل
أراك في أعين الرجال
ولا رجال في عيني سواك
أراك لحظة الصباح مع فنجان قهوتي
أطالعك بتلك النظرة
التي تنبئك ولا تنبأ سواك
كم أرغب فيك ..
كم أشتاق أن نتسامر سوياً
أحضرت من فرط جنوني بك شمعتين
كي نسهر على ضوئهما ليلاً
وقتها .. لن يكون هناك سمر
وقتها .. سيطول بنا السمر !
وقتها .. سأظهر لك معنى الذوبان
أما زال يشغلك أمر التشابه بين ابتسامتي وابتسامة الموناليزا !؟!
كما يشغلني كم يكون الوقت في حضورك وجيزاً وجيزا
أما زال يسعدك أن أكون سعيدة !؟!
كما يسعدني ويبهجني ويطربني أن أراك دائماً بين الجموع عزيزا
أما زال يؤرقك حزني كما يقتلني أن أراك عني مشغولا !؟!
كن لي أنا
كن لي أنا فقط .. دون النساء
حمقاوات هن .. غبيات
لا يعرفن من أنت
لا يدركن ما بداخلك
كن لي
كما أحلم كل يوم أن أكون ..
فقط لك
كن لي رضيعي الذي أحممه بماء وعنبر ومسك
كن لي طفلاً ..
ألاعبه .. أحتضنه .. أهدهده وأطعمه الشهد
كن لي رجلا لا ذكراً .. أتفهمني ؟
كن لي رجلاً يحتويني يشعرني بأنوثتي
يخبئني تحت ذراعيه
يُشعرني الأمان

أيها الماتادور
كم من الثيران قتلت
في حلبة المصارعة !؟!
هل تثيرك الدماء المتناثرة ..
صخب الجمهور
هتافات الحضور
أم مشهد الثور
يئن ..
وهو يلقى مصرعه !؟!

أبغيك طفلاً ورضيع
أبغيك جواً صحواً وربيع
أبغيك إعصاراً .. بركاناً .. ثورةً لا تهدأ .. رعداً .. برقاً
أبغيك جموحاً .. صخباً
أبغيك .. حملاً وديع
أبغيك أنهاراً عذبة المذاق وأشجاراً وسماوات وتلال وجبال شاهقة وأودية وينابيع
هذه أنا
بكل ما بداخلي من ثورة وتمرد وإيمان ومجون وجنون
وضعف وخنوع .. أخفيه عن العيون
بكل ما يسري بأوردتي من تفرد وحنان ومحبة واستجداء وكبرياء
أتيتك الآن خاضعة !
لأسألك ..
سيدي ..
هل أجد لي عندك .. مكاناً بالصومعة !؟!

 ======================
خالد السويفي
======================

No comments:

Post a Comment